منذ 2 أسابيع
|
|
في ظلال المطر..!
في ظلال المطر
حينما تتساقط قطرات المطر، تحمل في طياتها الحزن والألم لأولئك الذين يعيشون في خيام غزة. هذا هو الشتاء الثاني يتحول حلم النوم الدافئ إلى كابوس يزاحم برودة الأرض وقطرات الماء المتسربة من السقف المهترئ. تلك الخيام لا تقاوم رياح الشتاء العاتية ولا تمنع تسلل المطر إلى الداخل، فتصبح الأرضية مغمورة بالمياه والطين.
في الصباح، تخرج العائلات بأعين متعبة من ليلٍ لم يعرفوا فيه طعم الراحة. الأطفال يرتجفون من البرد، يرتدون ملابس لا تكفي لحمايتهم من قسوة الجو. النساء يحاولن بكل جهدهن إبقاء النار مشتعلة لتدفئة القلوب، في حين يستمر الرجال في البحث عن قطع خشب وأغطية بلاستيكية لتغطية الخيام وصد المطر.
وسط كل هذا الألم، تجد قلوبهم مغلفة بالإيمان والأمل. رغم كل الصعاب، يظل سكان غزة يقاومون بقوة وشجاعة. يتشبثون بالحياة، رغم أن الظروف قد تكون قاسية جداً عليهم. المطر، الذي يُعد رمزاً للحياة والنمو في أماكن أخرى، يتحول هنا إلى تحدٍ آخر يجب عليهم تجاوزه للبقاء على قيد الحياة.
وفي لحظات السكون التي يخترقها صوت المطر المتساقط على سقف الخيام، تجد هناك قصصاً تُروى بأعين مغرورقة بالدموع. كل قطرة تحمل قصة معاناة وصمود، كل صوت رياح يحمل معه أنين الأمهات اللاتي يحملن قلوبهن الثابتة لأجل أطفالهن.
حينما تتلاشى ضوضاء اليوم وتحل ظلمة الليل، يصبح الدعاء هو السلاح الأقوى بين يديهم. على الرغم من البرد، يجتمعون حول بريق الأمل، يتمسكون ببعضهم البعض، ويستمدون قوتهم من إيمانهم العميق بالله. في تلك اللحظات، يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك قوة أكبر ترعاهم وتحميهم من كل سوء..!
ليسَ هُناك ما هو اعذب من أرض الوطن
.
علاء فلسطين
ونصف حرف
تيلجرام
كتابات علاء النيص#علاء فلسطين
https://t.me/alaanees
|