10-01-2016
|
|
على ناصية الحب .. قصةة بقلمي " الجزء الاول " حصرية 2016
فنجان قهوة مر ، وقطعة شوكولاتة مرة ايضا ، كلاهما كاف بنظري لأن انسى ، جلست في شرفة غرفتي انظر للبحر ، أتامل السماء الخالية من النجوم الا ما ندر ، وانظر للقمر الذي كاد يتلاشي ، هي ليلة أشعر كأنها محبوسة الانفاس ، لا روح فيها ولا ضجة ولا حتى شغب ..
قمت واحضرت حاسوبي و عم المكان صوت فيروز ، حمقى أولئك الذين حكموا بأن فيروز لا تصلح الا للصباح ، فيروز تغني : " بعدك على بالي يا قمر الحلوين يا زهرة تشرين " ، وانا اخط حروف تفرغ شعوري ، لطالما اقتنعت بأن الكتابة ملجأ لإي حزن ، تهرب لها وتفرغ بها كل وجعك دون خوف ، فمن خانه الحرف يوما ! ومن خذله يوما ! هي ملاذ لكل شخص أراد أن يُلقي عبء قلبه ..
وكم أنهك قلبي ذاك الحب ، كم عاث بي وكم تهورت انا , انا التي لم أؤمن يوما بحب من النظرة الاولى, كنت أضحك على سهولة البدايات وأقل لكل رفيقاتي : " كل شي بدأ سهل سينتهي بسهولة " ، وقعت فريسة ضمن صيد مُحكم ، ونظرة واحدة كانت كفيلة لأن يقع القلب في شباك الحب .. !
بدأت القصة حين كُنت أزور احد رفيقاتي ... مها ، كانت مريضة ووجب عليا أن أزورها لأطمئن على حالها ، مها رفيقتي منذ عشر سنوات منذ اول سنة في للمرحلة الاعدادية ،قضيت معها ست سنوات دراسية بالمدرسة ، وفي الجامعة تفرقنا كل منا دخل جامعة مختلفة ، هي درست العلوم المالية ، وانا تخصصت في مجال الصحافة الذي كان يشبع فضولي الكتابي والابداعي ، ورغم كل ذاك لم ينقطع التواصل بيننا ابدا ، كنا نلتقي في اغلب الايام ، وفي هذه الفترة هي مريضة ، لذا خصصت اليوم لأن أزورها ، اشتريت باقة ورد بعد انتهاء دوامي الجامعي كنت في بداية المستوى الثانٍ ، وتوجهت لزيارتها وانا متشوقة لأن أراها ، وصلت بيتها واستقبلتني امها برحابة صدر وحضن دافئ، دخلت غرفتها ومازحتها " شو خلص بدنا نخفف من مهرك حرام نخدع الناس " ردت بضحكة عذبة تشبهها ، مها كانت انسانة رقيقة جدا ، ضممتها وتبادلنا الحديث والضحكات ، وجاء موعد رحيلي ، ودعتها وتمنيت لها السلامة وخرجت فإذا بالجرس يقرع ، فاذا بعمتها وابنها جاؤوا لزيارتها ، سلمت سلام عابر , ولكن تلاقي عيناي وعيناه لم يكن عابرا ابدا ، وليته كان عابر , حين تلاقت العيون شعرت برجفة سرت بي كأنها كهرباء ، فخرجت مسرعة مضطربة الخطى ، عدت للمنزل وانا انفض تلك النظرة وذاك الشعور من عقلي ، نمت بعد طول أرق وحتى في نومي لاحقتني تلك النظرة الوحيدة !
استيقظت على صوت المنبه ، تبا لم أنم جيدا كم وودت لو كسرته حينها ، قمت من الفراش مكسره الجسد يعتريني الكسل والخمول ، كيف تجهزت للخروج يومها لا اعلم حقا ! شعرت كاني كنت بحرب مع كل شي ، لم اشعر بملل في تاريخ حياتي الدراسية كاليوم ، شعرت أن هذا اليوم مر كسنة ، قبل انتهاء اخر محاضرة بدقائق رن الهاتف معلنا عن رسالة جديدة ، كانت من مها " مطولة لتخلصي دوامك ! " رددت بإقتضاب " عشر دقايق وبخلص" … جاءني الرد بعد ثواني " بنستناكي على الباب ما تطولي " .. من شدة الارهاق لم انتبه لصيغة الجمع في كلامها .. خرجت متلهفة للقاء سريري بعد انتهاء المحاضرة ، وعند وصولي بوابة الجامعة دارت عيناي تبحث عن اثر مها ، فجأة سمعت صوت من خلفي " ديالا احنا هنا " ، لم يكن صوت مها كان نفس الصوت , صوته ! التفت وجدته والتقت العينان مرة اخرى , هذه المرة طال اللقاء لدقيقة واكثر ، قبل أن ينتشلني من وقع الدهشة قائلا : " جيت اخد مها عشانها تعبانة فحكت الي انها متعودة تروح معك "
" اه صح " كان هذا ردي الذي اعتراه حينها شعور الدهشة ممزوج بالفرح بنكهة الاستغراب، استغراب صدف القدر هذا أن كانت صدف!
