ما وراء الأفق..حلم و خيبات!!

ما وراء الأفق..حلم و خيبات!!

لم تمنحها الغيوم فرصة لرؤية مغيب الشمس، بل تجمعت ووارتها عنها، لكن منظر الغيوم وهي تتلون بلون الشفق لم يكن أقل جمالا ،على العكس بدى ساحرا جدا، كانت لا تزال خيوط الشمس تسترق النّظر من ثقب صغيرة بين الغمام محاولة الإنفلات، كارهة لهذه الليالي المظلمة.
ربما الفراغ هو كل ماتبقى لها هذه الأيام، والسخط على تلك الأرض والأشجار التي أخفت عنها السر والحقيقة اللذان كان يجب
أن تعلمهما هي منذ البداية.
تخيلت هي أن تصنع أسباب للفرح في الشتاء، كأن تلعب بالثلج هاربة من تقدم عمر الإنتظار بها نحو طفولتها التي لم تكن تعرف فيها شكل الإنتظار ..
لكن نيسان لم يجد عليها بشيء ،سوى أوجاع رمادية مثله، وذاكرة أخرى لحبٍ مات، طاردته في كل مكان من الذاكرة محاولة بذلك استعادته..مازالت تحتفظ بدفتر مراهقتها ورسائل كثيرة مغْبرَّة مخبأةً في الأدراج ،تفتش في صدر شِعر عنهُ ،في خاطرة ما ،في كلمة أحبك التي كتبتها بالبند العريض وباللون الأحمر ،نعم الأحمر لم يكن رمزا للحب بل لتلك الأوجاع الحمراء التي يخلفها الحب في كل مكان يزوره،في كل قلب يعبره.
هبت ريح عاتية فتحت نافذة غرفتها وبعثرت أوراقا ماكان يجب أن ترى الضوء هي بالذات ،لمحت ما كتبته عن بعد لكنها جثمت مكانها بلا حراك،
لم تشأ أن تطّلع على المراهقة التي كانتها ، كما لم تشأ أن تمسك أوجاعها بيديها، قد تضغط عليها بيديها دون قصد وتتألم هي، لكنها آثرت لملمتها على أن تبقيها مبعثرة هكذا ،و تظل تسترق النظر في كل لحظة إلى عبارة ما.. جمعت شجاعتها ولملمتها دون أن تقرأها حتى لا تزورها الخيبة هذا المساء مجددا وحتى لا تشعر تلك الصبية بالخجل أمام نفسها.
لكن رؤية تلك الرسائل للضوء كانت كفيلة بجعل البكاء يعبرها هذه الليلة ويصطحب معه شعورا بالضياع وآخر بالقهر..
بالكاد تنبهت لصوت المذياع المشغل منذ أكثر من ساعة على صوت وائل كفوري:
"لملم جراحك بالهدا ...إنتا مش أول حدا"

***

هاهما ناكرا الجميل قد تركا تلك الدالية تتيبس في صقيع الشتاء ،بينما كانت هي تأويهما في ظلّها صيفًا ،تنتشر هنا وهناك بأغصانها السميكة التي تتشبث بشبّاك الحياة، هاهي ذي تناهز الخمسين كما جاوزا هما الأربعين من عمر الحب ،وصار كل واحد منهما يفكر بنفسه وبإنشاء أسرة بعيدا عن الآخر ،ربما لأنهما عرفا بعضهما البعض أكثر مما يجب، ويتوقع كل منهما ما سيفعل الآخر قبل أن يفعل ،كيفية إرضاءه سهلة ،ثم يكتشفان أخيرا أنه لم يعرفا الحب أبدا ولم يسبق للحب أن عرفهما ،إذن ماذا يسمى ذاك الشعور ،ولم لا يكون هو نفسه الحب قد جاء متقمصا شكلا غير شكله ..
تفتح الرياح النافذة من جديد مجبرة إياها على التحرر من عزلتها ،وقفت أخيرا وذهبت مباشرة نحو شرفتها ،تطل على ماضيها وعلى أيام خلت قد دفنت بعضها بنيان جديد لكنها مازالت تطل هنا وهناك، تأبى أن تتحول إلى ماضٍ سحيق يذكر كل سنة أو سنتين.
هناك تحت الدالية كانا يذاكران ويقصان على بعضهما البعض أمنيات وأحلام لن تكون ،وهنا في غابة الخيزران كانا يتسابقان مع الزمن ،وهناك يشاكسان العم موسى ،يطرقون باب أم زياد ويختبآن خلف شجرة التين يكرران كلامها
ساخرَين منها .
وهناك حيث لبى طلبها بالغناء وغنّى لها :
إنتي وأنا .. ياريت عنا كوخ .. مخبي بفي الحور والكينا .."
ومايكون عنا كهربا .. والجوخ ، ونعيش مايعرف حدى
فينا.."
وفي ذاك الزقاق الصغير المهجور همست في أذنه بحبها له،وتمثيلا لدور العاشق بادلها بالمثل لتعيش تحت مفعول الكلمة لسنوات قادمة وتخبئها في كل يوم لغد قد ينتابها حزن فيه فتواسي نفسها بتلك الكلمة، وهي اليوم تدخل المصحة بسببها.

