سلسلة حوار مع ملحد

صباح الخير أيها الإخوة

منذ فترة قصيرة وأنا أشاهد أقوال الملحدين على اليوتيوب عن وجود الله سبحانه وتعالى ، في الحقيقة وللأسف الشديد سمعت ورأيت اغرب وأعجب واغبى الاسئله التي يتناولونها، ثم وأنا أقرأ التعليقات وجدت كم هائل منهم تشجيعاً له على إنشاء فيديوهات أكثر ومنهم من يسخر من الله عز وجل ومنهم من يتسأل عن وجوده وأمور أخرى تُقشعر لها الأبدان ، إلى الدرجة التي جعلت عيني تذرف دموعاً اشفاقاً عليهم وعلى أفكارهم التي لا يمكن لأي شخص مؤمن بالله عز وجل أن يستوعبها أو يقبلها ، لم أتمالك نفسي وكتبت تعليقات كثيره بهدف النصح والرشد إلى الطريق الصحيح ، كثيراً منهم سخر مني وبعضهم طرح عليي أسئلته وبفضل الله استطعت أن ارد عليهم جميعاً ولم ألقى منهم ردا بعد إجابتي إلا شخص واحد أستمر في الحوار إلى هذه اللحظة ، ولذلك قررت وليس استغلالاً في أن يكون حواري معه في المستقبل كتاباً ينضم إلى كُتبي ، لا والله لكن لربما يكون فائدة لمن يكون في طريقه الى الإلحاد لربما يقع بين يديه هذا الكتاب مستقبلاً ويجد الشيء الذي يبحث عنه ،، من غداً سأنشر كل ما يدور بيني وبين صديقي الملحد هنا ولكن ربما أعدل على طريقة كلامه حتى يكون الحوار بالفصحى من البداية إلى نهايته ، وهذه بعض الصور سأضعها للملحدين اذا دخلوا هنا صدفه حتى لا يقولون أنني صنعت الحوار ولعبت دور الملحد ، الحوار سيكون كتابياً ولن أضع صور اخرى غير هذه الصور ، تحية لكل من يمر من هنا وانتظروني

- مساء الخير يا علاء
هل أنت هنا ؟
- مساء النور ، أهلا بك عزيزي
- كيف حالُك
- الحمد لله بخير من الله سبحانه وتعالى واتمنى أن تكون كذلك من الله رغم أنك لا تؤمن بوجوده
- شكراً لك
- انا الذي أشكرك لأنك أتيت إلى هنا تُكمل الحوار
- لا بأس في أن نتبادل الأفكار والقناعات
- حسناً ولكن بشرط واتفاق ؟
- قل ما تُريد
- أولاً نحترم بعضنا ونتحاور بأدب وأخلاق ولا تسخر من الآيات القرآنية اذا أتيتك بها ، وأنا كذلك لن اسخر من أفكارك وطرح أسئلتك
- حسنا ، اتفقنا
- حسنا ، بدايةً ما أسمك
- طارق
- عاشت الأسماء يا طارق ، قل لي أولاً ، أنت أيً من الملحدين انت ؟
- لم أفهم ماذا تقصد
- اقصد هناك ملحدين لا يؤمنون بوجود الله وهناك ملحد لا ديني وهناك ملحدين وكأن لديهم عداوةٍ مع الله يسخرون منه وينشرون أفكارهم لإقناع الناس في طريقهم
- أنا لا أؤمن بوجود الله واعتبر كل الأديان خرافات تم اختراعها من أشخاص قبل آلاف السنين
- أنت كنت مُسلم ؟
- اها كنت مسلماً ، وتركت الإسلام قبل ثلاثة سنوات
- إن شاء الله ستعود إلى الإسلام وستبصر النور والحق ، ولكن يجب أن تكون لديك رغبة في أبصار الحق والبحث عن الحقيقة من وجود الله من داخل قلبك ، لأنه إذا كنت لا تريد البحث من القلب فَ حوارنا سيكون بلا فائده وطالما أنت اقتنعت تماماً بعدم وجود الله واكتفيت بذلك فلن تجد الحقيقة ابداً مهما قلت لك ، أريد منك أن تسأل عن كل شيء وتستفسر عن أي شيء جعلك تترك الإسلام
- حسنا
- لنبدأ ، أتفضل !

وفقك الله وأعانك
ولكن من يناظر أمثال هؤلاء عليه أن يكون عالم بدينه جيداً يعرف فيه كل شيء حتى يتسنى له الرد على أي سؤال يطرحونه
ويفند أي إدعاء يستخدمونه ضد الألوهية أو الإسلام عامةً
لذلك الأمر ليس بالبسيط ، لا أقول لك توقف ، ولكن عليك أن تكون مستعد وتوسع اطلاعك
كل التقدير لك

- ما دليلك انه الله موجود ؟ حتى لو كان موجود فهو إله الشر , لأنه يستمتع بكل ما يجري على الأرض من القتل والحروب وسفك الدماء ، لو كان موجود حقا لماذا لم ينقذ البشريه من كل هذا الظلم والشر ؟ انا أعرف اجابتك فهو يريد أن يختبر ايمان الإنسان لذلك وضع الإنسان في امتحان كما تدعون

