m0m3n
06-08-2017, 08:51 AM
http://nawa.ps/arabic/thumbgen.php?im=../images_lib/images/30_1496787539_7016.jpg&w=630
"استمتعوا فقط بالمشي على الشاطئ ولكن لا تقتربوا من مياه البحر ولا تسبحوا"، بهذه الكلمات بادرت السيدة آية عبد الرحمن "30 عامًا" أبناءها الثلاثة خلال اصطحابهم إلى رحلة استجمام عائلية في استراحة على شاطئ بحر غزة قبل أذان المغرب، ليرد ابنها عبد الرحمن "6 سنوات" :"إجيت عشان أسبح"، لكن أمه كانت حاسمة :"مش مسموح".
ما أن انتهت آية وزوجها تامر من إفطار رمضان، حتى لملمت أمتعتهم واكتفت العائلة بالمشي على الشاطئ ثم المغادرة، تقول آية:"بحر غزة جميل وقد اعتدنا السباحة في كل صيف خاصة وقد أنهى الأطفال عامهم الدراسي وحان وقت الاصطياف، لكن مياه البحر ملوّثة".
تلوّث
سلطة جودة البيئة في قطاع غزة أصدرت قبل عدة أيام خريطة لساحل قطاع غزة الذي يمتد على طول 40 كم، توضح فيها الأماكن المسوح فيها السباحة والأماكن الملوثة، لتكون الصدمة أن أكثر من 90% من شاطئ مدينة غزة ملوث تمامًا، بسبب ضخ مياه الصرف الصحي مباشرة إلى البحر دون معالجة منذ تفاقم أزمة الكهرباء بشكل حاد أواخر إبريل 2017م، مع تلوّث شواطىء باقي المدن بنسب مختلفة.
http://www.nawa.ps/images_lib/images/30_1496787563_3006.jpg
يعلّق الشاب تامر على هذه الخريطة بأن الأمر محبط للغاية ليس فقط لأبنائه الذين كانوا ينتظرون العطلة الصيفية بل حتى له ولكل مواطن في قطاع غزة يعتبر البحر والسباحة متنفسهم الوحيد في ظل النقص الشديد في مرافق التنزه.
وعلى الرغم من أن شواطئ مدن قطاع غزة الأخرى تبدو حسب الخريطة أقل تضررًا إلا أن الصحفي محمد الجمل من مدينة رفح منع أبناءه الأربعة من السباحة عندهم اصطحبهم للاستجمام على شاطئ بحر رفح.
يقول الجمل: “منعت أبنائي الأربعة من السباحة خوفًا على صحتهم، صحيح أن شاطئ رفح أقل تضررًا من شاطئ مدينة غزة ولكن يبدو أنني اخترت الموقع الخطأ، خاصة وقد كانت رحلتي قبل أن أشاهد الخريطة التي نشرتها سلطة جودة البيئة".
أما زوجته إيمان فعقّبت بالقول:"كلما تفاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائي يعاني شاطئ قطاع غزة عمومًا من التلوث وإن بنسب مختلفة، هذا وحده كفيل بأن أمنع أبنائي من السباحة حتى أطمئن إلى أن الوضع أصبح مناسبًا".
على أن المواطنتين إيمان وآية أكدتا أن شاطئ البحر الجميل الذي يقصده الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية بمجرد بدء الإجازة الصيفية، لم يعد مناسبًا للسباحة حتى إشعار آخر، وهذا أمر محبط للعائلات التي تنتظر الصيف بفارغ الصبر.
أزمة الكهرباء
واقع شواطئ قطاع غزة المحزن يشرحه المهندس بهاء الدين الأغا مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة بقوله إنه تم فحص عينات من مياه الشاطىء بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، في إطار فحص دوري تعتمده جودة البيئة.
ويضيف إن أزمة تلوّث الشاطىء تظهر فور تفاقم أزمة الكهرباء، فتوفرها ولو على جدل 8 ساعات وصل مقابل 8 قطع يوميًا يجعل جودة معالجة مياه الصرف الصحي أفضل، لكن وجود الأزمة يتسبب في ضخ مياه الصرف الصحي إلى البحر مباشرة دون أي معالجة.
ويعاني قطاع غزة من أزمة حادة في التيار الكهربائي منذ أواخر إبريل 2017 حيث انخفضت إلى ثلاث ساعات يوميًا، بعد أن كان جدول الكهرباء المعمول به هو 8 ساعات وصل مقابل 8 قطع، وهو ما كان يسمح لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي بالعمل وضخ مياهها إلى البحر بنسبة معالجة معقولة.
