الفصول الأربعه .. ( قصه قصيره )، بقلمي - منتديات قلب فلسطين
 
آخر 10 مواضيع
نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي
الكاتـب : -
زراعة القلوب العضلية
الكاتـب : -
غزة والاستعداد للحرب القادمة
الكاتـب : -
قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال
الكاتـب : -
قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس
الكاتـب : -
نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير
الكاتـب : -
الغرق فى القرآن
الكاتـب : -
فيلا منحوته داخل جبال مدينة العلا في السعودية تجميعي
الكاتـب : -
هذا اول موضوع اذا تبغى تتعلم اختراق
الكاتـب : -
من القلب الى القلب
الكاتـب : -


 
 
العودة   منتديات قلب فلسطين > الأقسام الأدبية > إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية
 
 

إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية »[ هُنا ما تخطه أقلامگم بمُختلف الأحاسيس ( خاص بقلم العضو )

 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
#1  
قديم 12-31-2019
هذي الروح تشتاق اليك
عذبة المشاعر غير متواجد حالياً
Palestine     Female
لوني المفضل Hotpink
 رقم العضوية : 962
 تاريخ التسجيل : Dec 2017
 فترة الأقامة : 2326 يوم
 أخر زيارة : 12-15-2020 (11:32 AM)
 المشاركات : 4,106 [ + ]
 التقييم : 1411
 معدل التقييم : عذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud ofعذبة المشاعر has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
15 الفصول الأربعه .. ( قصه قصيره )، بقلمي



الفصول الأربعه .. ( قصه قصيره )، بقلمي
دخلت المعلمه هايدي إلى طلاب صفها ، الصف الثالث الإبتدائي التي اختيرت أن تكون المسؤوله عنهم ، هايدي المعلمه المعطاء التي يعني لها الجانب الإنساني كثيرا في مهنتها ، درست الموسيقى وبعدها ، تربيه وعلم نفس ، جمالها عادي جدا ، فهي متوسطة الطول، ممتلئه قليلا ، ببشره حنطية اللون وعينان خضراوان ، مع شفتان ممتلئتان، ما يميز هايدي تلك الإبتسامه الجذابه التي لا تفارقها ..
كان يومها الاول في ذلك الصف كمعلمة موسيقى ، فضلت الموسيقى كمهنة لها أكثر من التربيه وعلم النفس ...
عند دخولها وقف التلاميذ الصغار لتحيتها ، صباح الخير أحبائي ، صباح النور ، .... تفضلوا بالجلوس ..
بدأت هايدي بنغمه لطيفه في كلامها ...
أنا إسمي هايدي معلمة الموسيقى ، وبنفس الوقت المسؤوله عنكم احبائي ، جئت كي أساعدكم في تعلم الموسيقى ولأصغي لكم ، حسنا أحبتي؟.. ، سنقضي وقتا ممتعا معا ...
