ــ مَدخل فِي منتصَف موُعد *
ذلك الفنجان حدثني بحزنٍ أدهشني !
وَساءَلني أهيَ أسبابُ الجهَالة بحاِلي بعّد صدك تمنعنَي ؟
عن ذِكر أحاديَث الزمَن الجمَيل بيّننا أم هي ستبْقى تمنحُني
رؤى الماضَي البعِيد فـِي كل ذكرى وَ تجرحني ؟!
(*)
همسّت لفنجاني التليد ..
وَ ما مِن شيءٍ مِنْه أريد سِوى أن يسمعني !
لا ، ليس صدًا يا فنجَان بل هي الأيام تبعدني . .
وَ بشوكتها تطحنني . .
ثم تعود لتجمعني . .
بجعبة ألوانها وَ تَخلِطُني !
لا ، ليس صدًا يا فنجَان بل هي الأيَام قد مزَجَت ..
لوُن الشحُوب بعَالميِ تُمَ راحَت دواخِلي في سُبات الخُلد تُرضِخُني !
لا ، ليس صدًا يافنجَان فقلبي وَ إن لم تسّمع أنينَه ، فهو بجَهلي لحالِك يلسَعني . .
وَ يشتاق بكل لهفة ، لأحاديث رؤآك وَ يؤرِقًني . .
حدثني ذلك الفنجان . .
عن حاله وَ أسمعني ؛ صوت الخواء في جوفة يخاطبني ، يذكرني ، وَ يملأني
بظلالِ دفءٍ كانت ذات زمنٍ تُفرحني ، تأسرني ، وَ على قمم الرضا تطرحُني ..
حدثني ذلك الفنجان ساهمًا يتذكر . .
وَ داعَبت أنامل الماضيَ قَلبي ، ليشترك في حديثٍ كانَ يومًا قد مال عنه وَ تنكر . .
يا بَارد الأعمَاق بعد فِراقنا طَال الزمَن ..
مازلتَ كما أنتَ لكنني لمْ أعد أعرفُك
غَاب دفئُك بعد رشفةٍ وَ دفعت أنا الثمن ..
فلا تلمني إن لم أكن بقربك استنطقك