- الدليل على وجود الخالق أدلة كثيره جداً تدل عليه فكل شيء حولنا يجعلنا نشعر به ، تأكدنا من ذلك من خلال القرآن الكريم الذي أنزله على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، هذا القرآن الذي لا تؤمن به لو قرأته بتدبر وفهم ، ولو أنك تُركز في كل كلمه وتفسر الآيات الكريمة تفسيراً صحيحاً ستثبت لك وجود الخالق ، هذا القرآن يا صديقي لا يُمكن أن يكون من تأليف البشر لوجود الإعجاز العلمي والعددي ، لا يستطيع أي شاعر كتابة سطر واحد يكون تقريباً مثل كلام القرآن بعظمة الكلمات وقوتها لغوياً ونحوياً ، هذا غير معانيها العظيمة التي لا يمكن فعلا أن تكون من تأليف بشر ، وغير القصص الموجودة بدون أي ثغره ولا أي خطأ ، لا يمكن لأي مخلوق أن يتوقع ماذا سيحدث بعد الف وأربعمائة سنه ويكتبه في كتابه من الآن ، العلم يا صديقي أثبت لنا امور حديثاً واثبتها القرآن قبل ألف وأربعمائة سنه ، كيف يكون هذا الكتاب من تأليف بشر !؟ بالنسبة لقولك أذا الله موجود ، نعم الله موجود وهو ليس بغافل عما يعمل الظالمون لكن الله تعالى يعطي البشر فرصتهم الكاملة ليختبرهم ويرى ماذا يصنعون في هذه الأرض التي استخلفهم فيها هل يفسدون فيها أم يصلحون؟ رغم أنه يعلم بأختيارنا ، استخلفنا الله في هذه الأرض وأعطانا الحرية الكاملة لنفعل ما نشاء، وما دمنا نملك الحرية الكاملة فعلينا أن نتحمل عواقب أفعالنا فلا معنى لحرية بدون مسئولية، وما يحدث في هذه الأرض من قتل وسفك دماء هو من صنع البشر أنفسهم بإرادتهم الحره ، يقول سبحانه وتعالى في محكم التنزيل من سورة الروم ( ظهرَ الفسادُ في البَر والبَحر بِما كَسَبَت أَيدي الناس لِيُذِيقَهُم بَعضَ الذي عَملوا لَعلهم يَرجِعون) وكما صنعنا هذا الجحيم بما كسبت أيدينا فإن الله قد منحنا القدرة لنصنع جنتنا على هذه الأرض بأيدينا أيضاً حين نقرر ذلك دون إكراه أو إجبار منه .. لماذا نلوم الله على أنه لم يتدخل لتغير مجريات الأحداث بمعجزة خارقة وهو قد أعطانا القدرة على تغيير هذه الأحداث بإرادتنا الحرة ووفق سنن طبيعية لا تتغير ولا تتبدل..! إن الله لا يتعجل بعجلتنا بل يضع سنناً محكمةً في هذا الكون ثم يراقب أفعالنا .. غاية هذه الحياة الأرضية هي ابتلاؤنا ليميز الخبيث من الطيب وليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، وهذه الغاية العظيمة لا تتحقق إلا بشيء من الخفاء لدور الله ،الظاهر والباطن ،فلو كان دور الله واضحاً سافراً ينصر المظلوم فور وقوع الظلم عليه ويأخذ الظالم دون أن يمهل له لما كان هناك معنى للابتلاء ولما تمايزت الصفوف ولآمن الناس إلجاءً لا اختياراً . سأذكر لك بعض آيات الله سبحانه وتعالى توضح لنا لماذا ينتظر حسب مفهومك ..

يقول سبحانه وتبارك ( ولا تَحسبن اللهَ غَافلاً عَما يَعملُ الظالمون إِنما يُؤَخرهُم ليومٍ تَشخصُ فيهِ الأَبصارُ ) سورة إبراهيم

وقوله تبارك وتعالى (ولو يُؤاخذ اللهُ الناسَ بِظُلمهم ما ترك عليها من دَابةٍ ولكن يُؤخرهُم إِلى أَجلٍ مُسمى فإِذا جاء أَجلهم لا يستأْخرونَ ساعةً ولا يَستَقدِمُون ) من سورة النحل ,, يعني ولو يؤاخذ الله الناس بكفرهم وافترائهم ما ترك على الأرض مَن يتحرك ولكن يبقيهم إلى وقت محدد هو نهاية آجالهم، فإذا جاء أجلهم لا يتأخرون عنه وقتاً يسيراً، ولا يتقدمون

وقوله تبارك وتعالى ( ولو يُؤاخذُ اللهُ الناسَ بما كسبوا ما ترك على ظهرِها مِن دَابةٍ ولكن يُؤخرهُم إِلى أَجلٍ مُسمى ) من سورة فاطر

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد سلمان وفقك الله وأعانك ولكن من يناظر أمثال هؤلاء عليه أن يكون عالم بدينه جيداً يعرف فيه كل شيء حتى يتسنى له الرد على أي سؤال يطرحونه ويفند أي إدعاء يستخدمونه ضد الألوهية أو الإسلام عامةً لذلك الأمر ليس بالبسيط ، لا أقول لك توقف ، ولكن عليك أن تكون مستعد وتوسع اطلاعك كل التقدير لك

