مفاتيح وأجراس ( متقاطعات نثرية )

27

( دفء )

ليس الحزن أن نفتقد من غاب عنّا زمناً طويلاً ..
إنما الحزن أن نعانقه، ولا نشعر بالدفء الذي تعودناه .

28

( بعد التحية .. )



مُذّ لوحتِ لي بيدكِ خلف النافذة، مودعة ..
أسمع صوتاً بداخلي لا يتركني إلاّ ميْتا ..
لكنه اليوم تحدث بصوتٍ مسموع، على شفاهي.. أمام مرآتي.

كدت أن أرى وجهه ..!

29

( فقد )

حين أفتقدني على الطاولة معكِ ..
أحادث مقعدكِ .. أراكِ
تشاركينني حديثاً صامتاً ..
نتبادل الابتسامات..
يقاطعنا النادل.. كعادتهِ
يضرب كفاً بكف حين أغادر..
يعود بفنجانكِ مملوءً بالفقد ..!

30

( بداية النهاية )

أن أفيق على همسكِ رغم البعاد ..
هذا أمرٌ بِتُ أنتظره، ولا أستغربه ..

أن أراكِ في المرآةِ خلفي حين أطرد النوم من عيني كل صباحٍ..
هذا أمرٌ أتمناه في سريرتي .. أكاد أن أدركهُ.

أن تجلسي أمامي صامتةً مبتسمةً حين أرتشف فنجان قهوتي المسائية ..
هذا ما أشتاقه يا حبيبتي كل مساء ..

أتساءل ونفسي ..
هل أدركني الجنون .؟!

ربما ..!

31

( ثرثري )

حدثيني عن يومياتكِ المبعثرة ..
واحكي لي عن أخبار جيراننا ..
ثرثري .. ما زالت الروح عطشى لكلماتكِ.. لصوتكِ

اجلسي على طرف السرير.. كعادتكِ
وجدلي شعركِ بأصابعكِ.. واخبريني عن تفاصيل حلمكِ
وعن سبب ابتسامتكِ الطفولية هذا الصباح ..
ثرثري.. لازلت احتاجكِ أكثر..

اسمعيني شكواكِ على الغيابِ.. واغضبي
اعيدي شريط أيامنا.. محطاتها.. جدران منزلنا..
تفاصيل ذكرياتنا سوياً.. في رحلة العمرِ ..
وتعابير وجهكِ تتواتر بين ضحكٍ وبكاء ..

كعادتكِ..
تسكتين عن الثرثرة فجأةً، وتردين على ابتسامتي بابتسام ..
.
( تذكرت .. سأخبرك أموراً كثيرة .. )
ثرثري ..
ثرثري أكثر ..