06-30-2020
|
|
قبيلة بني عذرة
" نحن من قوم إذا أحبوا ماتوا" قالها أحد رجال بني عذرة يصف حال قومه الذين اشتهروا بالحب العذري،
وسئلت إمرأة عذرية يدنيها الهوي من الموت:
"ما بال العشق يقتلكم معاشر عذرة من بين أحياء العرب؟
فقالت: فينا تعفف، والعفاف يورثنا رقة القلوب، والعشق يفني آجالنا."
وقد أشتهرت القبيلة بجمال نساءها ، قيل لأعرابي من العذريين: "ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث - أي تذوب - كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟ قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.
جادت بني عذرة بالعديد من شعراء الغزل العذري - نسبة الي بني عذرة - لعل أشهرهم جميل بن معمر ( توفي 82 هجريا /701 م) أو جميل بثينة ذلك العاشق الذي أفني عمره في حبه الوحيد بثينة ابنة عمه، الذي تعلقها فتي صغيرا بعد أن تبادلا السباب في مشهد طريف انقلب حبا غامرا عاني منه بقية عمره وأبدع فيه أعذب الأشعار،
وَأَوَّلُ ما قادَ المَوَدَّةَ بَينَنا
بِوادي بَغيضٍ يا بُثَينَ سِبابُ
وَقُلنا لَها قَولاً فَجاءَت بِمِثلِهِ
لِكُلِّ كَلامٍ يا بُثَينَ جَوابُ
وقال أيضا:
لاحَت لِعَينِكَ مِن بُثَينَةَ نارُ
فَدُموعُ عَينِكَ دِرَّةٌ وَغِزارُ
وَالحُبُّ أَوَّلُ ما يَكونُ لَجاجَةً
تَأتي بِهِ وَتَسوقُهُ الأَقدارُ
حَتّى إِذا اِقتَحَمَ الفَتى لُجَجَ الهَوى
جاءَت أُمورٌ لا تُطاقُ كِبارُ
وقد تقدم للزواج منها إلا أن والدها رفضه وزوجها من غيره، فعاش تعيسا يبكي حبه وينشد الأشعار :
أَرى كُلَّ مَعشوقَينِ غَيري وَغَيرُها
يِلَذّانِ في الدُنيا وَيَغتَبِطانِ
وَأَمشي وَتَمشي في البِلادِ كَأَنَّنا
أَسيرانِ لِلأَعداءِ مُرتَهَنانِ
أُصَلّي فَأَبكي في الصَلاةِ لِذِكرِها
لِيَ الوَيلُ مِمّا يَكتُبُ المَلَكانِ
ضَمِنتُ لَها أَن لا أُهيمَ بِغَيرِها
وَقَد وَثِقَت مِنّي بِغَيرِ ضَمانِ
وقد هاجر وترك البلاد لكنه لم ينساها حتي توفي،
أَلا تَتَّقينَ اللَهَ في قَتلِ عاشِقٍ
لَهُ كَبِدٌ حَرّى عَلَيكِ تَقَطَّعُ
غَريبٌ مَشوقٌ مولَعٌ بِاِدِّكارِكُم
وَكُلُّ غَريبِ الدارِ بِالشَوقِ مولَعُ
فَأَصبَحتُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ موجِعاً
وَكُنتُ لِرَيبِ الدَهرِ لا أَتَخَشَّعُ
فَيا رَبِّ حَبِّبني إِلَيها وَأَعطِني
المَوَدَّةَ مِنها أَنتَ تُعطي وَتَمنَعُ
وَإِلّا فَصَبِّرني وَإِن كُنتُ كارِهاً
فَإِنّي بِها يا ذا المَعارِجِ مولَعُ
|