إنذار
لكن لأغا ينفي أن تكون الأزمة تؤثر على الثروة السمكية، فهي تؤذي الشاطئ إلى نحو 300 مترًا بينما تتواجد الثورة السمكية في عمق البحر، لكن الأثر يعانيه من يسبحون على شكل أعراض صحية كالتهابات في الأذن الوسطى وحساسية العيون والتهابات الجهاز الهضمي والتنفسي، مع التنويه إلى أن هذه الأمراض ليست قاتلة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لكنها تؤثر على صحة الإنسان.
ويعدّ شاطئ مدينة غزة الأكثر تلوثًا بسبب وجود ثلاث مضخات لمياه الصرف الصحي التي تضخ يوميًا 65 ألف متر مكعب إلى البحر، بينما تضخ خانيونس نحو 15 ألف متر مكعب ورفح 12 ألف متر مكعب، وفق معلومات سلطة جودة البيئة، كما أن المدن الأخرى تتمتع بآلية معالجة طبيعية قبل صرف المياه إلى البحر فهي تدخل أحواضًا تؤدي إلى ترسيب المادة العضوية بالتالي تُعالج بنسبة 50% خلافًا لغزة التي تصب في البحر مباشرة.
الواقع الصعب لشاطئ مدينة غزة دفع ببلديتها إلى مناشدة الحكومة الفلسطينية والعديد من الجهات المانحة توفير السولار اللازم لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي دون ردود حتى الآن، ويؤكد م.عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام الصحة والبيئة في البلدية أنه تم إعداد يافطات تحذيرية للمصطافين وفي حال استمر هذا الحال حتى نهاية رمضان فسيتم رفع الرايات السوداء وإغلاق الشاطئ.
يضيف أبو القمبز إن البلدية تحتاج إلى كميات كبيرة من السولار، فثلاث محطات تحتاج كل منها بشكل يومي إلى 1200 لتر، هذا يعني أننا نحتاج إلى 120 الف لتر شهريًا، مؤكدًا أن البلديات الأخرى لا تصب جميعها مياه الصرف الصحي في البحر.
ويخشى المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة من أن استمرار الأزمة ينذر بضياع موسم الصيف الذي ينتظرونه لزيارة المصيف الأهم، خاصة مع الضغط النفسي الذي يعانيه الناس يوميًا بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
"استمتعوا فقط بالمشي على الشاطئ ولكن لا تقتربوا من مياه البحر ولا تسبحوا"، بهذه الكلمات بادرت السيدة آية عبد الرحمن "30 عامًا" أبناءها الثلاثة خلال اصطحابهم إلى رحلة استجمام عائلية في استراحة على شاطئ بحر غزة قبل أذان المغرب، ليرد ابنها عبد الرحمن "6 سنوات" :"إجيت عشان أسبح"، لكن أمه كانت حاسمة :"مش مسموح".
ما أن انتهت آية وزوجها تامر من إفطار رمضان، حتى لملمت أمتعتهم واكتفت العائلة بالمشي على الشاطئ ثم المغادرة، تقول آية:"بحر غزة جميل وقد اعتدنا السباحة في كل صيف خاصة وقد أنهى الأطفال عامهم الدراسي وحان وقت الاصطياف، لكن مياه البحر ملوّثة".
تلوّث
سلطة جودة البيئة في قطاع غزة أصدرت قبل عدة أيام خريطة لساحل قطاع غزة الذي يمتد على طول 40 كم، توضح فيها الأماكن المسوح فيها السباحة والأماكن الملوثة، لتكون الصدمة أن أكثر من 90% من شاطئ مدينة غزة ملوث تمامًا، بسبب ضخ مياه الصرف الصحي مباشرة إلى البحر دون معالجة منذ تفاقم أزمة الكهرباء بشكل حاد أواخر إبريل 2017م، مع تلوّث شواطىء باقي المدن بنسب مختلفة.
http://www.nawa.ps/images_lib/images/30_1496787563_3006.jpg
يعلّق الشاب تامر على هذه الخريطة بأن الأمر محبط للغاية ليس فقط لأبنائه الذين كانوا ينتظرون العطلة الصيفية بل حتى له ولكل مواطن في قطاع غزة يعتبر البحر والسباحة متنفسهم الوحيد في ظل النقص الشديد في مرافق التنزه.
وعلى الرغم من أن شواطئ مدن قطاع غزة الأخرى تبدو حسب الخريطة أقل تضررًا إلا أن الصحفي محمد الجمل من مدينة رفح منع أبناءه الأربعة من السباحة عندهم اصطحبهم للاستجمام على شاطئ بحر رفح.