مرحباً بك صديقي ،، والله صدقت الحوار معهم صعب جداً ، ولا انصح أحدا لمشاهدة أقوالهم ، والله اتعبني كثيراً هذا الصديق تروح يمين يروح شمال نروح شمال يروح يمين رغم انه يوجد لدينا أدلة عقليه وعلميه ولكن هم لا يريدون أن يقتنعون ، لم يبقى الا ان نقول له وجعلنا من الماء كل شيء حي سيقول وما ادراني ربما محمد اخترع مصطلح الماء ونسبه في القرآن ،، تابع معي هنا حتى ترى غبائهم وهرائهم فوراً ستتذكر تلقائياً هذه الآيات من سورة البقرة ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ، خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

تحايا لحضورك صديقي احمد ومرحباً بك هنا

- وماذا اذا اشتد الظلم ؟ هل سيبقى يشاهد الظلم في عباده؟ وماذا عن البلاء الذي يصيب المسلمين ؟ أليس الله رحيم ؟

- هذه الدنيا ليست سوى لحظة عابرة لا تساوي شيئاً بمقياس الحياة الأبدية يقول الله سبحانه وتعالى “… وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ” لذا لم يجعلها الله داراً للخلود والاستقرار بل هي فترة ابتلاء وتمحيص فلا عجب من أن يعلو صوت الظالمين وتشتد المحنة بالمستضعفين حيناً من الدهر، فبضع عشرات أو مئات من السنين يعلو فيها الظالمون ليست سوى لحظة خاطفة في عمر الحياة الأبدية ، لم يرض الله تعالى هذه الحياة الفانية مستقراً لعباده، لذا فإن مراد الله غير مراد البشر، مراد البشر النصر والقوة بينما مراد الله التمحيص والتطهير، وبذلك يحررنا التصور القرآني من مركزية النصر والدولة مع اعترافه بأهميتها للبشر: “وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ…”، هي مسألة تأتي في الترتيب الثاني، أما الأولوية فهي لتزكية الإنسان وتطهيره وتقريبه من الله تعالى، وهذه الغاية لا تتحقق إلا بالابتلاء ،إن الخسائر التي تلحق بالمؤمنين أثناء مجاهدتهم في هذه الحياة الدنيا ليست ثمناً مهدراً نتمنى لو أننا تجنبناه، بل هي في ذاتها مقصد إلهي يتقدم على مقصد النصر والتمكين لو أننا نظرنا نظرةً أشمل من النظرة الدنيوية القاصرة التي تجعل هذه الحياة هي نهاية الآمال، نظرة تتخذ من تزكية الإنسان هدفاً أساسياً لا من تمتعه بالملذات والراحة ،يميل البشر إلى الراحة ورغد العيش لكن الله تعالى يريد أن يحق الحق ويبطل الباطل قوله تعالى في سورة الأنفال: “وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ” ، الحديث عن حكمة الابتلاءات ليس نافياً لحتمية النصر والتمكين لعباد الله الصالحين لكن أهمية هذا الحديث في ظل اشتداد المحنة هي الإبقاء على نظرة تفاؤلية واثقة بالله في جميع الأحوال..كما أن الحديث عن الحكمة الإلهية ليس بديلاً عن ضرورة المراجعة وإعادة تقييم التجربة البشرية لمعرفة أين أصبنا وأين أخفقنا، لكن اللحظات العصيبة تحتاج إلى جرعات مواساة فلكل مقام مقال، والنظرة الإيمانية لا تتعارض مع الحكمة السياسية لتقليل الخسائر وتحقيق الأهداف..هذا التصور هو الذي يمنحنا الصبر واليقين ويحول بيننا وبين الوقوع في براثن اليأس والكفر مهما طال الظلم واشتد الظلام: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” (البقرة

- أين الدليل الذي قدمه محمد قبل ألف وأربعمائة سنه ليثبت أنه مرسل من الخالق ؟ لا تقل لي معجزة بلاغية فلو جاءني صيني بكتاب لن اعرف ان كان معجزا بالبلاغة ام لا ، ولاتحدثني عن تخاريف الإعجاز العلمي التي اخترعوها المشايخ قبل خمسين سنه ، لو كان الخالق كلي القدرة وكان يريد أن يوصل رساله واضحه للبشر كان الرسالة وصلت ولن تجد عليها أي خلاف فلا داعي لرسول وشيطان ! هل لو فرضاً خلقت انا كائنات حشريه واعيه ، هل سأطلب منها أن تعبدني وتقول عني رحيم وجميل خمس مرات في اليوم !؟ هل سأصب عليها الزيت واعذبها أن لم تفعل ذلك ؟هل ارسل الخالق الرسول ليدخل الفرس والاكراد والامازيغ والسريان وأمثالهم الإسلام بالسيف بدون أي دليل ؟ انا اسف صديقي ولكن هذا الكلام يُسيئ للخالق ..

