مستوحاة من قصة حقيقية " أصابتها لعنة الانتحار " - منتديات قلب فلسطين
 
آخر 10 مواضيع
كتيبة الخلفاء في غزة
الكاتـب : -
نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم
الكاتـب : -
نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم
الكاتـب : -
قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟
الكاتـب : -
خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو
الكاتـب : -
برنامج اختراق الاجهزة
الكاتـب : -
انجازات الهكر في دعس الحمايات
الكاتـب : -
قراءة فى مقال هستيريا
الكاتـب : -
طريقة تخطي الدفاع الاستباقي للحمايات
الكاتـب : -
عاجل | الـ.قـ.سام:
الكاتـب : -


 
 
العودة   منتديات قلب فلسطين > الأقــســـام الــعـــامــة > حصريات الأعضاء
 
 

حصريات الأعضاء قسم خاص بالمواضيع الحصريه"الغير منقوله"

إضافة رد
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-03-2017
وتر غير متواجد حالياً
Palestine     Female
SMS ~ [ + ]
جميلةٌ أنتِ، كَخُلوةٍ نقيَّةٍ مع الله!
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل : Jun 2016
 فترة الأقامة : 2882 يوم
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (09:24 PM)
 العمر : 26
 الإقامة : غــــزة
 المشاركات : 208,403 [ + ]
 التقييم : 48866
 معدل التقييم : وتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond reputeوتر has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
15 مستوحاة من قصة حقيقية " أصابتها لعنة الانتحار "



" أصابتها لعنة الانتحار " نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مستوحاة من قصة حقيقية
بعتذر جداً للإطالة ..