فرح الصغار وبدأت ترتاح وجوههم ، إلا وجه حزين لفت نظر هايدي ، وقالت بنبرتها القريبه لقلوب الأطفال ، أنا اريد التعرف عليكم أحبائي ، .. حسنا؟ ، كل طالب منكم يقول لي اسمه وماذا يود أن يصبح عندما يكبر ، رد الصغار حسنا معلمتي ، بدأ التعارف ، أنا إسمي جوان ، اوو يا له من اسم جميل ، وأريد أن اصبح رائد فضاء ضحك الصغار ، هدأوا عندما أثنت على جوان ، ممتاز يا جوان رائع ، أما أنا أدعى لونا وساصبح مثل أمي مهندسه ، لم يعلق أي تلميذ على ذلك ، اه جميل جدا ، وهكذا الى أن وصلت لذلك الطفل الحزين ، أااا ننن بدأ ذلك الطفل يتأتيء ،وبدأ الأطفال بالضحك والتعليقات الساخره البريئه ، قال طفل، إنه يتأتيء منذ عرفناه دعك منه معلمتي ، تأملت هايدي بذلك الطفل ، يا لجماله وذكاءه المختبيء خلف حزن عميق ، قالت له بنبرة يشوبها الحنان واللطف ، حسنا ، أكمل بهدوء ما تريد قوله ، تفاجأ الاطفال!، فمنذ سنتين وهم في نفس الصف وكل معلم أو معلمه لا يعطي أي كلمة حلوه لمارك ، لدرجة أن الأطفال هم من يقوموا بالتعريف عنه ، صمتوا الأطفال عندما قالت الآنسه هايدي ،... حبيبي أكمل فأنا معك لا تقلق ، تكلم دون أي خوف ، وقال أاااااانننا ، لم يضحك أحد ، تفاجأ مارك ، نعم أنت قالت هايدي بكل حب ، أكمل يا عزيزي ، ممممممااااا ممماااا رررك ، شعرت هايدي بغصه في قلبها ، وتسائلت ما سبب حزنك يا مارك!؟ ولماذا الإهمال من ذويك!؟ ، عندما أنهى مارك التعريف بنفسه ، ابتسمت له هايدي بكل ود ، اووو كم هو جميل إسم مارك ، ورغم مديحها، مارك لم تتغير ملامحه ، مارك عندما تكبر ماذا تحب أن تدرس يا عزيزي؟ ... ، قال مارك أأ أ رر رر ييد أنننن أدررر ررر أن أد رررسسسسس ععععلىىىى الللللللل بييييييانو ، الغريب بالأمر ايا من الاطفال لم يضحك أو استهزأ ، اوو يا له من أمر جميل أن تدرس على البيانو يا صغيري مارك ، فأنا درست على تلك الآله الجميله وأحبها جدا ، قال مارك فجأه وانننا انننا اااعزف عللللى الببيييانو لاننن أبي إإششششتراااه للللييي ، اه حقا جميل جدا ، أتت المعلمه بالأورغ الذي تبدأ به تعليمها للأطفال، فرح مارك لأنه ايضا بدأ العزف ببدايته على تلك الآله ، تعال يا عزيزي مارك ، هل تستطيع العزف على الأورغ؟ ، دون أي كلمه بدأ بالعزف مع النوته ، بدأت تقاطيع وجه مارك تتغير لتصبح أكثر سرورا وانشراحا ، قالت هايدي إذا مارك يعشق الموسيقى جدا مثلها ، للحد الذي ينسى نفسه، ويتراقص مع نغمات البيانو ، إنتهى من العزف ، صفقت له هي والاطفال ، بدأ مارك الكلام بصوته الطفولي وبتأتأة أخف لأنه فرح جدا ، آأآننستي ااننا بدأت على الأورغ بالعززز ، بالعززززف وأحب الموسيقى ج ج جدا ، قرفصت هايدي لتكون بمستوى مارك ، حسنا يا صغيري كنت رائعا وجدا ، اه حقا!؟ ، سأل مارك بسرور ، قالت له نعم ، ثق بي ، فابتسم ولمعت عيناه فرحا ، قال مارك ببراءه ، لكن والدتي كانت تصرخ علي عندما اعزف لا اعلم لماذا يا آنسه ، لا عليك حبيبي ، اذهب الى مقعدك ، عندها قرع الجرس يبشر بانتهاء الحصه .
مارك طفل جميل جدا ، شعر بني ، بشرة بيضاء ، خدود بلون زهري ، عينان عسليتان تلمعان من شدة الحزن والذكاء .
دخلت هايدي إلى غرفة الإستراحه التي للمدرسين ومعها ملف مارك فتحته وبدأت تقرأ ، كل الملاحظات تشير أن مارك يتقن العزف على البيانو بشكل ملفت للنظر ، وأنه يتأتيء ومهمل ، قرأت عن وضعه العائلي وعرفت أن والداه إنفصلا منذ سنتين ، أمه تزوجت وتركته ، والده رجل أعمال، غني، متزوج ايضا ، وكل إجتماع لأولياء الأمور يعتذر والديه عن الحضور .
