يقول أحدهم : فقدت فأسي، فاشتبهت بجاري أنه قد سرقه مني، فبدأت أراقبه بإهتمام شديد..
كانت مشيته مشية سارق فأسي..!
وكلامه كلام سارق فأسي ..!
وحركاته توحي بأنه سارق فأسي..!
أمضيت تلك الليلة حزينًا ولم أعرف كيف أنام وأنا أفكر بأي طريقه أواجهه؟
ولكنني في الصباح الباكر عثرتُ على فأسي..
لقد كان إبني الصغير قد وضع فوقه كومة قش،
نظرت إلى جاري في اليوم التالي، فلم أجد فيه شيئًا يشبه سارق فأسي، لامشيته، ولا كلامه، ولا إشاراته ..!
وجدته كالأبرياء تمامًا، فأدركتُ بأني أنا من كان اللص..!
لقد سرقتُ من جاري أمانته وذمته، وسرقتُ من عمري ليلة كاملة أمضيتها ساهرًا أفكر كيف أواجه بالتهمة رجلًا بريئًا منها ..!
تُرَى كم من برئٍ سرقنا منه أمانته وذمته بسوء ظننا؟..
كم من بيوتٍ هُدِّمتْ، وأطفال ساء حالها بسوء الظن؟..
كم من صديق أضعناه بسوء الظن ؟..