عُزلة....!

لعلّي قد دخلتُ هنا لأستبيح لنفسي ركناً يعتزل فيه حرفي..
على أمل أن تورقَ كلماتي من جديد!

لذا..
كل ما سيرد هنا بقلمي..


قيس..!

ما بال قلبي وكأنه يعيش الف قصة حب..
ويرتعش حد الثمالة بين البقاء والرحيل..
ما عاد يميز الدرب
ولا يفرق بين الضحكات والعويل!!

أنا الباحث عن لحظة عناق..
قد أتعبني الشوق، أهلكني الفراق..
أنا الحزن بين همهات الروح
أنا الدمعة الساقطة بين الجروح
أنا الهارب منك إليكِ
عانقيني كطفل بين راحتيكِ!!

قيس..!!

نامي..
تعربشي على حزني الساكن ذاكرتي ونامي..
لا تخافي سيدتي، الآن أنا لست قيس، ولا أنت في ليلتي ليلى..
فلما يا حبيبتي لا تنامي؟
لم يبقى سوى قصيدة
وأخرى خلف نافذة الغمامِ
فنامي يا حبيبتي .. نامي!

قيس..!

ورغم كل شيء، ورغم الحزن الساكن بين أضلعي
إلا أنني مؤمن تماما بأن الحب شعور مقدس لا يجب أن نقتله بآلامنا..
لما لا يكون هذا الاحساس مصدر سعادة؟
لماذا نربطه دائماً بالوجع والألم والاختناق؟!

قيس..!

اليوم زرت حبيبتي..
كانت كالعادة صامتة..
سقيتُ ورودها، رغم ظمأي الشديد..
وجلستُ عند رأسها، وتكلمت معها..
تكلمتُ كثيراً، وضحكتُ وبكيتُ معها كثيراً..

وعدتُ وهي ما زالت صامتة!

قيس..!

سأغادر
ككل مرة يقترب فيها الحظ مني..
فأهرب قبل أن يصل
حجر نردي في كل مرة يهبط على رقعة جافة..
فأتوسل حينها قطرة ماء.

إن كان في العمر بقية.. سأعود هنا يوماً.
سلاما لكل من عرفت أو لم أعرف.

قيس!

لا أعلم يا حبيبتي..
لما كلما رفعنا رأسنا من قبرنا وجدناهم ينظرون إلينا؟

قيس..!

حتى ما يبقى مصيره الزوال..
فتات الذاكرة، ازدحام الأرصفة، الموت على مهل باصبع واحد..
كله إلى زوال..

قيس..!