صمتت هايدي وبدأت تفكر ، إذن مارك متوفر لديه كل شيء إلا دفء الأسره، فلذلك يتأتىء ومهمل وهذا ما جعل منه طفل منعدم للثقه بالنفس ، يا إلهي ، لماذا ينجبون الأطفال ويهملونهم !؟.... لماذا؟ ، آه لو لدي طفل مثل مارك لما أهملته دقيقه واحده ، مارك ذكرني بطفولتي البائسه ، لكن سأساعده ولن أتخلى عنه سأكون المعلمه والأم الحنون ، حبيبي يا مارك كم اعتصر حزنا لأجلك ، وهي بشرودها أتت مادلين تلك المدرسه التي فقط يهمها راتبها في آخر الشهر ، مرحبا،.. هايدي لم ترد ... كررت واقتربت الى هايدي ومسكت الملف ، اها مارك اذا!؟.. ذلك الطفل المهمل والذي يتأتيء ، تابعت مادلين ،... أشكر ربي أنه لم يبتليني بطفل يتأتئ مثله ، استفاقت هايدي من شرودها على تلك الكلمات الجارحه ، وقالت ما هذا الكلام يا سيده مادلين!؟ فانت مربيه وأم ، تكلمت بهدوء لكنها مغتاضه من مادلين التي لا يعنيها سوى المظاهر ، منزل فاخر ، زوج غني ، مربيه للأطفال، وخادمه للبيت، وأحدث سياره ، وإهتمام بأحدث الموض والتسريحات ، فالمدرسه لم تلزم المدرسين والمدرسات بلباس موحد لان الغالبيه لم يبدوا موافقتهم على تلك الفكره .
أرجعت هايدي الملف إلى مكانه بعد أن قرع الجرس معلنا ابتداء حصه ، شكرت ربها بأن رنين الجرس جاء بالوقت المناسب ، فهي للحظه كانت ستشوط غضبا في مادلين تلك ...
قررت أن تهتم بمارك لأنه مهمل ومظلوم ، لكنه موهوب جدا ، زارت والدته في منزلها، وللأسف قالت لها أن والده يجب أن يهتم به وليس أنا ، اما والده فبدأ بقول أنا لا أقصر مع مارك، فلديه كل ما يشاء ، لم يعرف والده أن كل شيء متوفر لدى مارك إلا الاهتمام والحنان والحب .. بكت هايدي على حال مارك وتفتحت لديها جروح كانت قد اندملت ، وبغضب يمزجه الدمع الناتج من القهر ، لماذا الحياة ظالمه؟... لماذا ؟ تبا لأهل مارك ولتلك التافهه مادلين ، لكن لن أسمح أن يظلم مارك ،... لن أسمح ، مارك سيصبح أشهر عازف وأنا من سيساعده على تخطي المصاعب .. كم نحتاج أن نتألم كي نشعر بالآخرين ونساعدهم ،... دنيا ظالمه ، وأتوقع هناك حكمه بيني وبين مارك ربما لأني تألمت كثيرا في الحياة أشعر به جدا.
كل درس أصبح مارك يعزف بطلب من هايدي ، إنتقل هو والبعض من الأطفال الموهوبين للتعلم على البيانو ، وبقي قسم يتدرب على الاورغ فقط ، أصبحت تهتم به وتصغي له ، إعتنت بمظهره أيضا ، لاحظت نتيجة هذا الإهتمام أنه لم يعد يتأتيء ، قالت له ذات مره ، مارك أنت جميل جدا وموهوب بالعزف ، وبدأ مارك بفرح طفولي يحكي لها متى أول مره عرف تلك الآله الجميله ، وكيف تعلق بنغمات البيانو ، وكيف بدأ يعزف ، وبأن والده لبى له رغبته بدروس خصوصيه ، فقالت له إذن، إعلم أنك ستصبح عازفا مشهورا لو تابعت ، أجاب مارك بعفويه ، أريد أن أصبح قائد أوركسترا لكن كلهم يسخرون مني عندما أقول ذلك يا آنسه هايدي ، أجابته دعك منهم وعدني أن تسعى جاهدا لتطوير نفسك في الموسيقى ولا تلتفت لكلام احد مهما قال ، أعدك يا آنسه هايدي .