- في الحقيقة لا استطيع ان استوعب كلامك ، فهو غير منطقي وليس مقنعاً لنتوجه بالسؤال إلى الخالق ، نحن ندرك أنه الخالق لا يُسئل ، فهو الخالق كيف لنا أن نسأله ماذا تفعل ولماذا فعلت ولماذا خلقتنا ولماذا كذا ولماذا أرسلت لنا نبي وارسلت شيطان ، يا صديقي هو حر له الملك وكل شيء ، يقول أنه يفعل ما يريد ويفعل ما يشاء ، نحن ليس لدينا حق أن نسأله ونلومه أو نعاتبه ، كما أننا لا نستطيع أن نسأل أبانا فما بالك بالخالق !، يا صديقي لا سائل يسأل رب العرش عن الذي يفعل بخلقه من تصريفهم فيما شاء من حياة وموت وإعزاز وإذلال ، وغير ذلك من حكمه فيهم ، لأنهم خلقه وعبيده وجميعهم في مُلكه وسلطانه والحكم حكمه والقضاء قضاؤه ، لا شيء فوقه يسأله عما يفعل فيقول له لِما فعلت ؟ ولِما لم تفعل ؟ مثلاً لو انت مهندس تريد بناء بيت ووضعت خطه ثم بدأت العمل عليها وجئت انا انتقدت هذه الخطه هل يحق لي أن اتدخل في شؤنك ؟؟ واذا يحق لي فهل أستطيع أن امنعك عنها ؟ طبعاً لا لأنه هذا شأنك تستطيع أن تفعل به ما شئت ، كذلك الخالق يا صديقي فإن أراد أن يعذبنا فهو حر ولله المثل الأعلى وإذا أراد أن يدخلنا جناته فهذا من كرمه ونعمته ، انا الآن استطيع ان اضرب أبني الصغير في أي وقت وأستطيع أن أكرمه كما شئت لأنه ليس عليّ بسلطان ، ولا يقدر عليّ لأنني اقوى منه ولكن رحمه مني لن أفعل ذلك إلا إذا أخطأ أو يعصيني أليس هذا هو العدل؟ ، وهكذا الخالق يا صديقي يتحكم فينا كما يشاء لأنه هو الذي خلقنا ولسنا عليه بسلطان ، واذا قلت له لماذا تعذبني ، له الملك والحكم يستطيع أن يقول لك هكذا خلقتك لأعذبك اين المشكله ؟ , ولكن هو لن يفعل ذلك هو سيحاسبك على أعمالك لأنه ليس ظالم مع أنه يستطيع أن يدخلك جهنم حتى لو كنت مؤمن وقضيت حياتك في عبادته ، لكن هو لن يفعل ذلك ، لأنه عادلاً ورحيماً يُحاسبك على أعمالك ثم يعاقبك أو يدخلك جناته فالجنه اعددها للإنسان والنار أيضا للإنسان والإنسان هو الذي يختار بينهما عن طريق الدنيا ،فنحن نشكره لأنه سيحاسبنا على حسب أعمالنا مع أنه قادراً أن يعذب كل مخلوقاته بدون أي سبب ، من الذي يستطيع أن يقول له ماذا تفعل ؟ من الذي عليه سلطان ؟ من الذي يستطيع أن يتحداه؟ قادر أن يفعل أكثر من ذلك ولكن لا يفعل هذا إلا الظالم ولأنه الله ليس ظالم ولأنه رحيم ولأنه جميل ولطيف وكريم لن يفعل ذلك في خلقه فهو خلقنا ليس ليعذبنا أو يتسلى بنا كما تعتقد ، خلقنا وخيرنا نؤمن به أو نكفر به ، امنا به لنا الجنه بفضله ، كفرنا به لنا النار والعذاب ، هذا هو العدل ، بالنسبة لقولك هل أرسل الرسول ليدخل الفرس والاكراد والامازيغ الاسلام ، أنَ رسل الله جميعا كانوا يكلفون بتبليغ الرسالة والدعوة لأقوامهم خاصة، ولا مانع من أن يدعو الرسول أو يدعو أصحابه وأتباعه غير أقوامهم، وأن رسلهم هم أصحابهم ،وأن الذي بعث إلى الناس كافة وكلف أتباعه بالدعوة إلى شريعته إنما هو خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو الذي أرسله الله للعالمين، كما قال تعالى في سورة سبأ (وما أرسلناك إِلا كافةً للناس) وقال تعالى في سورة الأعراف (قل يا أيها الناس إِني رسول الله إليكم جميعاً ) لا أعتقد يوجد شخص واحد في العالم لم تصله رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، لا تقل لي هناك أديان مسيحيه ويهوديه واديان أخرى يعبدون الله ، نعم يوجد أديان ولكن لديهم علم برسالة سيدنا محمد وانكروها ، حتى عند الأجانب والصين والهند توجد كتب بلغتهم عن الإسلام ورسالة سيدنا محمد ، فأذا سألت شخص صيني عن النبي محمد سيقول لك أنه رسول الله ولكني لا أؤمن به ، المقصد أنه الرساله وصلت لكافة البشر فمنهم من أنكرها ومنهم من صدقها ، والذين انكروها علموا ابنائهم على دين آخر وهذه ليست مشكلة الخالق وليست مشكلة النبي ، لأنها الرساله وصلت للجميع وللبشر حرية الإختيار ،، الرساله وصلت لكافة البشر والآن القرآن والأحاديث والسيرة النبوية وقصص الأنبياء كلها مترجمه بكافة لغات العالم ، أما عن الأمازيغ يقال أن وفداً أمازيغي جاء للرسول عليه الصلاة والسلام واستقبلهم وتحدث معهم بلغتهم وتؤكد بعض الكتب والمؤلفات هذه الواقعة من كتاب “مفاخر البربر” لمؤلف مجهول ، وأشار صاحب كتاب السيف المسلول إلى أن سبعة رجال رحلوا من منطقة آسفي ، الصويرة نحو الجزيرة العربية، والتقوا بالرسول وهو في عز دعوته، وتحدث