ذاتَ مطر , فجرٌ هادئ ..
و صوتُ النقاءِ يعلو بأن " الله أكبر "
الله أكبر من كل حزنٍ و همْ , من كل جبارٍ ظلمْ
الله أكبر من كل شيءٍ على الإطلاق .. و ليتها أدرَكتْ !
توسطَ القمرُ السماءَ , بدتْ ملامحهَا تظهرُ فيه
ويحكَ يا قمر , أتسرقُ من البشر شيئاً من الجمال و بكَ قد تغنَّى الجميع ؟
ويحكَ يا قمر , ألم تجدُ غيرها لتُسكِن ملامِحها فيك ؟ و هي التي لا تشبهكَ أبداً !
فَـ كم أنتَ آمنٌ و مستقر , و كم هي مبعثرةٌ مرهقة , فوضاها الداخلية العارمة
قد تنسفُ جبلاً و لا أبالغ ! , قد تموتُ هي في نهاية حكايتي
و أنت الذي تعيشْ ! ويحكَ يا قمر فإنَّ لكَ جِسم أنيق و هي التي تملك جسداً معجوناً بالضرب
هل يختلط الجسد بالضرب , أيصبحان شيء واحد ؟ هل للبكاء شأنٌ في تخفيف الألم ؟
هل له أن يٌبرِأ جرحاً فاغراً في وسط القلب ؟ هل من مجيب لتساؤلاتي التي لا تنتهي ؟
أصبحتْ لا تذرفُ دمعاً حين تُضرب , فالدمعُ بات لا يُجدي معَ الوجعِ نفعاً
" الدمعُ و البكاء "أمرٌ اعتادت عليه , بات لا يؤثر فيها شيء ! تُرى ,
هل يتحول الإنسان مع الألمِ إلى كتلةٍ باردة لا تشعر ؟ هل يعيش الإنسان بجسده بيننا
و عقله و روحه و كيانه في مكان آخر , بعيداً عن الخيال حتى ! حيث اللاواقع , اللامنطق !
صديقتي جسَّدت لي الإجابة .. و هذه حكايتها ..
" حنين " و التي تعُرَّف بِ لغة الفيزيائيين بأنها
" كتلةٌ من الألم تشغل حيزاً بالكاد لا يُذكر على سطح هذا الكوكب الدموي
دموي و هي من أسمته كذلك ! بلغت من الألم 18 عشر سنة و اكتفت بهنَّ
لم تسمح لسن ال19 أن يحظى بشيء من حياتها ,
فأحكمت إغلاق الباب في وجه " دائرة السنين " ثم غادرتْ ! و لها أختٌ تٌدعى
" هديل " الاختُ الهديةْ التي حباها الله إياها لتهوِّن عليها آلام العمر و كدراته
الحضن الدافىء الذي تلوذ بالفرار إليه حين يشتد الوجع , وجعها المتلخص في
قسوة الأهل , طبيعة العيش , العادات و التقاليد الحادة المُقيتة
التي لا تؤمن بكيان الانثى و تحقِّر من شأنها !
أختها التي تعاني مثلها تماماً و لكن قد تكون مصيبتها أعظم .. حين كانت حنين
تبلغ 16 من الألم , تقدَّم لخطبتها شابٌ قساميٌ خلوق .. كانت تراه وحشاً
كـ وحوش عائلتها , هكذا هي .. لم تحظى بالأمان من أقرب الناس , فكيف
بنظرتها للناس , للأطفال , للعابرين ! ! كانت مسكينةٌ جداً , شخصيتها لا تصلح للعيش أبداً في مثل كوكبنا هذا
كوكب الغدر و الهلاك ,الكوكبٌ الذي أرخص ما فيه " هدر الأرواح " ! كوكب عشق المال و بيع الاوطان
كان حقها مهدور و رأيها مرفوض , و لم تجرب أن تقول كلمة لا في حياتها
رفضت هي أن يتم خطبتها بداعي الطفولة ! ما الذي جرى يا حنين !؟ و أنتِ التي
لا ترفضين أمراً ! أكانت لحظةُ شجاعة بدت منكِ ؟
ألم تحلمين بالهروب من هذا السجن المفروض عليكِ منذ لحظة الولادة الاولى ؟
ام كان الحلمُ عليكِ حرام ! , كما هو متوقعٌ أن يحدث ! بلغتِ 16 عاماً و انتِ غير متزوجة
ياللعار , أيقول الناس عنا ابنتنا عانس ! هذا ما قاله والدها .. ألقوا عليها رصاصاتٍ من كلامٍ جارح
اخترقتِ القلب مباشرة اعيته و أوجعته , و لأنها الكائن الضعيف , المغلوب على أمره كما يقولون
أُجبِرت على هذه الخطبة .. و تمَّ هذا النصيب !
