رسائل الله الى امنآ الارض
تقول لوالدها*
وهي تمتص إبهامها
لثغةُ (السينِ)
ترقصُ
في ثغرها المستديرْ
تقول لهُ
وهي تلعب في حجرهِ:
(( يا تُرى يا أبي
ثَوْفَ تثتاقُ لي دميتي
والحِثانُ الثغيرُ
ومُثحف (عمَّ)
وخُمُّ الطيورْ ؟))
يقول لها:
((سوف تشتاق جدا
لوجهكِ
هذا الجميلِ المنيرْ))
يقبّلها
وتقبّلهُ
ثمّ يحملها*
كي يخبّئها مثل لؤلؤةٍ
في لحاف السريرْ
ويحكي لها
عن نبيٍّ*
أتاه صحابيهُ ليقول لهُ:
((سوف أشتاق يا سيّدي))
فيقول له:
((.. سوف يجمعنا الحبُّ
عند اللطيف الخبيرْ ))
فتغمض في وجهها نجمتينِ
ويكسو المحيا البريءَ السرورْ
يجنّنها جزءُ (عمّ)
وتحفظهُ
وهي بنتُ ثلاثِ سنينَ
ويحلف والدها أنه روحها
كم تحبُّ (الضحى.. سبّح اسمَ)
وكمْ تعشق (الزلزلهْ)
طفلةٌ مذهلهْ
ترتّلهُ وهي في (التختِ)
حين تقومُ
وحين تسيرْ
ويسكنها*
مثلما يسكنُ الياسمينةَ
سِحرُ العبيرْ
وماذا سيملكُ ضُعفُ القلوبِ
أمام كتابٍ
تسلسلَ نورا
مِن اللهِ سبحانهُ
في السماءْ ؟
تسلسلَ من ربنا
نحو جبريلَ
ألقاه جبريلُ
في قلب هذا النبي الجميلِ
عليه السلامُ
فأُلحِقَ في خَرَزِ السّمْط بالأنبياءْ*
تربّى عليه الصحابةُ خُضرا
كطير الفراديسِ
تحت قباب الضياءْ
وسار كنهرٍ
يكحّلَ في أمّنا الأرضِ أشفارها
كي تحسَّ
كسيدة بعد حزن الطلاقِ
ببعض الغناءْ
وسارَ*
على جانبيهِ
نما الرائعونَ
من النرجسِ المسجديِّ
المتوّجِ تحت الندى
في حياءْ
وكان قضاءً
بأن نلتقي النهرَ*
أو يلتقينا
ويا سُعدنا
سُعدنا*
سُعدَنا باللقاءْ
وكان قضاءً
بأن نقرأ الآنَ
مِن سُوَر (الماءِ) شيئا
ونهوي إلى روعة الانحناءْ
ببعض البكاءْ
وكان قضاءً
بأن نسجد الآنَ شكرا
فنحن بدون الكتابِ هباءْ
وكان قضاءً
بأنْ تلمسَ الكفُّ
أغلى كتابٍ
وأروعَ ما عانقتْ في سطورٍ
حروفُ الهجاءْ
|