***
كان يعرف حياة غير التي عرفتها هيَ،حيث كانت أكبر أحلامهما امتلاك مزرعة صغيرة والعيش بهناء ،لطالما حدّثها عن لباقة سكان باريس وجمال نساء روسيا والكثير الذي لم تكن تعي منه شيئا، و لم يعنيها أن تفهم مادامت لا تعيش في تلك العوالم الغريبة بالنسبة إليها.

*
كان يدرك أنه لم يحبها يوما وكل ما جمعهما مجرد ذكريات طفولة ومراهقة أو ربما أعجب بها ذات يوم، استماتت هي في أن تجعل تلك الذكريات البريئة سببا في دخولهما قصة حبٍ لا ينتهي .
عندما شعر أنه أصبح شيئا معتادا ،يلتقيان كل يوم ،قرر أن يبتعد كي يُلف بتلك الهالة التي تجعل منه شيئا قدسيًا و التي يمنحها البعد لكل الغائبين ، لأنه أراد أن يحافظ على تعلقها به لرغبة أنانية فيه.
قبل رحيله بأشهر كانت لاحظت أنه لم يعد يحضر لها الهديا بين الحين والآخر كما ذي قبل، لمّحت له بذلك لسبب ما لم تخبره بذلك مباشرة ربما فقط حتى لا تبدو كأؤلئك النساء المتطلبات اللواتي لا يخجلن من كثرة طلباتهن،وفهم عليها قبل أن تلفظ بآخر كلمتين من عبارتها، ورد"لأجل زواجنا" ،كانت مفاجأة عظمى بالنسبة لها جعلتها منتشية لثلاثة أشهر قادمة ـ أغدق عليها بأفكار سحرية لشهر عسلهما، وهي اليوم تقضي سنين مرّة بدل العسل الذي كانت تتمناه.
تقسم أنه معروف كبير جدا ،كيف لا وقد منحها أياما طويلة للفرح قبل أن يدس لها السم في ورقة صغيرة جعلتها طريحة جراحها للأبد.
رأت حينها شخصا آخر غير ذلك الذي عرفته كل هاتيك السنين، كما لم تعلم إلى هل تغيّر أم أنه كان هكذا منذ البداية، و كل ما أراده هو صنع سيناريو ريثما يحين وقت الرحيل.
وظلت متكورة على نفسها في قعر خيبتها، و منطوية على أوجاعها ..عندما علمت بخبر سفره في الأسبوع الأخير ،صار يتحاشى الإلتقاء بها ،كان هذا كافيا لتفهم أنه لم يعد يريدها وأن التمثيل قد أرهقه جدا ، ومع ذلك كانت تنتابها لحظة سخف لتتعلق ببقايا أمل وتأمُل أنه قد يرجع ويغير رأيه فليس بإمكانه أن ينساها بكل تلك السهولة.
ذهبت لتودعه دون أن يراها ، لمحها وقرر أن يتجاهلها حتى في آخر دقيقة لهما ، كانت تعلم أن هذه قد تكون آخر مرة تراه فيها ولم تشأ أن تفوت عليها الفرصة، تابعتها بعينيها حتى اختفت كنقطة عند الأفق، أودعته أحلامها وهاهي اليوم تودعها للأبد.
كان الأمر أعظم من أن تبكي عنده ، آثرت الصمت على أن تبكي وينظر إليها الجميع على أنها مشردة تهوى البكاء ،كانت تدرك منذ البداية أن الحلم تشرد لكنها لم تتوقع للحظة أن يغادرها دون أن يترك لها شيئا ،ويدعها مشردة هكذا بلا حلم وبكثير من الخيبات وجراح تتفتق كل مساء في حادث اصطدام بذكرى هشّمها الزمن،