أمرٌ مروعٌ يحدث .. أختها التي تصغرها بعام و التي تحدثتٌ عنها في سابقة كلامي
لم تكن لتبلغ بلوغ الإناث ! بل مالت أعضاء جسدها إلى الذكورية .. ما كان صوتها ليرق كالفتيات ..
ما كان لمعالم الانوثة شيء فيها عدا أنها تملك قلباً رقيقاً تنهشه الكلمة و تقضي عليه أوجاع الحياة ,
و هاهي الصدمة الكبرى تحدث إذاً , أعلن الطبيب أنها ستصبح شاباً بعد عدة عمليات ستجرى لها !
و بعد مرور شهر بالفعل أصبحت هديل شاباً يُدعى " هشام "
لم تستطع حنين أن تحتمل حجم الكارثة .. بدا كل شيء مبهم لديها , هي لا ترى شيء عدا سواد متقطع !
يمر شريط ذكرياتها مع اختها مروراً سريعاً خاطفاً , حتى الذاكرة كرهت ما حدث !
, أختي كيف لكِ بحق الاخوة أن تتخلي عن جنسنا .. لماذا غادرتني في منتصف الطريق !؟
نحن اللتان كبرنا معاً و تألمنا معاً , نحن جسدين بروح واحدة نتحد في كل شيء ! لماذا الحياة قاسية إلى هذا الحد !
أقربُ الناس منها , أصبحت في غربةٍ الآن عنها .. غربة الجسد و الروح .. الان لن يشارك حزنها أحد ..
فرحةُ الاهل كانت كبيرة ! في بيتهم شاب جديد يعتمد عليه , يالي عزوتهم !
و اللعنة اللعنة على أنثى تدعى هديل ..
قال الأب بلهجةٍ ساخرة موجهاً كلامه لحنين :
مش لو طلعتي انتي التانية ذكر كان أشرفلنا
حنين تداري ألمها و تقول :
أسفة يا أبي لأنني لم أكن كذلك ..
و انا التي أكتب ماذا عساني أن أقول " هديل أم هشام " كيف سأكمل حديثي عنها ؟
لقد اعتدت على هديل , ولا زلت أراها هديل .. و سأكتب عنها بلفظ الأنوثة ..
لانني لم أعتد الأمر بعد أو أن عقلي يرفض أن يعي ما حدث !
.. بدأت حنين تتعلق بخطيبها أحمد شيئاً فـ شيء , كان خلوقاً طيباً
فاض قلبه بالحب و الرحمة .. ربما بعثه الله ليرمم ما بها من ركام هالك .. ليبرأ جرحها , ليدواي أوجاعها
ليعوضها عن الفقد الذاتي , ليشبع خواء روحها .. ليكن الأب و الأم و الاخ و الأخت و ليعوض فقد هديل كذلك ..
تعلقت به حد الوله , تغيرت حياتها أصبحت وردية بعد ان كانت خريفاً معتماً متشحاً بالسواد ,
لم يكن ليشفق لحالها , إنما أحبها بشغف ,, حتى تفاصيلها المؤلمة يحبها .. المحب لا يخذل حبيبه أبداً
كان يحب العلم و لطالما شجعها على الدراسة , متفائلاً يقول :
حبيبتي حنين انتي خلصي توجيهي و غير أدخلك جامعة و أصير أدرسك كمان
تهرع بعد كلماته تلك , الى كتابها تدرس بـ اجتهاد , و كأنها ولدت للتو
لكن غالباً ما تخذلنا الحياة , تسلب منا أشد أشياءنا جمالاً .. لم يدم هذا الأمل طويلاً
كفاكِ يا حنين , فأنتِ التي لا معالم لوجود الفرح في حياتك ! كيف لكِ أن تتمردي إلى هذا الحد !
أنتِ مولودة الموت و الشقاء , الجحيم هو كل ما ينتظرك ليس إلاَّ ..
في عام 2014 وضعت حرب العصف المأكول أوزارها على قطاع غزة المنكوب ..
ربما كانت غزة شقيقتها في الوجع , راح ضحية الحرب الكثير الكثير من أبناء الوطن
و لأن خطيبها قسامي مجاهد , نالت منه صواريخ الغدر الصهيونية , غارت على جسده
كأفعى جائعة , التهتمه و قذفت بالرأس بعيدا -الله ما أقسى الحياة ! -
علمت هي بالخبر , رباه كيف ! هي لم تصدق خرجت مسرعة إلى الشارع حتى أنها لم تضع شيء يستر رأسها
أصبحت كـ مجنونةٍ تسير في الطرقات , بينما الضربات هنا و هناك , تصرخ من أعماقها