إليهم بالأمازيغية، فمكثوا هناك زمنا أخذوا منه الإسلام، وأدخلوه إلى المغرب قبل مجيء عقبة بن نافع جد طارق ، ولعل سند هؤلاء الذين يؤكدون حديث النبي بالأمازيغية مع رجال مغاربة يعود إلى معجزات الرسول عليه السلام، فهو قد تحدث بلسان عربي مبين رغم أنه أمي يجهل القراءة والكتابه، فليس بغريب عنه أن يتحدث الأمازيغية أيضا ممن لا يعرف سواها، وهو ما حدث مع الرجال السبعة القادمين من المغرب ، ويقال في هذا السياق أن جد طارق بن زياد، والذي اسمه عبد الله، كان يعيش بمنطقة وادي سوف، وإذ وصلت أنباء الإسلام إلى أسماع قبيلة نفزاوة، كان ذلك قبل الفتح الإسلامي، اجتمع أعيان بعض فروع القبيلة وقرروا الذهاب إلى بلاد الشرق للاستفسار عن هذا الدين الجديد ، وتبعا لذات الرواية فإن جد طارق وسبعة من الرجال الآخرين سافروا إلى مكة، وبعد مسيرة دامت أسابيع وصل الرجال الأمازيغ، ثم سألوا عن مكان إقامة رسول الدين الجديد واقتيدوا إليه، وكان الرسول كعادته يستقبل جميع الوفود القادمة من جهات كثيرة. ويقال إن الرسول سأل الرجل الذي أدخلهم عليه قائلا: من أي بلاد هذا الوفد؟ فأجابه: إنهم من بلاد المغرب الأمازيغ، فالتفت الرسول إليهم وأخذ يكلمهم بلغتهم اللغة الأمازيغية ، ولكن لا يمكن الجزم بهذه الروايه ويقال إن ما قيل حول حديث النبي عليه الصلاة والسلام بلسان أمازيغي عند استقباله وفدا أمازيغيا من المغرب، إنما هو من المأثور من الكلام، ولا يمكن الجزم بهذا الوضوح ، وقيل أيضاً بالكتب والمؤلفات التاريخية بأن الذي ورد تاريخيا أن مغاربة زاروا الرسول، ولكن هل تحدثوا إليه باللغة العربية، أو الأمازيغية، أم أنه كان هناك ترجمان بين الوفد والنبي، فهذا من الصعب الجزم به ، وبحسب قراءتي في الكتب التاريخية القديمة وجدت للأمازيغ تاريخ مشرق ممتد عبر العصور، ومنذ عهد قبل الميلاد حارب الأمازيغ الفراعنة وانتصروا عليهم. وكانوا سدا حصينا ضد تدخل الرومان وتمكنوا من طردهم ، أما في حقبة الدين الإسلامي فقد عرف عن الأمازيغ أنهم قبائل أولو بئس شديد، وقد كانت قوتهم وبأسهم عصية على الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا، حتى جاء موسى بن نصير، وعلم قبائل الأمازيغ الدين الإسلامي بصورة صحيحة وأرسل إليهم عددا من التابعين يعلمونهم الإسلام، وحينما دخل الإسلام قلوبهم كانوا له نعم الظهير ونعم الحامين ونعم الفاتحين ، قرأت أيضاً أن الأمازيغي طارق بن زياد أعد جيشا كبيراً ، عبر بهم البحر لفتح الأندلس، في موقف تقشعر له الأبدان، لقائد فذ محنك مع قبيلة قوية شديدة يفتحون بلاد غريبة ولم يمضي على دخولهم الإسلام إلا سبعون عاما، واستمرت فتوحات الأمازيغ في بلاد الأندلس، حيث كان لهم الفضل السابق بهذا الأمر ،كما أن للأمازيغ الموقف المشرف بحماية الأندلس من السقوط بعد قرون من فتحها، فكلما تهاوت حصون المسلمين في الأندلس كانت كتائب جيوش الأمازيغ تعبر البحر وترد الأعداء وتحمي الأندلس حتى سقوط أخر مدينة بيد الصليبيين، فما عرف عن قبائل الأمازيغ أنهم قصروا في شيء في متناولهم ولم يفدوا به الأمة ، يحاول البعض إثارة الفتن بتزييف الحقائق التاريخية وإظهار الأمازيغ على أنهم استعبدوا من قبل العرب، وهذا مناف للتاريخ القويم، فلا توجد قوة على الأرض تستطيع استعباد رجال الأمازيغ ، وإن ما حصل هو أن الأمازيغ اعتنقوا دين الإسلام، وترسخت معاني الإسلام السامية في نفوسهم فزادتهم عزة وزادوها وقارا ، بالنسبة للكائنات الحشريه التي خلقتها انت ،فأنت الآن على يقين أنك تستطيع أن تفعل بها ما تشاء ولكنك لن تعذبها إلا إذا عصت بك وخالفت شريعتك ومن الظلم أن تعذبها دون أن تخيرها بشريعتك ومن العدل أنك تُحاسبها حينما تختار خيارها ، هكذا الله عادلاً وليسَ ظالماً ، مع أنك تستطيع أن تدخلها جنتك بدون أن تلتزم في شريعتك ولكن هذا ليس عدلاً إلا إذا أدخلت كل الكائنات مثلها .. تطلب مني دليلاً بدون القرآن ! ولا تريد أن اقول لك عن الإعجاز العلمي في القرآن الذي أثبته العلم ! إذن كيف ومن أين آتيك بالدليل !؟ وكيف اثبت لك وجود الله اذا لا تريد أن آتي اليك بالايات القرآنية والاعجاز !؟ اذا بقيت تقول أنا لا أؤمن في وجود الله ولا أؤمن في القرآن ولا في الإعجاز ولا في الأحاديث ولا في أي شيء ، فلن تجد الحقيقه ولن تقتنع بوجود الله ،..كيف ستجد الحقيقه وتثبت وجود الله اذا لم تؤمن بشيء في الكون !؟