***

هاهوذا اليوم يتراءى لها من نفس النقطة التي اختفى عندها قبل أعوام،ليجعل عام حزنها هذا عام حزنين،يخطو خطى ثقيلة و ينظر للآخرين بكِبر كما لو أنه نجح في الوصول للقمر قبل روسيا، قد جعل منه البعد شيئا مشتهى وأكثر جاذبية بالنسبة لفتيات القرية اللواتي حملقن فيه بإعجاب ..بالرغم من شعيرات الشيب بدأت تغزو رأسه، تبدو و كأنها قد زادته وسامة فحسب، تسير إلى جانبه سيدة شقراء تمسك بإحدى يديها طفلتهما و بالأخرى حقيبة.
*
تلقب هي اليوم العانس والإنطوائية بينما يلقب هو بطبيب القرية الوسيم تتهافت نحو مصحّته مراهقات القرية ،كما لا يغادر ذكره مجالس السيدات يثنين على جمال زوجته ،وتلعن كل منهما حظها في سرها،ويمدحن خبرته في التطبيب أو خبرته في جذب البلهاءات إليه.
هو الذي كتب لها ذات رسالة "الفراق قدر العشاق وقدرنا"،تكتشف اليوم أن فكرة الفراق تصنع بأياد العشاق أنفسهم ما إن يشعروا أن الحب أصبح روتينيا ككل الأشياء الأخرى وأنّ عليهم تجديده..
وهي ؟؟!من ذا بإمكانه أن يقنعها بتجاوز عقبة خيبتها هذه؟ من يتوسل للزمن أن يعود قليلا للوراء قبل أن تحبه فلا تحبه وتسير في الطريق المعاكس للذي سارت عليه المرة الماضية وتعد العدة لمثل هذه الفجائع!!
***
**
*

@نقاء @وتين @خمر أيلول
@m0m3n

دائماً ما يسبق طعنات البشر أساليب حانية وتفاصيل دافئة
تداعب المشاعر الصادقة وتستميلها حتى أنه يخال لنا
أنهم يقبلون المشاعر قبلة حانية تسرق الألباب كالخمر
حتى السم يدسونه في العسل هكذا اعتدنا وسمعنا
لكني هنا وجدته أكثر ايلاماً عندما دُّسَّ بورقة اخترقت القلب والعين
قبانية الهوى .... لمحت الاسم فظننته فخراً أو تباهياً بنزار
ولكني هنا بين حروفك أدركت أنه ليس هكذا
إنّما هو روح نزار ومشاعره المبعثره على أوراقه
كيانه الضائع بين حب وعشق وألم وجفاء ونساء وترحال
أبداً ....
لم يكن نزار زئر نساء كما قالوا عنه وإنما كان زئر أحاسيس
عاشها جملةً وتفصيلاً
قلمك أشعرني أن للمكان عبير كان مفقوداً

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حفيدة أينشتاين دائماً ما يسبق طعنات البشر أساليب حانية وتفاصيل دافئة تداعب المشاعر الصادقة وتستميلها حتى أنه يخال لنا أنهم يقبلون المشاعر قبلة حانية تسرق الألباب كالخمر حتى السم يدسونه في العسل هكذا اعتدنا وسمعنا لكني هنا وجدته أكثر ايلاماً عندما دُّسَّ بورقة اخترقت القلب والعين قبانية الهوى .... لمحت الاسم فظننته فخراً أو تباهياً بنزار ولكني هنا بين حروفك أدركت أنه ليس هكذا إنّما هو روح نزار ومشاعره المبعثره على أوراقه كيانه الضائع بين حب وعشق وألم وجفاء ونساء وترحال أبداً .... لم يكن نزار زئر نساء كما قالوا عنه وإنما كان زئر أحاسيس عاشها جملةً وتفصيلاً قلمك أشعرني أن للمكان عبير كان مفقوداً

أسسعدني ردك"