أين أحمد ؟ هل رأه أحد ؟ أخبروني ! بالله عليكم ؟ أين هو أين هو ! , غامت الدنيا في وجهها
.. ثم فقدت وعيها , و فقدت شهية الكلام .. تظل صامتة طيلة الوقت .. لا يُرى منها سوى وجه بائس حزين
و يدين ترتجفان .. و دمعاً خفياً لطالما احتجزته في جنبات عينيها لكنه أصرَّ على الهطول
يكاد يبكي لحالها الحجر ! لربما لو رآها صاروخ الغدر الذي فتك بـ أحمد لاعتذر !
انتهت الحرب و كل شيء عاد إلى مكانه , كان أحمد سيد منامها و أحلامها , كان سيد حديثها
تراه كل يوم في حلة بيضاء , يخبرها أنه يحبها و أنه يود أن تكون رفيقته في الجنة ..
كانت تعيش على أمل الموت حتى تلقاه , كان يحب أن تكمل دراستها و كذلك فعلت !
هاهي الثانوية العامة تفتح أبوابها , التحقت هي بالمدرسة بعد رفض أهلها الشديد بأن تدرس ..
كانت تحب المواد الأدبية و تفضلها على الرغم من أنها درست الصف الحادي عشر الفرع العلمي
إلا أنها كانت مجبورة !و لأن الحياة لا تأتي كما نحب , كان قبول أهلها مشروطاً
حيث قال والدها ..
ازا بدك تكملي توجيهي ادخلي بدك تضلي علمي فش تحويل
حنين : و لكن وو
الأب : بتردي بوجهي بدك تدرسي علمي يعني علمي ولا ايش يحكوا عنا الناس
قبلتْ قدرها المفروض , فأمرٌ أهونُ من أمر , كان مجردُ قبول أهلها بأن تدرس هو إنجازٌ عظيم
و كأنها سرقت لقمةً من فم أسدٍ هائج , كانت تدرس باجتهاد , هي تريد أن تحقق ما تمناه خطيبها تريد أن ترضيه فحسب
هو حاضرها الغائب , و غائبها الحاضر , هو ما تمنت الموت لأجل ان تحيا بلقياه , هو كل شيء في حياتها
قررت بأن لا تتزوج بعده و أن تبقى مخلصة له طيلة العمر , تتدخل الحياة مرة أخرى لتنغص عليها
عيشها , حيث تقدم أخ أحمد للزواج منها فكان متهكماً يقول :
خطيبة أخويا أنا أولى فيها من الغريب ..
كان بخلاف أحمد حيث هو حاد الطباع غليظ الهيئة و الشكل , لم يكن بأخلاق أحمد أو أنه بلا أخلاق
مفهومه عن الزواج بانه خدمة و طاعة فقط
و الزوجة انما هي خادمة في النهار مكانها المطبخ و استباحة جسد في الليل
نظرة غبية و حقيرة ! , رفضت حنين بقوة ! عجباً ! ألم تكسرك الحياة بعد ؟ من أين ظهرت هذه القوة ؟
هل كان أحمد مؤثراً فيكِ إلى هذا الحد ؟ هل تغلب على 16 و 17 عاماً من الذل و الهوان ؟
لماذا لم تظهر هذه القوة عندما أرغمها والدها على دخول الفرع العلمي !؟
أم أنه عند المساس بأحمد يثور بركان الغضب المختبأ في داخلها ؟ رغم الرفض الشديد الذي أبدته
و البكاء المرير إلى أنَّ الحياة مازالت أقوى منها , كانت تشعر بأنها تواجه العالم بأسره , كانت تعتقد أن كل من يحيا
خُلِق ليكون ضدها ليضطهدها ليصنع بؤسها ! تراها حالة نفسية كانت !؟ ام أنها تتوهم
هل كل الناس اشرار ؟ هل البعض شوَّهـ الكل ؟ هل لهذه الفوضى الداخلية العارمة أن تنتهي ؟!
استسلمت لقسوة واقعها و هزلت قواها و كاد البياض أن يقضي على بريق عينيها !؟
ضربها والدها ضرباً مبرحاً لتقول أمام القاضي : " و أنا قبلت الزواج ! "
كان جسدها مختلط الألوان الأزرق و البنفسجي و الأحمر , هي كذلك لم ترحم نفسها
فكانت تضرب رأسها بالحائط و تقول :
لقد خنتك يا أحمد لقد خنتك رغما عني سامحني أرجوك
كان يأتي خالد لزيارتها و تتجرع المرَّ أثناء زيارته , تعد الدقائق و الثواني الكهول !
