" بِديّ يآكْ ! "

اضطرْ والدي للهِجرة قِبل أعوام اظنها بالطويلة، الكثيرة و الحزينة .. تَرك الديار ، الجوادْ و مُذكرته الصغيرة، دَس خُوفِه في جيبه وَرحلْ ، تَبعتُه أمي و أخوتِيْ ، كُنت أنا وقَتها فِي حضرة رَحم أمُي أتأمل الدمْ والخلايا التِي تَسقط شهيدة كُل مرة كانت أمي تبكي فيها !
و أسألْ : كيف يُمكن للمرء أن يعيش في حرب مثلاً؟ ما احتمالية تصديق أن يُجبر المرء مِنا على رؤية الحرب و الدم و الشهداء؟ مَا سألتُ مرة أين هَوى أبي بِقلبِ أميْ ، وَ ما اسم أكثر بِقاع الأرض حُباً وحنيناً التِي قال فِيها أبي أحُبكِ لأول مرة، ومَضيتْ .. تِسعة أشهر لا أعيش سوى نفس اللحظة، و أظلْ أتأملْ و أحدق فِي الدم دوماً ، كَبرِت أمي و كَبرتُ معها طبعاً وكُنت قد مَللتُ من اللون الأحمر ، وظَلْ أبي يحكي لِي حكاياتْ " فِلسطين " وَيقول بأنها كَانت رائدة ، رائعة و جميلة !
لا أذكر أنه فيه مرة قال بأنها كانت مُخضبة بالدم أو مُسقاة بالشهداء ربما ،
تَمنيتُ دوماً أن اراها ، بنفس اللهفة التي يُداريها أبي بين عينيه ، ولم أعرف بأن الأمنيات قَد تَنزلق بين يدي المرء مِنا أسرع مما يَتوقع !
كَما رحل أبيْ مُبطئاً ، خائفاً ، مُنكسراً مِن فلسطين جِئتُ إليكَ مُهرولةً ، شُجاعة، وفِي أكثر حالاتي انتصاراً .. وكَنتَ تراني وأراك، أراكْ .. تُشببهها جداً !
وَسألتك فِي اللقاءات التي يَسأل المرء فيها الآخر " أتحُبني يا مجنون ! "
: إنت من فلسطين صح؟
وأجبتني بطريقة يَقين الصهاينة أن القُدس لهم
- أنا الوطن .. يا أقصاي المجيد ..
وكُنا نجلس سوياً ، وأراك تَحكي قِصصاً عَن كل الأوطان عَدا فِلسطين، لكنني لم أستغربك ، يعني أقول بأنني لم أقضي برهة واحدة فِي استيعاب حكاياتُك ، وأهزُ رأسي إليكَ و أفهمِكَ بالعيون أنني مَعك، وأكون قَد طِرت للتوّ إلى فلسطين فِي عينيك ، إلى تِلك العينين أكتب ، بِلونهما القُدسي .. كَأنني ما رأيتُ إلا القدس فِي حياتي كُلها ، وَتضحكْ ، إنكَ جميل جداً حين تَضحك، تماماً كزهرِ اللوز وَ بِيّارات يَافا ، وأظل أقول لك ، ألقي النكات السخيفة فَتنفجر ضاحكاً وأعود أنفجرُ خلفكَ عاشقةً !
وأسمعكْ تُنادي عِلي ، تَقول اسمي بِنفس طِهر المساجد و مأذان الأقصى، وأمسك يديك وأرسم لُك قَلباً كعَادة العُشاق فَتطوي يديك وتَغمز لِي
فأظنُك " عِنبةَ " هاربة من طُولكرم إلى كَتفي، ظللتُ أراك ، و أتشبع فِي كل مرة منك ، حَتى كِدت أظن لِشدة الحب أنني أتشارك مع أبي الوطن نفسه !
فِي مرة .. مَرة عَلمتني كيف يمشي المرء عَلى قلبه و يكتب حكايا الشهداء قُلتَ أحبكِ ورددتُها بِطريقتي المجنونة فِي كُل الأشياء ، وقفتُ أمامك وعقدتُ يدي عِند قلبي وقلتُ
" تَحيا فِي قلبي وطني عَربي حُر ! "
لوحت لي بيديك عند قلبك و انفجرتَ ضاحكاً وناديتني بِاسمي وأقفلت عينيك الصغيرة وأنت تقولها ،
فِي هذه اللحظة بالذات تشابكت عَلي الصور ، وأنزلقت كُلها فِي قلبي وَ صرخت بكُل ما اوتيت مِن حرب
" بِدي ياكْ " !