شكرا الكك

ففي صبحح رآججعه !
بككونن ممرككزهه
ورددهه

قبانيه
للاسف الشديد
ما طرحتيه هنا
واقعي ويحدث ربما كل يوم
بنفس الاسلوب وبنفس الشكل
وحتى لو لم يكن بسبب سفر
التلاعب بالمشاعر اصبح امراً عاديا
يرتكبه الاغلب بحق الكثير من الفتيات
البريئات اللواتي يصدقن ويتعلقن بسهوله
راقني جدا ما كتبتي
كنتي جريئه ومبدعه باختيار الكلمات
ابدعتي وجدا
ويستحق الختم والتقييم

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقاء قبانيه للاسف الشديد ما طرحتيه هنا واقعي ويحدث ربما كل يوم بنفس الاسلوب وبنفس الشكل وحتى لو لم يكن بسبب سفر التلاعب بالمشاعر اصبح امراً عاديا يرتكبه الاغلب بحق الكثير من الفتيات البريئات اللواتي يصدقن ويتعلقن بسهوله راقني جدا ما كتبتي كنتي جريئه ومبدعه باختيار الكلمات ابدعتي وجدا ويستحق الختم والتقييم

فعلا
اشي مؤسف
أسعدني جدا رايك نقاء
شكرا للختم والتقييم
منورةة ي حب"

ما في أحقر من الرجل يللي بيترك انثى حبتو من كل قلبها !
البنت ما اصبحتش عانس،
وبرفض هالكلمه وبرفض نحكيها !
المجتمع هوي اللي خلق هالكلمه اللي مالهاش معنى ولا وجود اصلا،
البنت تقدمت بالعمر وما اتزوجت لإنه هذا قدرها وهيك ربنا بكون كتبلها،
لإيمتا بدنا نضل نجرح ونخلق كلمات مالهاش معنى بدون ما نحس بالناس؟
هوي صار طبيب ويمكن مبسوط بحياته، بس بوقت من الاوقات رح يضل هالدكتور الوقح بإنو كان في شي بحياتو وكانت هالبنت بحياتو !
الحياة بتكون ما في احلى منها بالنسبه للإنسان العاطل، بتعرفي ليه؟ لإنه عذابون كبير، حياتون حلوي بهالدنيا بس عذابون كبير بالاخره.
اما الطيبين والمعترين حالون بكون العكس، حياتون بتكون مش حلوي لحد ما لإنون رح يلاقوا احلى حياة بالجنه !
انا شخصيا كتير تأثرت فالمكتوب !

"رح يضل هالدكتور الوقح ويمكن ما بستحق كلمة دكتور لإنه اللي بدو يصير دكتور بدو يكون انساني مش جارح،، رح يضل يتذكر بإنو كان في شي بحياتو " بعثت تقييم للموضوع، وعنجد انا بهنيكي اذا كنتي بالفعل كتبتي كل هالحكي.
إلى الامام !

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمره ما في أحقر من الرجل يللي بيترك انثى حبتو من كل قلبها ! البنت ما اصبحتش عانس، وبرفض هالكلمه وبرفض نحكيها ! المجتمع هوي اللي خلق هالكلمه اللي مالهاش معنى ولا وجود اصلا، البنت تقدمت بالعمر وما اتزوجت لإنه هذا قدرها وهيك ربنا بكون كتبلها، لإيمتا بدنا نضل نجرح ونخلق كلمات مالهاش معنى بدون ما نحس بالناس؟ هوي صار طبيب ويمكن مبسوط بحياته، بس بوقت من الاوقات رح يضل هالدكتور الوقح بإنو كان في شي بحياتو وكانت هالبنت بحياتو ! الحياة بتكون ما في احلى منها بالنسبه للإنسان العاطل، بتعرفي ليه؟ لإنه عذابون كبير، حياتون حلوي بهالدنيا بس عذابون كبير بالاخره. اما الطيبين والمعترين حالون بكون العكس، حياتون بتكون مش حلوي لحد ما لإنون رح يلاقوا احلى حياة بالجنه ! انا شخصيا كتير تأثرت فالمكتوب ! بعثت تقييم للموضوع، وعنجد انا بهنيكي اذا كنتي بالفعل كتبتي كل هالحكي. إلى الامام !

فععلآ
كل كلامك صح ،عندك ححق حببتي
أسسعدني جدا رأيك في تآني قصة قصيرة لإلي
نورتي موضوعي وججدا ♡،
شككرآ ع التقييم ☺

@الصياد ، @آنثى إستثنآئية

رآيكوو إنتو كماآن