يكاد الوقت أن يتجمد , لشدء البطء ! لماذا يا وقت ؟! حتى انتَ تقسو عليها ؟
لماذا لم تمرَّ سريعاً و تنهى ما تبقى لها من عمر ؟ أكانت مخلوقة من الوقت أم الطين ؟
الطين بداخلها كاد أن يذوب , تراها هل ستختفي ؟ و الوقت مازال صامداً لا يتحرك تراها هل ستبقى ؟
كان خالد يعلم أنها لا تريده و تكرهه بشدة فكان مستهزءاً يقول :
لو تطلعي ع السما لغير ما تكوني الا الي و طلاق مش مطلق
و من هذه اللحظات بدأت هي تنتهي ! عجباً هي انتهت منذ اللحظة التي خلقت فيها أنثى ! منذ لحظة الميلاد الأولى
منذ أن قال الطبيب , مبارك اجتكم بنت !
كيف ينتهي الشيء المنتهي !؟ كانت هي تجسد الإجابة ..
مضت أيام الثانوية و كأنها قرن , سنين مثقلة بالوجع و الخيبة ! الويل يشكلها بيديه
كانت الاوامر هي كل ما تسمعه " اطبخي , اغسلي , اجلي , سيبي هالكتاب من ايدك , قومي البسي اجى خطيبك "
و عندما تصدح بكلمة آه تأتي كلمة " اخرسي " من كل صوب حدب ! و كأن التأوّه من الوجع بات حرام !
لما كل هذه القسوة ! ماذا فعلت هي ليكون الاهل بهذا القدر من السوء ؟
ألم تدق الرحمة قلوبهم و لو للحظة ؟ لماذا لم يقتلوها و هي صغيرة إذاً ؟
صدقاً لربما كان أبو جهل أرحم منهم بها ! مضت هذه الكهول الطويلة ..
و اليوم ستعلن نتيجة الثانوية العامة , أقصد يوم الفجيعة الكبرى !
كان الأهل ينتظرون أن تكون ابنتهم من الأوائل و الويل لها إن كان مجموعها أقل من ال90
أي 90 تلك التي ستحظى بها في ديارهم ! أي هم هذا ! بل أي بلاء !؟
في هذه اللحظة شُلَّت يدي عن الكتابة قلبي لا يكف عن الرجفان !
و عيني لا تكف عن البكاء ؟ لماذا يا حنين لماذا !
إلى متى سأظل أتساءل ؟ إلى متى ستبقين في ذاكرتي كـصاروخ ملغوم
يوشك أن ينفجر تارة و في تارة أخرى أشعر و كأنه غير موجود ؟
إلى متى هذا التخبط و العشوائية المنتظمة في أحوال الوقت و الموت ؟
و الآن جاء الخبر , كانت تتآكل من الخوف تكاد أن تذوب ! ليس لهول النتيجة ,
بل كيف ستكون ردة فعل الاهل القاسية جداً
ترى ! أي مكانٍ ستضرب فيه بعد قليل ؟ هل سيحمل أبيها السلاح و يضربها بطلقة نارية في رأسها
تودي بحياتها ؟ أم أنه كعادته سيمسك بالمكنسة و يكسرها على جنبيها و يتمتع برؤيتها و هي تذوب وجعاً
و أمها تشجعه على ذلك قائلة :
بتستاهل خليها تتربى !
كان التفكير يقتلها , وصل الخبر و جاء به اخيها :
مبروك يابا بنتك جابت 54%
دخل الأهل في موجة غضب لا تهدأ و كأنها فعلت الفاحشة و جاءتهم بطفل الخطيئة الأولى !
انهالوا عليها ضرباً , بعد أن فرغوا منها بدأ كلامهم المحشو بالسم يوجه إليها و هي الموجوعة
التي تئن ! سيوبني امانة سيبوني حرام عليكو
ألا يكفي ما أشبعتموها من ضرب , لقد تحملت ضرب مدينة بأكلمها !
هل غادرت الانسانية قلوبكم و أصبحتم بهمجية اليهود و الاحتلال ؟
تورمت حد الموت ! تخدرت حد التعب ! ضاقت أنفاسها أصبحت ويكأنها تجاهد لتخرج نفساً واحداً متقطعاً
, بدأت تتخبط يميناً و شمالاً , هذت روحها بعمق , تتمتم بكلام غير مفهوم
ذكريات الوجع كلها تمر سريعاً الآن , و هاهو أحمد في نهاية الشريط ينظر إليها و يبتسم
بادلته ابتسامة من وقع الخيال , كانت البسمة في الواقع صعبة و من درب المحال
لم تستطع تحريك خديها لتبستم و فمها المزرق تلفه سيل من الدماء
