شهد الروح
02-02-2017, 07:29 PM
https://fb-s-c-a.akamaihd.net/h-ak-xal1/v/t1.0-9/16299140_1621271824555629_4654500941678617301_n.jp g?oh=aad207fbe8e23cc1dad32ebdfae53080&oe=5910F01D&__gda__=1493022502_e84b83f9a2d37d0d0176fc731840c9c 9
كَتَبَت حنين ::p
الذي رحل عنكِ كان دوماً يقول : لا عيشَ لي من دونكِ، تعلّقتُ بكِ جداً، لا أمان لي بعدكِ، لا فرحَ لي بعدكِ، لا حُبّ بعدك، ولا أمل بعدك .
الذي رحل عنكِ يا صديقتي ما كان يوماً لكِ ، وما نوى أن يكون جدّياً معكِ،
إن الرجال الذين يريدونك لا يسكنون خلف الستائر السوداء، ولا يخفون أنفسهم،
إن الذي دقّ هاتفك ليلاً لن يدق في يومٍ من الأيام أبواب بيتك نهاراً، إنهُ (صاحب الظل الطويل ) الذي جاء مجهولاً وظلّ إلى الأبد مجهول،
إنهُ رجل أحلامك الذي أقنعك به شيطان نفسك، وسوّلت له شياطين نفسه خذلانك وهجرك .
الذي رحل عنكِ ما كُنتِ يوماً له، وما كُنتِ أي شيءٍ في خططه المستقبلية وأمنياته الأُسرية،
قد كُنت خُردةً تخلّص منكِ بقلبٍ باردٍ دون أي شعورٍ بضرورتك وأهميتك، قد أدار مُحرِك دُنياه ورحل عنكِ،
وقد كُنت ساذجةً لآخر لحظة، تلوّحين لهُ من بعيد وهو يتلاشى أمامك، ظللتِ واقفةً على مفرق الطريق،
ذَبلتِ كما ذبلت فيروز صيفاً وشتاءً بانتظار الذي غاب ونسيها إلى الأبد .
الذي رحل عنكِ كُنتِ صفحةً في عُمره , وقد كان كتابَ عُمرك الذي كتَبتِهِ بماءعينك وطرّزتيه بشرايينك, كُنتِ سطراً في قصّته,
وكان حَبكةَ قصّتك, كُنتِ أغنيةً منسيّة الكلمات في باله, وكان ترتيلةً تخوضين فيها ليلاً نهاراً دون توقّف,
إن ذلك الذي رحل عنكِ ما كانَ ينويكِ حلالاً , وما كَانت أمنياتكِ فيهِ إلا حلال .
الذي رحل عنكِ قد دخل إليكِ من بوابة ضعفك, وخرج من بوابات روحك كُلّها, انسلّ مِن كُل مساماتك فقتلك,
آلمك كما تؤلم سكرات الموت مُحتضرها, دخل إليكِ حاملاً شمعةً ووردةً في مزهرية,
وخرج منكِ حاملاً رُفات أحلامٍ ودمع امرأةٍ على الرصيف منسيّة .
الذي رحل عنكِ كان عقاباً على ذنبٍ اقترفهُ هوَ فيكِ , فكُنتِ ضحيّةَ تنازلاتكِ واستسلامكِ له,
وها هو الآن يعبث بعيداً عنكِ تاركاً وراءهُ حُطام مدينةٍ في داخلك دُمِّرت إلى الأبد .
ها هو الآن يُكرر ذات الكلام على سمع مسكينةٍ أُخرى تذوب بالكلمات التي ذوّبتك من قبل,
وتشعر بذات الطيران الذي شعرتِ به من قبل , إنها مُقبلةٌ على كتابة نفس رسالتكِ التي سترثي بها نفسها وتستغيث صديقتها,
ولربما تكتب لها صديقتها ذات الكلام الذي أكتبه لكِ .
خليل العواودة - مقتبس من قصة (بعد الرحيل)
كَتَبَت حنين ::p
الذي رحل عنكِ كان دوماً يقول : لا عيشَ لي من دونكِ، تعلّقتُ بكِ جداً، لا أمان لي بعدكِ، لا فرحَ لي بعدكِ، لا حُبّ بعدك، ولا أمل بعدك .
الذي رحل عنكِ يا صديقتي ما كان يوماً لكِ ، وما نوى أن يكون جدّياً معكِ،
إن الرجال الذين يريدونك لا يسكنون خلف الستائر السوداء، ولا يخفون أنفسهم،
إن الذي دقّ هاتفك ليلاً لن يدق في يومٍ من الأيام أبواب بيتك نهاراً، إنهُ (صاحب الظل الطويل ) الذي جاء مجهولاً وظلّ إلى الأبد مجهول،
إنهُ رجل أحلامك الذي أقنعك به شيطان نفسك، وسوّلت له شياطين نفسه خذلانك وهجرك .
الذي رحل عنكِ ما كُنتِ يوماً له، وما كُنتِ أي شيءٍ في خططه المستقبلية وأمنياته الأُسرية،
قد كُنت خُردةً تخلّص منكِ بقلبٍ باردٍ دون أي شعورٍ بضرورتك وأهميتك، قد أدار مُحرِك دُنياه ورحل عنكِ،
وقد كُنت ساذجةً لآخر لحظة، تلوّحين لهُ من بعيد وهو يتلاشى أمامك، ظللتِ واقفةً على مفرق الطريق،
ذَبلتِ كما ذبلت فيروز صيفاً وشتاءً بانتظار الذي غاب ونسيها إلى الأبد .
الذي رحل عنكِ كُنتِ صفحةً في عُمره , وقد كان كتابَ عُمرك الذي كتَبتِهِ بماءعينك وطرّزتيه بشرايينك, كُنتِ سطراً في قصّته,
وكان حَبكةَ قصّتك, كُنتِ أغنيةً منسيّة الكلمات في باله, وكان ترتيلةً تخوضين فيها ليلاً نهاراً دون توقّف,
إن ذلك الذي رحل عنكِ ما كانَ ينويكِ حلالاً , وما كَانت أمنياتكِ فيهِ إلا حلال .
الذي رحل عنكِ قد دخل إليكِ من بوابة ضعفك, وخرج من بوابات روحك كُلّها, انسلّ مِن كُل مساماتك فقتلك,
آلمك كما تؤلم سكرات الموت مُحتضرها, دخل إليكِ حاملاً شمعةً ووردةً في مزهرية,
وخرج منكِ حاملاً رُفات أحلامٍ ودمع امرأةٍ على الرصيف منسيّة .
الذي رحل عنكِ كان عقاباً على ذنبٍ اقترفهُ هوَ فيكِ , فكُنتِ ضحيّةَ تنازلاتكِ واستسلامكِ له,
وها هو الآن يعبث بعيداً عنكِ تاركاً وراءهُ حُطام مدينةٍ في داخلك دُمِّرت إلى الأبد .
ها هو الآن يُكرر ذات الكلام على سمع مسكينةٍ أُخرى تذوب بالكلمات التي ذوّبتك من قبل,
وتشعر بذات الطيران الذي شعرتِ به من قبل , إنها مُقبلةٌ على كتابة نفس رسالتكِ التي سترثي بها نفسها وتستغيث صديقتها,
ولربما تكتب لها صديقتها ذات الكلام الذي أكتبه لكِ .
خليل العواودة - مقتبس من قصة (بعد الرحيل)