غيرت الآنسه هايدي بمارك كثيرا ، فبدأ بقراءة القصص والكتب ايضا ، بمساعدتها بالإنتقاء ، إهتمت بالجانب الثقافي بشخصيته ، تفوق ايضا في الرياضيات بصفه وباللغات ، ترفع مارك بتفوق وتخرج من المدرسه الإبتدائيه بعلامات رائعه تحت ذهول الكل ، وتغيرت معاملة أقرانه له كثيرا ، رافقته هايدي بكل المرحله الإبتدائيه شعرت أنه إبنها لكن صعب أن تتبناه قانونيا بوجود والديه ...
في حفلة التخرج قال لها أن والده سينتقل بسبب عمله الى مدينه أخرى ، كانت مربيته ترافقه .. حزنت هايدي كثيرا ، لعدم رؤية مارك ثانية ، قال لها بعفوية وبراءة الأطفال ، أنت أمي يا آنسه هايدي، لن أنساك مهما حييت ، سأصبح قائد اوركسترا ، لم أعد أتئتئ يا آنستي وذلك لأنك رافقتني كل الوقت، أصبحت أعشق الكتب والقصص لأنها زادتني علم ومعرفه أكتر ، هل تقبلين هديتي المتواضعه ؟ فتحت الهديه وكانت مفاجأه، سلسال بسيط صنعه مارك بنفسه ومكتوب بحروف جميله إسم هايدي ، وصنع لها قلب مكتوب عليه أحبك وأنت أمي .. بكت وضمته كثيرا ، فقال لها أرجوك لا تبك آنستي، ف لربما نجتمع ذات يوم ، ألم تقولي إن شاء القدر وفرقنا ستجمعنا الأيام يوما ما؟ نعم يا صغيري قلت وأنا موقنه بأننا سنلتقي .
مضت الأيام والسنين على مارك بتفوق ونجاح ، والمشكله التي رافقته عدم الإهتمام من والدته رغم كل نجاحاته بالمدرسه ، كم إشتاق للآنسه هايدي، أنهى دراسته بالمدرسه بتفوق سجل على معهد موسيقى في مسقط رأسه حيث ترعرع ، نجح في مسابقة المعهد ، ومنذ وصوله تعرف على لوليتا حيث هي الاخرى تم قبولها ، سكن في السكن الجامعي الذي للطلاب ، أما لولي فتسكن مع والدتها، ووالدها توفي منذ سنوات .
والد مارك يصرف عليه، لكن هذا الأخير آخر إهتمامه، فقط يوفر له نقود ، أما والدته نسيها لأنها لم تكلف نفسها أن تسأل عنه ، يا لها من جاحده كان يقول بنفسه .
دوما كان عنده نفس التساؤلات ، ما حل الآن بأمه هايدي؟ ولماذا وقتها لم تعطه رقم هاتفها ، لربما خافت من والده ، أو أنها لا تريد أن تتعلق به ويتعلق بها ، كان دوما من حبه الشديد يبرر لها .
دون أن يشعر قال ترى أين أنت ؟ ، دهشت لوليتا وهم جالسين على المقعد في الحديقه ، كان مارك غارقا بأفكاره ، ونسي نفسه لدرجة أنه تكلم بصوت سمعته لوليتا .
قالت لولي متعجبه من هي تلك يا مارك ..
فأخبرها ، فجأه تذكرت معلمة كانت تدرسني في المرحله الإبتدائيه ، ولم يفصح بغير ذلك ، لم يشأ ان تعرف لولي تفاصيل حياته أكثر رغم أنها صديقته الحميمه ..
( مارك اصبح يناديها لولي لانها أصبحت صديقته الحميمه)
وهو لم يخض بتفاصيل حياته الماضيه، كي لا تسأله لولي عن والدته ، لا يريد تقليب المواجع وفتح جروح أبدا ..