يرفض في مشهده هذا أن يساعد بقية ملامح الوجه لتبتسم ! حتى و إن كانت تلك الابتسامة لأجل أحمد !
لكن بقية الجسد يفعل الكثير لأجله , فنهضت بقوة و هي مازالت غائبة الوعي مشتتة الفكر و كلامها الغير مفهوم
لازالت تتمتم به ! تراها ماذا كانت تقول ؟ الله وحده يعلم ..!
خطواتها المثقلة بالوجع صعدت لأعلى ثم أعلى ثم أعلى إلى أن وصلت سطح بنايتهم المتواجد فوق 6 طوابق
6 طوابق من العلو كان من شأنه أن ينهي وجعاً استمر 18 سنة !
هاهي الان تقف على شفا حفرةٍ من الموت .. أتلقي بنفسها إلى الموت , أم تبقى لتحيا حياةً كالموت !؟
امتنعت قواها عن التفكير ثم أخذت تخطو خطوة إلى الأمام , الخطوة التي ستليها ستكون في الهواء ,
و بالفعل تقدمت خطوة الموت تلك ! ألقت بنفسها من 6 طوابق , كانت بإحساس العصفور الحر ..
توزع ابتساماتٍ لذرات الأكسجين المتناثرة في الهواء او أن هذه الابتسامات كانت للموت و اهله ! لا أدري !
سقطت مغشياً عليها من الدم , سقطت بين جمعٍ من أهلها و أعمامها و المارة , سارع الجميع لإنقاذها
و لكن ! القدر المحتوم قد أنهى الحكاية , الضجيج ملأ المكان , صرخات أمها كادت لتمزق القلوب
ينابيع من الآلام تفجرت , ولكن أختها أو اخيها " هديل أم هشام " ظلت صامتة لم تصرخ
و لم تنبس بكلمة , الكتمان الداخلي يقتل الشعور و يقتل الكلام فتظل كلاماتها و تأوهها عالقاً على معبر الفم
لا يخرج أبداً , ظل والدها صامتاً باهتاً و كأنه أحس بإحساس الأبوة لأول مرة !
هل ما تقعلونه سيعيدها إلى الحياة ! لم يبقى لديكم سوى الندم و البكاء ..
لقد غابت هاجرت فارقت ماتت , إنها ماتت , نعم ماتت , و الله إنها ماتت , الخبر الأكثر صدمة على الإطلاق
ماتت أم انتحرت ؟ هل هناك فرق في المسمى ! اوليست ميتة من الأساس ؟ ماذا أضفى الانتحار ؟
هل استعجلت القدر ؟ أم كان القدر يستعجلها ؟ أكان الانتحار علاجاً من الألم ؟ لكان انتحر الناس جميعاً
أخذت لعنة الانتحار تغوص في الشوارع و يتناقلها الناس بينهم الكل يتحدث و يفتي بما لا يصح
" يييي كافرة , مثواها النار , أبصر شو عاملة , ما تصلوا عليها , غبية و تافهة إلخ "
هاتوا جسد حنين لنغسله و نكفنه و نصلي عليه و نلقي عليه التراب ,
حضرت مغسِّلة الموتى إليهم و لما علمت بأنها منتحرة رفضت و قالت بقوة :
أعوذ بالله انا ما بغسل كفار و كذلك المغسلة الثانية فعلت و الثالثة كالسابقين ..
إلا أن أشفقت عليها خالتها فغسلتها و كفنتها و ألقوا بها إلى أكتاف الرجال إلى المسجد
فصلوا عليها صلاة الجنازة ثم حملوا جسدها البالغ 18 عاماً , و وضعوه في التراب على مهل
كشفوا عن وجهها البائس بلطف , ثم مررَّوا بلاطاتِ الوداع الازلي عليها برفق
ثم هالوا عليها التراب من كل حدب .. في وسط جمع من الناس
كانت " هديل / هشام " تداري دمعها إلا ان انفجرت
و بللت القبر بماء عيناها الذي فاض و لم نجد له نهاية , أنينها الداخلي أصبح مسموعاً بقوة ,
ثم بدأ هذا الانين يتوضح شيئاً فشيء , قالت و هي تغمغم قبل أن تفقد وعيها ..
إن أختي لم تمت بفعل الانتحار و إنما ماتت منذ زمن ..
و هذه حكايتي انتهتْ أو لربما عجزت كلماتي عن المقاومة ,
هذا من اوجع ما خطت يداي ..
شكراً لتحملكم القراءة