وليدة اللحظة

ع الماشي هههههه

جميلة كثير واسلوبك فيها مميزة ومبهرة صراحةً
حبيتها من البداية للنهاية بكُل ما فيها من حُب وحرب وذكريات ووجع
جميلة ، موفقة دائماً بكتابات رائعة مثلها واكثر ..

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصياد جميلة كثير واسلوبك فيها مميزة ومبهرة صراحةً حبيتها من البداية للنهاية بكُل ما فيها من حُب وحرب وذكريات ووجع جميلة ، موفقة دائماً بكتابات رائعة مثلها واكثر ..

محدا مُبهر و حضرتك هنا ♡

نورت

وأسمعكْ تُنادي عِلي ، تَقول اسمي بِنفس طِهر المساجد و مأذان الأقصى، وأمسك يديك وأرسم لُك قَلباً كعَادة العُشاق فَتطوي يديك وتَغمز لِي
فأظنُك " عِنبةَ " هاربة من طُولكرم إلى كَتفي، ظللتُ أراك ، و أتشبع فِي كل مرة منك ، حَتى كِدت أظن لِشدة الحب أنني أتشارك مع أبي الوطن نفسه !

نص جميل جداً واسلوبك فيه رائع ومعبر
وجمع مشاعر جمّة ، من حب وحنين واشتياق للوطن
ومن جهة اخرى رهبة وخوف مما قد نراه فيه او ما عرفناه عنه
محتوى مميز واسلوبك في الكتابة جميل
استمري
تحياتي لك

فِي هذه اللحظة بالذات تشابكت عَلي الصور ، وأنزلقت كُلها فِي قلبي وَ صرخت بكُل ما اوتيت مِن حرب
" بِدي ياكْ " !


ي الله شو بحكى هالكلمة

طريقة كتابتك حلوة كتير
رغم انك انتقلتى فجاة من نص لنص
بس عجبنى الحكى كله
واسلوبك جماله لانه طالع من احساسك بكل شي بتكتبيه
لانه انا بعيش اغلب الكلام يلى بتكبيه فتلقائي بيكون ع كيفى ومزاجي

ماننحرم هالقلم الجميل تسنيم
نجومى وتقييمي الك

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد سلمان وأسمعكْ تُنادي عِلي ، تَقول اسمي بِنفس طِهر المساجد و مأذان الأقصى، وأمسك يديك وأرسم لُك قَلباً كعَادة العُشاق فَتطوي يديك وتَغمز لِي فأظنُك " عِنبةَ " هاربة من طُولكرم إلى كَتفي، ظللتُ أراك ، و أتشبع فِي كل مرة منك ، حَتى كِدت أظن لِشدة الحب أنني أتشارك مع أبي الوطن نفسه ! نص جميل جداً واسلوبك فيه رائع ومعبر وجمع مشاعر جمّة ، من حب وحنين واشتياق للوطن ومن جهة اخرى رهبة وخوف مما قد نراه فيه او ما عرفناه عنه محتوى مميز واسلوبك في الكتابة جميل استمري تحياتي لك

إنت المميز مديرنا

يسعدك♡

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خَمْر أيلول فِي هذه اللحظة بالذات تشابكت عَلي الصور ، وأنزلقت كُلها فِي قلبي وَ صرخت بكُل ما اوتيت مِن حرب " بِدي ياكْ " ! ي الله شو بحكى هالكلمة طريقة كتابتك حلوة كتير رغم انك انتقلتى فجاة من نص لنص بس عجبنى الحكى كله واسلوبك جماله لانه طالع من احساسك بكل شي بتكتبيه لانه انا بعيش اغلب الكلام يلى بتكبيه فتلقائي بيكون ع كيفى ومزاجي ماننحرم هالقلم الجميل تسنيم نجومى وتقييمي الك

اكتر حدا بحبه يرد ع مواضيعي انتي

الله يرضا عنك حبيبتي♡♡