- أؤمن بالعلم

- من الذي جاء بالعلم ؟

- الإنسان

- تقصد انهُ الإنسان هو الذي أكتشف العلم ؟

- طبعاً

- حسنا ، من الذي علم أول إنسان ؟،

- هو علم نفسه وطور نفسه

- كيف للإنسان أن يكشف العلم بدون علم ؟ هل يعقل أن يُعلم نفسه قبل أن يتعلم ! حتى اذا كان العلم موجوداً قبل الإنسان هل يعقل أن يكون العلم بدون أنسان !؟ فسر لي ذلك

- انا لا افهمك جيداً لكن الإنسان هو أكتشف العلم وعبر العصور طور نفسه

- حسنا ، انت من الذي علمك ؟

- تعلمت في المدارس والجامعة وبعد ذلك طورت نفسي وتعلمت اشياء كثيره بنفسي

- حسنا ، جواب جميل ولكن اقصد من الذي علمك في بداية حياتك وأنت طفلاً

- أبي وأمي

- يعني أساس تعليمك أبوك وأمك ، من هنا البداية أليس كذلك ؟

- صحيح ، ولكن مع مرور الزمن طورت نفسي

- يا أخي افهم جيداً أنك طورت نفسك وانا لست ضد التطور والعلم ولا أنكر أنهُ سبب تطور الإنسان ، أود أن أوضح لك سبب تطورك كان له بدايه ، أبوك وأمك أليس كذلك ؟

- أكيد

- إذن الآن استنتجنا توجد نقطة بدايه لأول إنسان على وجه الأرض ، لم يعلم نفسه بنفسه ، يوجد شيء تعلم منه ، هل كلامي منطقياً ؟

- علم نفسه وبدء يتطور شيئاً فشيئاً

- الله علمه ، يا اخي ليس معقولاً علم نفسه بنفسه ، الله علم الإنسان ما لم يعلم , أول إنسان بشر هو آدم الله علمه كل شيء وبعد ذلك علم أبنائه ، وأبنائه علمه أبنائهم وهكذا ، وتطور العلم إلى يومنا هذا

- هل تستطيع أن تُثبت وجود الله علمياً ؟

- لا هذا لا يمكن أن يحدث لأن الله لا يحتاج لأثبات وجوده ثم إن الله اكبر من العلم واكبر من كل شيء ، نشعر بوجوده في قلوبنا وشعورنا فيه ، إنما العلم يستطيع أن يثبت ما جاء به القرآن الحكيم وهذا يكفي ، الذين كفروا في عهد الانبياء شاهدوا المعجزات وانكروها قالوا عنها سحراً ، أنا أفهم افكار الملحدين تُريدون من الله أن يظهر لكم وأن يظهر لكل شخص حتى توصل رسالته بوضوح بدلاً من محمد عليه الصلاة والسلام ، لكن لو الله ظهر لكل شخص لما كان هناك كافرا ومسلما ، جنه ونار ، خير وشر !!. واعتقد كان كافة البشرية قضت حياتها في عبادته والصلاه!!

- أنظر إلى دول الغرب وقارن بين حضارتهم وحضارتنا ، وثقافتهم وثقافتنا ، وعلمهم وعلمنا ، قوتنا وقوتهم ، أنظر إلى اهتمامهم واهتمامنا ، اقرأ مناهجهم ومناهجنا ، نحن نعلم أطفالنا قال تعالى وقال الرسول هم يعلمون أطفالهم على التفكير ، والإبداع ، والاختراعات ، يزرعون أهدافاً في نفوسهم ، نحن نرجع إلى الوراء وهم يتقدمون ...