جلست في الكرسي الخلفي لمكان السائق اي خلفه تماما ، لمَا لستُ أعي ! طول الطريق مها تتحدث وهو وانا كالحمقاء كنت ، واعلل ذاك بتعبي ، وفي الحقيقه كان السبب الاساسي صدمتي بلقاء عيناه مرة ثانية .. وصلت منزلي وودعتهم وصعدت لغرفتي ، القيت نفسي على السرير ، وسرحت في عيناه ، عيناه عيناه لطالما أمنت بلغة العيون ، واصدق انها اصدق من لغة اللسان ، العيون لا تكذب ابدا .
عيناه فيهما براءة الاطفال و خجل النساء وقوة الرجال، عيناه توحي بإنه شخص حنون يبغض القسوة نقي صادق .
نمت وانا افكر بعيناه ، وحين استيقظت فتحت جهازي المحمول على كسل وفتحت حسابي الفيسوبكي على ملل ، وجدت كم طلب صداقة كالمعتاد ،. والتي ارفضها كما المعتاد ايضا ،تصفحت الاسماء وتحجرت عيناي على اسم واحد " ادم محمد " ضغطت ودخلت صفحته نعم هو نفسه ، ترددت كثيرا بأن اقبل ، اغلقت الجهاز وانا ارجف لست أعي أكانت الرجفة خوفا ام فرحا ام ما بين الخوف والفرح !!
بعد ساعات من عصف ذهني قبلت الاضافة ، وكانت الإشارة عند اسمه خضراء ، شي ما في القلب نبض كانه لأول مرة ينبض ، تسارع نبضه كانه طفل حديث الولادة ، قطع كل هذا رنة توحي برسالة جديدة " مرحبا ديالا "وكانت هذه بداية النهاية ... !
طال الحديث يومها بيني وبينه لساعات طويلة من الليل ، تحدثنا عن اشياء كثيرة تتعلق بحياتنا ، تطرقنا بتفاصيل كثيرة ، واذكر حينها اني صليت الفجر حاضرا ونمت ، حتى استيقظ على صوت امي " ديالا راح تتاخري على جامعتك " لانظر للساعة فأراها التاسعة الا ثلث اي باقٍ ثلث ساعة للمحاضرة فقط ، قمت ولا أعي كيف اصبحت في قلب القاعة الساعة تسعة وخمس دقائق ، ولا انسى للآن كلام الاستاذ لي ، لقد كنت معتادة على النظام ولكن كل ذاك ذهب هباء ، بدأت حياتي تتجه نحو منحدر شديد التهور ، باتت حياتي غير منتظمة ، واتغيب عن المحاضرات لابقى احادثه ، وان حضرت المحاضرات ذهني يدور حول ادم !!
لا زلت اذكر جيدا كيف كانت درجاتي الجامعية في ذاك الفصل سيئة جدا ، وكانت صدمة لامي وابي وحتى اساتذي الذين اعتادوا كلهم على ديالا المميزة ، بررت ذاك بتعب جسدي وارهاق واحباط ، صدقوا وان بدا عليهم العكس ومر الفصل بكل احداثه كدرس لي ، وجاءت الاجازه الفصلية ، قل لقائي بأدم الذي كان ينتظري اغلب الوقت امام الجامعة ، وكان امر متعب لي وجدا ، فانا من تلك النوعية التي أن اعتادت شي اوجعها غيابه ، بدات حالتي الصحية تسوء على اثر تتهور صحتي النفسية ، امي ظنت أن كل ما بي كان سببه تأثري بعلاماتي السيئة ، وليتك يا امي حينها وعيتي الحقيقة ، ان طفلتك قد وقعت في فخ الحب ، اه يا امي كم كنت احتاجك حينها ، لحضنك و نصيحتك التي ضعت بدونها ...
ولا زلت اذكر جيدا تلك الصدمة التي قتلت اخر ما بي ، كان يومها السادس من ايار وكنت وامي ذاهبين لموعد مع الدكتور ، وحين كنت بالسيارة انا وامي ، لمحت وجهه الذي اشتقت لأن المسه بيداي ، لمحته نعم ولكنه لم يكن لوحده كانت هناك انثى اخرى بجواره ، انثى تضحك رأسها على كتفه ويضحكان ، اي صدفة هذه الذي القت بي من قاع هاوية الشوق الي قاع هاوية الغدر !!
حينها لست اذكر غير اني صحوت وحولي اهلي، وحسب ما فهمت اني تعرضت لانهيار عصبي شديد ، واني أحتاج لرعاية صحية ومحاليل بفعل تدهور صحتي ، اذكر إني بقيت اسبوع كامل بالمشفي ، اصارع ذبحة الحب ، وكم ذرفت الدموع حينها ، مرت بي أيام بعد خروجي من المشفى كانت جدا صعبة ، اغلقت حسابي الفيسوبكي ، وغيرت رقم هاتفي ، وبدأت حياة جديدة ،حياتي التي كانت قبل ذاك الخائن ، تغيرت نظرتي نحو كل الرجال ، وبت لا اثق بأحد ولا اصدق احد ، عدت تلك الفتاة المجتهدة الناجحة ذات التحصيل الدراسي المرتفع ، لا انكر شعور الندم الذي كان ينتابني في كل حين على تصديقي له ، مرت سنوات الدراسة مسرعة ، مرت بهدوء تام ، خالية من اي عاصفة حب هوجاء ..
لها جزء ثاني وثالث وربما رابع قيد الكتابةة
|