تعرفوا لولي ومارك على لورانس ، تلك الفتاة التي دوما تلبس على الموضه، وتضع النظاره الشمسيه، وعطرها دوما يفوح، ضحكتها العاليه دوما ما يسمعها الجميع ، مظاهر البتر والتبرج ، جليه وواضحه في كل تصرفاتها ، شعر أسود طويل مموج ، بشره لا تعلم ما لونها من كثرة مساحيق التجميل ، عيون سوداء ، شفتان ممتلئتنان ، بسبب الروج الدائم، والفاقع بطريقه مغريه، دوما تتكلم في جوالها وتقهقه .
أرادت لورانس السخريه من لولي بجو كان يسوده المرح وهم في كافتيريا الجامعه ، قالت : وهل والدك سيساعدك بوظيفة مرموقة في السلك التعليمي يا لوليتا ؟ لولي بثقه : والدي توفي منذ زمن، لكن والدتي تستطيع مساعدتي إن أردت، فهي معلمة موسيقى . أجابت لورانس آه حقا؟ والدتك معلمة موسيقى!؟ ووالدتي ايضا ، والدي عينها منذ زمن وانا ساتعين مثلها ، لكن لا اعتقد والدتك تستطيع تعيينك ، قالت لولي : لا ضرر فهناك دروس خاصة، وهناك مراكز موسيقى، وممكن أن أنضم للأوركسترا ، أمي إعتادت على التدريس لكن أنا أكره الروتين ... قالت لورانس يبدو أنك اعتدتي الفقر ، وضحكت بسخرية وقالت، مركز ، وأوركسترا !؟.. تكلم مارك بجديه محاولا إنهاء تلك المهزله ، لم يتبق للتخرج سوى سنه، علينا أن نجتهد ، أنا من الآن بدأت أدرس موسيقى بمركز للأطفال الصغار ، تم قبولي للعمل ، ولا ضرر بتعليم الأطفال على البيانو مقطوعات صغيره ، اه حقا؟ قالت لولي ، وأنا أيضا بالمنزل أعطي للأطفال دروس خاصه بالموسيقى لأن والدتي أولت هذه المهمه لي كي تتفرغ للمدرسه ، قالت لورانس لماذا أعمل من الآن ومتوفر لدي كل شيء ؟ لست بحاجه للعمل والمعاناة مع الأطفال ..
وصلوا للسنه الأخيره ، وبدأ التحضير للمشروع النهائي ...
إقترحت لولي على مارك أن والدتها تستطيع أن تساعدهم وقت الحاجه ، وغالبا سينضم لهم عدد من الزملاء والزميلات ..
بدأ التحضير للمشروع وقرروا العزف معا كل واحد منهم على آله من إختصاصه .. واول لقاء سيكون في المركز الذي يعمل به مارك ..
سألت لولي والدتها إن كانت تستطيع الحضور في اول لقاء ، أبدت موافقتها بكل سرور
...
لم تعلم هايدي ما سبب فرحتها بذلك الصباح الرمادي الكئيب ، فالشمس بدأت تتوارى كليا وبدأ يحل مكانها الغيم الرمادي المتلبد ، وهي التي تعشق السماء الصافيه الزرقاء ولا تميل لفصل الشتاء لأنها تحب الشمس ، فالشمس تشعرها بالدفء والحنان الذي حرمت منهما في صغرها، بسبب موت والدها المفاجيء ، وزواج والدتها وإهمالها لها، والغرق في طاعة زوجها، وظلمه لهايدي لأنها ليست ابنته وهو يصرف عليها، والتفرقه الواضحه من أمها بينها وبين شقيقاتها .. كانت والدتها تعاملها بفظاظة دوما، وتعتبرها عبئا عليها وعلى زوجها ، لكن ما ذنبها وهي التي كانت صغيره آنذاك ، لماذا تلك القسوه من والدتها ، ألا يكفي بؤس الحياة !؟...
حبها للأطفال لم يتبدل ،لم تتغير هايدي سوى في الملامح التي كبرت مع الزمن ، لا زال قلبها متعلق في الأطفال ، والحس الإنساني لا زال كما هو لديها ...