- إنَ تسلط الأعداء علينا ليس بسبب قوتهم وتفوقهم ، بل بسبب ضعفنا وعدم اعتمادنا على أنفسنا بعد الله وما تمر به أمتنا من ضعفٍ وذُل وتفرق إلا بسبب ابتعادها عن تعاليم دينها ، ومصدر عزها وشرفها ، فلنراجع تعاليم ديننا إن أردنا أن ترجع إلينا نهضتنا وعزتنا ، وأن نسترد كرامتنا ومجدنا ، فالعيب ليس في تمسكنا بديننا كما يزعم البعض من كبار الملحدين ، فليس هناك نظامٌ وضعيٌّ يُلبي حاجة جميع الشعوب ، فهذه دول الغرب ، قد وصلوا إلى القمة في صناعتهم وقوتهم ، في حين أنهم يسيرون نحو الهاوية في علاقاتهم الاجتماعية ، واستقرارهم النفسي ،ويوجد فيهم ملايين الفقراء والمشردين ،وتكادُ تفتك بهم الأمراض الناجمة عن الزنا والخمر ،وينتحر منهم عشرات الآلاف سنوياً ، هذا الدين العظيم يوم أن تمسكنا به ، وطئت أقدامنا حدود الصين وفرنسا ، ونشرنا العدل والأمان في ربوع الأرض ، وما إن تخلينا عنه حتى وطئت أقدامهم بلاد المسلمين ، مُحتلين مُغتصبين ،ولا نستطيع أن ننفرد في شؤوننا إلى بالرجوع إليهم وأخذ الإذن منهم ، لقد منَّ الله تعالى على البشرية بدينٍ وشريعةٍ سمحة ، لبّتْ حاجاتهم ، ونظمت حياتهم ، فلا سعادة ولا عز لهم إلا بها

- أعتقد لو أننا نعلم أطفالنا على العلم والمعرفة ، أفضل مما قال تعالى وقال الرسول ، لأنه هذا العلم ليس فيه فائده للإنسان ، هذا ضياع لحياة الإنسان يبقى طول حياته مقتنع في حياة ثانيه وهي الجنه كما تعتقد انت ، بهذا العلم سيبقى الإنسان المسلم جاهل لا يفقه شيئاً ولن يتطور ولن يتعلم إنما سيقضي حياته في عمل بسيط يوفر له حياة بسيطة ويمارس عبادة الله بدون أي تفكير ولا أي تطوير ، لولا وجود هراء الديانات لنكون أفضل أمه لديها علم وكُنا قد تقدمنا بعلمنا وحضارتنا على باقي الأمم الغربية