 توقيع : وتر

إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤

رد مع اقتباس
قديم 03-03-2017   #2


الصورة الرمزية نبض
نبض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 العمر : 32
 أخر زيارة : 03-20-2024 (10:04 PM)
 المشاركات : 216,380 [ + ]
 التقييم :  35989
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي



حكيت رأئي من شوي فيها وبرجع اقلك

بكيت جدا وانا بقرأها وتأثرت جدا

صياغتك وسردك ومفرداتك اكثر من روعة

مبدعة وجججدا بسمة

واسكنها الله فسيح جناته ي رب


 

رد مع اقتباس
قديم 03-04-2017   #3
أحــميــني مــن عيـنيكِ


الصورة الرمزية علاء فلسطين
علاء فلسطين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (10:11 AM)
 المشاركات : 4,624 [ + ]
 التقييم :  6825
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
مشهد أصبعك وهوَ في فَمك
يُذكرني بِ مَص قصب السكر
.
علاء فلسطين ونصف حرف
 اوسمتي
اجمل خاطرة 
لوني المفضل : red
افتراضي



لقد تجرعت حنين كل الوجع بكافة أنواعه

وتذوقت القسوه الوحشيه من الأهل وذلك من أكثر الشعور وجعاً

نصك نقل كل السواحل على مرافأ العذاب والوجع

كم انت جميله ومبدعه بهذه القصه

دُمتِ رقيقه


 
 توقيع : علاء فلسطين

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليسَ هُناك ما هو اعذب من أرض الوطن
.

علاء فلسطين

ونصف حرف



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تيلجرام
كتابات علاء النيص#علاء فلسطين
https://t.me/alaanees


رد مع اقتباس
قديم 03-04-2017   #4


الصورة الرمزية m0m3n
m0m3n غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Mar 2006
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (10:28 AM)
 المشاركات : 78,359 [ + ]
 التقييم :  9765
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
 اوسمتي
اججممممممل صصورهه 
لوني المفضل : Black
افتراضي



قصه جميلة رغم مابها
طويلة لكن رائعة
وقلمك مميز

كل التقدير لالك


 

رد مع اقتباس
قديم 03-04-2017   #5


الصورة الرمزية عهد
عهد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (09:02 PM)
 المشاركات : 5,344 [ + ]
 التقييم :  1814
 الدولهـ
Pakistan
 الجنس ~
Male
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
افتراضي



يسلموو يا مبدعة علي الكتابة

تحيتي


 

رد مع اقتباس
قديم 03-04-2017   #6


الصورة الرمزية وتر
وتر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 العمر : 26
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (09:24 PM)
 المشاركات : 208,403 [ + ]
 التقييم :  48866
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جميلةٌ أنتِ، كَخُلوةٍ نقيَّةٍ مع الله!
لوني المفضل : Black
افتراضي



اقتباس
 نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سقطّ سهواً
حكيت رأئي من شوي فيها وبرجع اقلك