كل يوم تفكر في مارك، لكن هذه المره شعرت بشوق له وحنين ،وتساؤلات .. أين انت يا مارك ؟ ليتني أراك ولو لبرهه ؟ أكيد لن أعرفك، فملامحك تبدلت .. لا زلت أحتفظ بهداياك الجميله وبذكراك ، يا رب إجمعني بمارك ولو للحظة، كم اشتقت إليك يا صغيري ، إغرورقت عيناها بالدموع وهي بالحافلة ، سئلت نفسها متعجبه!!؟ ، كنت فرحه في الصباح ، ما سبب حزني الآن!؟ ، ولماذا اليوم بالتحديد أشتاق لمارك؟! ، يا إلهي كيف للإنسان أن يتغير مزاجه من لا شيء؟ فواست نفسها ، ربما بسبب الطقس تغير مزاجها للأسوأ ، أو ربما لأنها كبرت وتغيرت كل هرموناتها ..
وصلت الحافله إلى المحطه ... نزلت هايدي وكان المطر غزيرا ، فتحت مظلتها ،دخلت هايدي الى المدخل الخارجي للمكان الذي وصلت إليه ، وكان فناء لركن السيارات ، استغربت بسيارة زميلتها مادلين هنا .. فهم لا زالوا معا في نفس المدرسه ، ومادلين تغيرت جدا بعد حادث لها ، وصلت بها إلى حد الموت وقضت أياما كثيره في المشفى، وعندما طابت عادت لمزاولة عملها لكن بحب كبير للأطفال ، كانت تتسائل هايدي بينها وبين نفسها هل يجب أن يصل الإنسان لمرحلة الموت كي يتغير ويصبح أكثر إنسانيه؟ كانت مادلين دوما تبث همومها لهايدي التي أضحت صديقتها المقربه مؤخرا ، كانت تشكي لها سلوك ابنتها وتقول لهايدي هذا جزائي لاني كنت عديمة الرحمه وليس لدي الحس الإنساني الذي تملكيه يا هايدي ، فالرب يعاقبني بابنتي، وسلوكها الذي فقط يهوى المظاهر والتبرج وإغراء الشباب والرجال ، أليس أنا من رباها على ذلك ؟ ألست انا من صنع منها فتاة سطحيه وتافهه؟ كانت تبكي مادلين كثيرا وتقول، جزيت بابنتي ولولا الحادث الذي اوصلني للموت لما تغيرت يا هايدي .. كانت هايدي تهدأ من روعها دوما مثل عادتها .
وصلت هايدي الى الباب فتحته ببطء ..
كانت أنغام مقطوعة الفصول الأربعه تصدح في المكان ، تلك المقطوعه التي تحاكي الطبيعه ، وهي الأقرب لقلب هايدي ، تذكرت مارك وهي تقف في المدخل المخصص للإنتظار فكان يحبها ايضا ويتقن عزفها .. وبحرقة قلب قالت أين أنت يا مارك ، من شرودها لم ترى مادلين تشير لها أن تأتي عندما دخلت للقاعه ، لم تر أحد ، صاحت الفتاة أتت أمي ، توقف العزف وهايدي شارده بطيف مارك وبدأت دموعها تنهمر على خديها ، استدار عازف البيانو الذي كان منسجما وقطع انسجامه قول أحد ما، جاءت أمي .. فتطلع من مكانه وتسمر ، وفي شرود نهض عن الكرسي وترك العزف ، نزل من المسرح ، وصل بسرعة البرق اليها دون أن يشعر ، الى تلك السيده التي تبكي وتهذي بإسم مارك دون أن تدري .
وقف أمامها مشدوها مما رآه ، أخرجه من شروده الآنسه مادلين ، التي أتت لهايدي ، وسألتها هل انت على ما يرام يا صديقتي؟ قالت،.. نعم، أنا آسفه على شرودي ، وتنبهت لذلك الفتى الذي يقف امامها صامتا ..
أسفه يا بني ، ربما أقلقتك لأنني وقفت هنا ، فالمقطوعه لها وقع خاص على قلبي ، أرجوك سامحني لاني قطعت عليكم العزف ..
لملم أفكاره هذا الفتى وقال لها، ملامحك لم تتغير يا آنسه هايدي ..
