اسميته محمد .

الى صغيري الذي لن يأتي بعدك
كنتُ قد رسمتُ آمالاً و بنيتُ احلاماً
عن كيفية استقبالك
لكن بعض رموز و كلمات حطمت كل شيء

لستُ اسفة بقدر قراري بالتغيير :1100:

كيفك محمد
بتعرف شغلة كتير بكون حابة اجي عندك و احكي معك
بس ما بعرف ليه بخااف ، يمكن بخاف اكتر شي من سيدك
اني اوصل المقبرة و انا عارفة حالي رح انهار متل المرة الوحيدة اللي زرتك فيها
يمكن بخاف اتعب و اتصل على ابوي يروحني و يعرف اني رحت عليك
مش رح بعجبو تصرفي و ممكن يعصب

محمد اليوم شباب ٢ من عيلة الشوامرة توفوا بحادث مؤسف
مش عارفة ليش فوراً تذكرتك و قلت الحمد لله راح صغير
اهون ما يكون شب متل الوردة متل واحد فيهم و يموت بحادث
ولا رصاصة يهودي !
مش عارفة ليش بحكي هالحكي مع اني مشتاقتلك كتييير
من يومين بلشت اتخلص من كل شي صغير حضرتلك ياه
بتعرف ضل عندي الحرام اللي تعبت فيه و الطقم الجديد اللي اخترتلك ياه
مش عارفة يمكن اعطيهم لخالاتك
الطقم اه بس الحرام ازا شفته على حد غيرك رح اتعذب كتير
ازا ربنا عطانا عمر و زوجت امير و شفت اولاده رح اعطيهم ياه
محمد رح تبقى الذكرى المؤلمة و الصعبة اللي كل يوم بتحرقني شوي

اشتقتلك يا عيون امك ،

عندما اتذكر انني من دعوت الله
و ان الله استجاب لي فقط
اشعر بالخوف الشديد
استجابة الدعاء ليس سهلاً ابداً
انما أمر مخيف للغاية

قد كنتُ السبب في كل ذلك
عذراً لك صغيري و لكل من لن يأتوا
صبراً لقلبي

بعد ان اسميته محمد
و اقنعت نفسي بأن القادم اجمل
و ان ما هذا الا لحكمةٍ ما
و انه لو كان خيراً لبقي
تذكرت بعض احاديث تمتمتُ بها ذات يوم و انا على فرآش العبادة .

ثمانِ عشراً شهراً و ستِ ايآم
و لازلتُ اصحو مفزوعة ليلاً
خشية ان اخسرك
فأصدم أنني خسرتُكَ حينهآ
اللهم اخلف لي خيراً منه .

من جديد كيفك محمد
اخر قطعة الك كنت محتفظة فيها
سامحني تخليت عنها ، خبرتك قبل بوقت انو ممكن اعطيهم
لخالاتك .. فعلاً يوسف رح يشرف و اخيراً
و عطيتهم الطقم اللي جبتلك ياه
انا ما زعلت ، يمكن لأني لسا ما شفته و هو لابسه
محمد ي حرقة قلبي و دموعي اللي ما نشفت
اشتقتلك ي روح امك

ما تفوت الجنة ي عيوني
استناني هناك لنفوت سوا ، انا موعودة بهالشي
و لهيك لسا عندي شوية قوةة

ضحكة لم تتعدى ربع الدقيقة
تقهقهتُ سخرية من ذاتي
رغم ذلك لم ينكسر لي أمل ..

لو كنتَ هنا لأتممتَ اليوم
سنة و سبع شهور و يوم ..

اللهم قوة .

باتت الحياة غربيب دونك ..