يقول الجمل: “منعت أبنائي الأربعة من السباحة خوفًا على صحتهم، صحيح أن شاطئ رفح أقل تضررًا من شاطئ مدينة غزة ولكن يبدو أنني اخترت الموقع الخطأ، خاصة وقد كانت رحلتي قبل أن أشاهد الخريطة التي نشرتها سلطة جودة البيئة".
أما زوجته إيمان فعقّبت بالقول:"كلما تفاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائي يعاني شاطئ قطاع غزة عمومًا من التلوث وإن بنسب مختلفة، هذا وحده كفيل بأن أمنع أبنائي من السباحة حتى أطمئن إلى أن الوضع أصبح مناسبًا".
على أن المواطنتين إيمان وآية أكدتا أن شاطئ البحر الجميل الذي يقصده الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية بمجرد بدء الإجازة الصيفية، لم يعد مناسبًا للسباحة حتى إشعار آخر، وهذا أمر محبط للعائلات التي تنتظر الصيف بفارغ الصبر.
أزمة الكهرباء
واقع شواطئ قطاع غزة المحزن يشرحه المهندس بهاء الدين الأغا مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة بقوله إنه تم فحص عينات من مياه الشاطىء بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، في إطار فحص دوري تعتمده جودة البيئة.
ويضيف إن أزمة تلوّث الشاطىء تظهر فور تفاقم أزمة الكهرباء، فتوفرها ولو على جدل 8 ساعات وصل مقابل 8 قطع يوميًا يجعل جودة معالجة مياه الصرف الصحي أفضل، لكن وجود الأزمة يتسبب في ضخ مياه الصرف الصحي إلى البحر مباشرة دون أي معالجة.
ويعاني قطاع غزة من أزمة حادة في التيار الكهربائي منذ أواخر إبريل 2017 حيث انخفضت إلى ثلاث ساعات يوميًا، بعد أن كان جدول الكهرباء المعمول به هو 8 ساعات وصل مقابل 8 قطع، وهو ما كان يسمح لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي بالعمل وضخ مياهها إلى البحر بنسبة معالجة معقولة.
إنذار
لكن لأغا ينفي أن تكون الأزمة تؤثر على الثروة السمكية، فهي تؤذي الشاطئ إلى نحو 300 مترًا بينما تتواجد الثورة السمكية في عمق البحر، لكن الأثر يعانيه من يسبحون على شكل أعراض صحية كالتهابات في الأذن الوسطى وحساسية العيون والتهابات الجهاز الهضمي والتنفسي، مع التنويه إلى أن هذه الأمراض ليست قاتلة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لكنها تؤثر على صحة الإنسان.
ويعدّ شاطئ مدينة غزة الأكثر تلوثًا بسبب وجود ثلاث مضخات لمياه الصرف الصحي التي تضخ يوميًا 65 ألف متر مكعب إلى البحر، بينما تضخ خانيونس نحو 15 ألف متر مكعب ورفح 12 ألف متر مكعب، وفق معلومات سلطة جودة البيئة، كما أن المدن الأخرى تتمتع بآلية معالجة طبيعية قبل صرف المياه إلى البحر فهي تدخل أحواضًا تؤدي إلى ترسيب المادة العضوية بالتالي تُعالج بنسبة 50% خلافًا لغزة التي تصب في البحر مباشرة.
الواقع الصعب لشاطئ مدينة غزة دفع ببلديتها إلى مناشدة الحكومة الفلسطينية والعديد من الجهات المانحة توفير السولار اللازم لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي دون ردود حتى الآن، ويؤكد م.عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام الصحة والبيئة في البلدية أنه تم إعداد يافطات تحذيرية للمصطافين وفي حال استمر هذا الحال حتى نهاية رمضان فسيتم رفع الرايات السوداء وإغلاق الشاطئ.
يضيف أبو القمبز إن البلدية تحتاج إلى كميات كبيرة من السولار، فثلاث محطات تحتاج كل منها بشكل يومي إلى 1200 لتر، هذا يعني أننا نحتاج إلى 120 الف لتر شهريًا، مؤكدًا أن البلديات الأخرى لا تصب جميعها مياه الصرف الصحي في البحر.
ويخشى المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة من أن استمرار الأزمة ينذر بضياع موسم الصيف الذي ينتظرونه لزيارة المصيف الأهم، خاصة مع الضغط النفسي الذي يعانيه الناس يوميًا بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.