قالت ، أعذرني يا بني لم أعرفك .. دققت في ملامحه لمحت طيف مارك .. غرقت ثانية بتفكيرها ومن ثم قالت في نفسها كفى هذيانا فمارك ليس هنا في تلك المدينه ، ماذا حل بك يا هايدي ؟..
أنا مارك يا آنستي ..
استفاقت عل جملته التي صدمت بها ... لم تقو على النطق ، تلخبطت مشاعرها، ما بين فرح ودموع ..
قالت بعد صمت ... مارك!؟... ، حقا أنت مارك؟
نعم آنستي .. لم أنساك للحظه لم يخطر لي أن اراك في صدفه هنا ، اقتربت منه واحتضنته وبدأت تنتحب ، وأنا ايضا لم آنساك يا صغيري ، لقد كبرت يا مارك ولم أتعرف على ملامحك أبدا ، تبلل قميص مارك بدموع هايدي ، بكت مادلين واقترب الجميع مذهولا من تلك المصادفه بينهما ، بعد أن هدأوا سألها ، أتدرسين هنا يا آنسه هايدي ايضا ؟ قالت ، أنا أتيت لتدريبكم بطلب من لوليتا ابنتي ، ماذا؟ قال بذهول لوليتا ابنتك؟ كيف لم أعلم كل تلك السنوات أن لولي ابنتك ، لو علمت لما توانيت لحظه عن لقاءك يا آنستي ..
مادلين ماذا تفعلين هنا ؟ سألت هايدي ، قالت ، فأنا جئت بطلب من ابنتي لورانس فهي هنا ايضا ..
مارك ،... قالت الانسه مادلين ، أعلم أنك لم تعرفني فملامحي تغيرت كثيرا وسعدت بلقائك ، أعتذر لك لأنني لم أتعامل معك كما يجب عندما كنت طفلا وتلميذا لدي، أنت محظوظ بهايدي يا مارك .. لا عليك معلمتي فأنا الآن أقوى بكثير مما كنت ، والفضل لماما هايدي التي إهتمت بي واعتبرتني بمثابة إبن لها حينها ، حسنا دعونا نعتلي للمسرح وبعدها نجتمع ، فهناك الكثيير من الآحاديث بيننا ، هيا ماما هايدي هيا آنسه مادلين .
بعد التدريب دعتهم هايدي كلهم الي بيتها في اليوم التالي للغداء ..
جهزت وليمه من ما لذ وطاب احتفاء بمارك ..
أتوا جميعا ، وبدأت تتدفق الذكريات وهم على طاولة الغداء ، بدأ مارك بكلامه شاكرا هايدي واسترسل قائلا ، كنت اتأتيء انا وصغير وكنت مهمل ، كنت كطفل في ذلك الوقت من الزمن أملك كل شيء الا الحب والاهتمام ، ففي الواقع والداي منفصلين ، إهتمت بي ماما هايدي ، جعلت مني طفلا آخر اكثر ثقه ، طفلا يمتلك ثقافه ، كنت موقنا دوما أني سالتقي بها يوما ما ..
قالت هايدي ، كنت وقتها غير متزوجه وللآن أعشق الأطفال ، لفت نظري مارك بحزنه وبذكائه ، عندما انتقل إلى مدينه أخرى لم يسعني أن أفعل شيء ، لكن ذكراه لم تفارقني ،كنت متأكده لا بد أن يأتي ذلك اليوم ليجمعني به .. سألته عن والدته ... لم تسأل عني طيلة الفتره التي مكثت بها مع والدي ولم ازرها .. أليست غريبه صدف الحياة؟ ، أن اراك يا ماما هايدي وارى الانسه مادلين ايضا وأكون زميل لإبنتيكما ..
قالت له ، .. في الواقع أن لوليتا ابنة زوجي لكن أحبها كابنتي تماما وهي تناديني ماما ، تزوجت والدها وكانت في الصف السابع الإعدادي ، اي بعد سفرك مباشرة ..