بكيت جدا وانا بقرأها وتأثرت جدا

صياغتك وسردك ومفرداتك اكثر من روعة

مبدعة وجججدا بسمة

واسكنها الله فسيح جناته ي رب


يا رب

شكرا الك نبوضة


 
 توقيع : وتر

إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤


رد مع اقتباس
قديم 03-04-2017   #7


الصورة الرمزية وتر
وتر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 العمر : 26
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (09:24 PM)
 المشاركات : 208,403 [ + ]
 التقييم :  48866
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جميلةٌ أنتِ، كَخُلوةٍ نقيَّةٍ مع الله!
لوني المفضل : Black
افتراضي



اقتباس
 نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء فلسطين
لقد تجرعت حنين كل الوجع بكافة أنواعه

وتذوقت القسوه الوحشيه من الأهل وذلك من أكثر الشعور وجعاً

نصك نقل كل السواحل على مرافأ العذاب والوجع

كم انت جميله ومبدعه بهذه القصه

دُمتِ رقيقه

الرائع علاء , شكراً لكَ بحق


 
 توقيع : وتر

إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤


رد مع اقتباس
قديم 03-04-2017   #8


الصورة الرمزية وتر
وتر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 العمر : 26
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (09:24 PM)
 المشاركات : 208,403 [ + ]
 التقييم :  48866
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جميلةٌ أنتِ، كَخُلوةٍ نقيَّةٍ مع الله!
لوني المفضل : Black
افتراضي



اقتباس
 نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m0m3n
قصه جميلة رغم مابها
طويلة لكن رائعة
وقلمك مميز

كل التقدير لالك


شكرا لكَ و أكثر


 
 توقيع : وتر

إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤


رد مع اقتباس
قديم 03-04-2017   #9


الصورة الرمزية وتر
وتر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 العمر : 26
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (09:24 PM)
 المشاركات : 208,403 [ + ]
 التقييم :  48866
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جميلةٌ أنتِ، كَخُلوةٍ نقيَّةٍ مع الله!
لوني المفضل : Black
افتراضي



اقتباس
 نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عهد
يسلموو يا مبدعة علي الكتابة

تحيتي


شكرا لحضورك عهد


 
 توقيع : وتر

إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2017   #10


الصورة الرمزية قَدر !
قَدر ! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 العمر : 21
 أخر زيارة : 07-07-2017 (09:08 PM)
 المشاركات : 7,686 [ + ]
 التقييم :  3287
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
انتِ ضلمة ف وسط نور .. انتِ وردة ف أرض بور
لوني المفضل : Black
افتراضي



بجد بكيت وأنا بقرأها

ربنا يرحمها ويسكنها فسيح جناته

يمكن فعلآ مكانها مش ع الكوكب السئ دا

مكانها في السماا عند ربنا

مفرداتك جميلة وصياغتك اجمل

شكرا لإنك عرضتي القصة بجد


 
 توقيع : قَدر !

وحلفت انک لا تميل مع الهوي ، اين اليمين واين ما عاهدتني ! 💔✋


رد مع اقتباس
 
 
إضافة رد



جديد مواضيع قسم حصريات الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شراكة بين "دلفي" و"موبايل إي" لتطوير نظام قيادة ذاتية نبض عالم السيارات 11 12-04-2022 10:12 PM
"كيا" توفّر أنظمة "أندرويد أوتو" و"كار بلاي" لسياراتها القديمة2016 نبض عالم السيارات 15 12-04-2022 10:12 PM
[ بإستطآعتي تجآهلك كمآ يتجآهل آلبريطآنيون حرف " آلرآء " في كلمة " مآء " ] تجججميععي Barbie همس الصور 8 01-27-2017 02:17 PM
"فتح" تعلن أسماء "قتلة عرفات".. ومفاجأة كبرى تنتظر شخصية فلسطينية هاربة بالخارج! خَمْر أيلول الأخبار المحلية والعالمية 7 11-03-2016 09:35 PM
"تطوير الذات" | "تمرين سيغير حياتك للأفضل بمشيئة الله" | سورية وافتخر تطوير الذات 2 08-26-2016 04:13 AM


الساعة الآن 01:08 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.