- صديقي صحيح نحن نعيش في عصر العلم الذي تعتز به الأمم وتتسابق إليه ، لكن الإسلام العظيم الذي ننتسب إليه ونفخر به ، قد جعل العلم مرتكزاً أساسياً لبنائه الشامخ المتين ، بل كانت أول آيات نزلت في كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة العلق ، اقرأ بِاسمِ رَبكَ الذي خلق ، خلق الإِنسان من علق ، اقرأ ورَبُكَ الأكرم ، الذي علمَ بالقلم ، علم الإِنسانَ ما لم يعلم ، كلا إِنَ الإنسانَ ليطغى ، أَن رَآهُ استغنى ، إِن إِلى رَبُكَ الرُجعى ، ولقد تكرم لفظ العلم في القرآن الكريم أكثر من ٧٠٠ مرة ، كما حثنا المولي الكريم على النظر والتدبر في كتاب الكون العظيم ، في ملكوت السموات والأرض ، وجعل الله سبحانه ذلك وسيلة من وسائل المعرفة والتعليم ، والعلم الذي دعا إليه الإسلام ليس علم الفقه أو اللغة أو الحديث أو السيرة فقط ، وإنما هو العلم بمعناه الشامل الواسع فحينما مدح الله تعالى داود وسليمان في سورة النمل قال: لقد آتينا داوودَ وَسُليمانَ عِلماً وقالا الحمدُ لِلَّهِ الذي فَضلنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين ، فكان هذا العلم هو علم منطق الطير وعلم صناعة الحديد وحينما تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن العلم جعل حديثه أمراً عاماً وشاملاً ودعا إليه ولقد استجاب المسلمون الأوائل لهذه الدعوة الكريمة فسلكوا كل سبيل موصل إلى العلم حتى أنهم في فتوحاتهم كانوا إذا نزلوا بلداً أقاموا به حلقات العلم ، وأنشأوا المدارس يفقهون الناس في أمور دينهم ودنياهم ، وكلما ازدادت الفتوحات الإسلامية زادت الرغبة من سكان البلاد المفتوحة في تعلم اللغة العربية وبذلك زاد علماء الإسلام وزادت تخصصاتهم في كافة العلوم والفنون ولم يقتصر نبوغهم على فن دون سواه ، نحن الذين علم الغرب وتعلموا منا كثيراً ، الإسلام سبب كل العلم في الغرب ، العلم الذي نحن لا نعرفه الآن بسبب ابتعادنا عن تعاليم ديننا سأذكر لك بعض العلماء ففي الكيمياء وجدنا نبغاء من أمثال جابر بن حيان الذي أرسي قواعد وبحوث تعتبر الأولى من نوعها في هذا العلم بأمكانك أن تبحث عن جابر بن حيان وتقرأ عنه فهو أول من استخدم الكيمياء علمياً في التاريخ ، وهناك كذلك عز الدين الجلدكي صاحب قانون تفاعل المواد وأبو القاسم المجريطي الذي قاد أكبر حركة كيمائية في الأندلس في القرن التاسع الميلادي ،وهناك في الطب نجد الرازي ، الطبيب المسلم الذي نجد الآن أجمل أبنية جامعة( برنستون) الأمريكية تحمل اسمه ، بل وتحتل صورته الكبيرة مكان الصدارة في كنيستها ، ذلك الرجل الذي وضع في الطب حوالي 229 كتابا وترجمت كتبه إلي معظم اللغات ، وهناك ابن سينا الذي اكتشف الدورة الدموية في الإنسان قبل (وليم هارفي ) بستمائة سنة ، وكذلك العالم الطبيب والفقيه ابن رشد الذي ألف الكليات في الطب كما آلف ، بداية المجتهد ، في الفقه المقارن ، ولا انسى الفارابي وغيرهم الكثير الكثير من علماء المسلمين في الطب الذين سبقوا الغرب منذ أكثر من ألف سنه ، وفي علم النفس نجد نبوغ العلماء المسلمين الذين وضعوا أهم نظريات علم النفس الحديث من أمثال ، أبي حامد الغزالي الذي تحدث في الإحياء والمستصفي عن حقائق علمية مهمة في أصول علم النفس لم يصل إليها العلم إلا أخيرا مثل نظرية ( الإيحاء والأفعال المنعكسة المشروطة ) وفي الطبيعة نجد ابن الهيثم الذي ألف 200 كتاب منها 47 في الطبيعة والرياضيات و58 في الهندسة وهو الذي خطأ ( إقليدس) في نظرية شعاع الضوء وكتابه (المناظر) يعد من أهم المراجع في علم الضوء ، وفي الطبيعة ألف البيروني الآثار الباقية كما ألف العمري (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ) وفي علم الزراعة والنباتات نجد البغداوي وابن البيطار وغيرهم ، وفي الرياضة والفلك نجد الخوارزمي صاحب الجبر والمقابلة وكذا ثابت بن قرة والكاشي ، وفي التاريخ الجغرافيا نجد ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان والسمعاني صاحب الأنساب والإدريسي صاحب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، ونجد كذلك الاصطخري واليعقوبي ، وفي الرحلات والاستكشافات نجد الرحالة المعروف ابن بطوطة الذي ظل ثمانية وعشرين عاما يجوب العالم ويصفه بكل أمانة ودقة كما نجد كذلك في هذا المجال ، المقدسي صاحب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، وليس في هذه المجالات فقط نبغ العلماء المسلمون إنما كان نبوغهم في كل مجال وكل ذلك شاهد على حضارة الإسلام الخالده والتي بناها الأجداد والآباء على أساس متين وقويم وهو العلم ، ولأنهم عرفوا أن العلم في الإسلام طريق موصل إلى رضوان الله تعالى وإلى سعادة الإنسان في دنياه وأخراه فلا انفصام ولا انفصال بين العلم والدين ، وما على الأبناء اليوم إلا أن يصونوا هذا التراث الخالد بل ويضيفوا إليه على حد قول الشاعر ، لكن للأسف نحن توجهنا بعلمنا اليوم إلى الغرب كي يستفادوا منه بمقابل راتب بألاف الدولارات وتوفير لهم كل ما يحتاجونه من سيارات ومنزل خاص مقابل أن لا يعاودا إلى بلادهم وإذا عادوا يتم اغتيالهم قبل وصولهم إلى أرض الوطن كانت ظاهرة الإغتيال تحدث كثيراً بتدبير من الدول المتنافسة التي لا تريد لدولة ما التقدم أو الازدهار علمياً ، حيث أنها تقوم بقتل العلماء وحرقهم واختطافهم وتعذيبهم حتى يموتوا أو يعملوا معهم وهناك الكثير من العلماء الذين اغتالتهم المخابرات الامريكيه والفرنسية والإنجليزية لأنهم قرروا العودة إلى بلادهم مثل يحيى المشد ، وسميرة موسى ، والعالم سعيد السيد بدير تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي ، والكثير منهم تم اغتيالهم ، عن أي علم يا صديقي تتحدث وتمجد في علم الغرب ! وتقول إن دين الإسلام هراء ولا فائده منه وأساس العلم أساساً هو الإسلام ! العيب ليس بالدين والإسلام يا صديقي إنما العيب في الأشخاص ، نحن الذين تخلينا عن تعاليم ديننا واتبعنا هوانا ، لو إننا نلتزم بالدين وتعاليمه لو إن الغرب ما اشترونا ، لو إننا لم تُغرينا عروضهم ، لو إننا بقينا كما نحن وقلوبنا على بعض ودافعنا عن الدين والأسلام لكنا حقاً أفضل أمه تقدماً وعلماً وفكراً ، وليس كما تعتقد لأننا ما زلنا نقول قال الله ، وقال الرسول ، نعم سنبقى نقول كذلك حتى يأتي يوماً ونرى الإسلام منتشراً في كل أرجاء الأرض وكلمة الله أعلى من كل شيء