آه حقا ماما هايدي ؟
حكت مادلين ما حل بها وكيف غير الحادث حياتها ... وهي تكتم حرقتها بقلبها على سلوك ابنتها ، فبدا واضحا مدى سطحيتها بين زملاءها وزميلاتها رغم موهبة الموسيقى التي تمتلكها ، ومادلين تعلم ان ابنتها لن تتغير مهما حدث فهي نسخه عنها ، فلماذا تلوموها وهي كانت تافهه وسطحيه ، دوما تتحسر وتقول بأن الله يعاقبها بابنتها ، لكن لا بد أن تصفعها الحياة يوما وتعلمها درسا ..
كان لقاء رائعا ، فجمع الأحبه من بعد غياب طوييل ، دام سنيين ..
وتحققت الأماني وأصبح مارك ملحنا وقائد اوركسترا .
ألف سمفونيه وأسماها ماما هايدي ..
إنشهر صيته في تلك المدينه الجميله التي تعشق السهر والموسيقى، وكان كل مره يتحدث عن ماما هايدي ، فلولاها ما كان ليصل الى ما يصبو إليه ، فهي حقا أمه ولن ينساها مهما طال الزمن ..
ماما هايدي ، الحنان ، الإهتمام ،الدفء، الإحساس، الثقافه فلذلك هي امي .. كان بكل مناسبة يصرح بذلك ..
ولم تنته الحكايات بين مارك وهايدي ولولي ، وتجددت اللقاءات ، تقاعدت هايدي واحتفلت المدرسه بها، أتوا مارك ولولي أيضا ، طلب أن يقول ما بداخله تجاه هايدي أمام الاداره والمعلمين والمعلمات ..
ماما هايدي ، أمي التي لم تلدني ، بفضلها حققت ما أتوق إليه ، كنت مهملا ولا أحد يشعر بي ، تملكني الحزن ، لتأتي هي بعطفها وتفهمها ، لتحيي قلبي الصغير من جديد .. لتمسح عن روحي الحزن الذي اعتراها ، كان ذنبي الوحيد أني أعيش ببيئه متوفر بها كل شيء عدا الحب والاهتمام والحنان ... ماما هايدي ، سأقول لك ،.. إن الفصول الأربعه ستجمعنا دوما ولن تفرقنا ابدا بعد اليوم .. وبدأ لحن الفصول الأربعه ينساب شيئا فشيئا في القاعه ، لحن يجمع الذكريات ليقول لنا إن الحياة تمثل لنا الفصول بتقلباتها .. ولا بد أن تشرق شمس الصيف وينجلي الغيم الرمادي المتلبد ، وللحياة عطور بعبير الورد، والاشجار ستزهر براعمها وستتفتح ، تلك هي الدنيا حزن وفرح ، مرض وصحه ، حب وكره ، اهمال واهتمام ، أخذ وعطاء ، ألم وأمل ، تتبدل الأحوال مثل فصول السنه تماما ... لا يبقى ذلك السواد الحالك على حاله، لا بد أن تنقلب الموازين ويأتي نور وشعاع يطفو بالأمل والصفاء ، سيأتي ذلك اليوم قريبا وجدا ، لتتحول حياتنا للأفضل، وينبثق ذلك الربيع المعطر بشذا الورود والرياحين والأزهار ، وينقشع ذلك النور في قلبنا ، ليعطي الدفء والطمأنينه والسلام .
حياتنا تماما كالفصول الأربعه .



 توقيع : عذبة المشاعر

😍مروة صيام😍
رقيقة كنسمة صيف ، أيتها الجورية التي أكن لها كل الحب .

رد مع اقتباس
 
 
 



جديد مواضيع قسم إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحب الخالد .. ( قصه قصيره) بقلمي عذبة المشاعر إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية 13 12-29-2019 10:35 PM
الفصول الأربعة من نفس النافذة .. نقاء همس الصور 22 07-14-2019 02:20 PM
الفصول الاربعة في حياتنا نقاء مقتطفآت عآمة 18 02-02-2018 05:15 PM
أصول آسمآء الفصول الأربعة غمرة تعليم اللغات 5 09-22-2017 04:23 AM
فالجنه تحت قدمها # قصه قصيره بقلمى الاميرة النائمه حصريات الأعضاء 6 07-30-2016 11:57 PM


الساعة الآن 09:26 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.