06-10-2022
|
|
كنتُ أعمى
كنتُ أعمى
وقفت متأملا بين الحيرة و الرجاء
شاطئ أمواجه اعتلت صفحة السماء
و أمعنت النظر في رمال رُسمت خطوطها باتقان
و ما بين الصحوة و غفوة المساء
تخيلتُ فتاة أرخت جدائلها سحرا
تمشي على مهل غير متعبة الخطو
يكسوها قدٌّ نحيلٌ ويعلو وجنتيها الحياء
جلستْ تعبث بكومة حصى وبقايا محار
و أنا أتابع حركة يديها وما ارتسم على الخدين
عبثا أحاول أن أجذب اهتمامها
فتحولت من مراهق إلي عاشق
يااااا له من بحر يعبث بأفكارنا
فأخذت ألقي بالحصاة واحدة تلو الأخرى
عسى واحدة تصيب القلب أو تتخطاه
و اقترب قرص الشمس الأحمر من المغيب
و توشحت صفحة الماء بشال وردي
فاقتربت منها و قلبي يرتجف
و قبل أن ألقي السلام
كان صبيّ صغير يمسك بيدها
فتسير معه بهدوء و أنا أتابع خطوها
فاعترفتُ لنفسي أني كنت أعمى
لا أجيد حتى تفسير الأشياء الطبيعية
و غابت فتاتي مع قرص الشمس الذهبي
و أسدل الظلام بستائره على الشاطئ
و صرتُ كل يوم أراقب هوى نفسي
حتى أضحى غياب الشمس هو موعد همسي
|