ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى !
مالك بن الريب المازني التميمي شاعر كان قاطعًا للطريق حتى طلب منه أمير خراسان (سعيد بن أبان بن عثمان بن عفّان، حفيد الصحابيّ الجليل) أن يتوب ويستصحبه فأطاعه....
وفي الطريق إلى الغزو، وفي أثناء الراحة والقيلولة لسعته أفعى وجرى السم في جسمه، فأحس بالموت يدنو، فرثى نفسه :
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً
بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا
ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا
وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد ما أرانيَ عن أرض الآعاديّ قاصِيا
دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتي بذي (الطِّبَّسَيْنِ) فالتفتُّ ورائيا
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ
تقنَّعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤
|