اقتباسات درويشية

تعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً، تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا، تعالى تعالى، ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفة

يقول المحبُّ المجرِّبُ في سرِّه: هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ، فتسمعه العاشقةْ وتقول: هو الحبّ، يأتي ويذهبُ كالبرق والصاعقة

الغائبان: أنا وأنتِ أَنا وأنتِ الغائبانْ

كُنْتُ أَمْشي إلى الذّات في الآخرين، وها أنذا أَخْسرُ الذاتَ والآخرينَ!

تركتُ لنفسها نفسي التي امتلأت بحاضرها وأفرغني الرحيلُ

كلما طال الطريق تجدَّد المعنى وصرتُ اُثنين في هذا الطريق: أَنا، وغيري

سلام على العصفور العائد من بلاد الشمس إلى نافذتي في المنفى، أخبرني أيها العصفور عن حال أهلي وأجدادي

من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً من الموت حبّاً ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً لأدخل في التجربةْ

وحيداً أصنعُ القهوة وحيداً أشربُ القهوة
فأخسر من حياتي.. أخسر النشوة
القهوة لا تُشرب على عجلٍ
القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى على مهلٍ
القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة
القهوة تأمّلٌ وتغلغل في النفس وفي الذاكرة
القهوة هي هذا الصمت الصباحي الباكر
هي الوحيدة التي تقف فيه وحدك
مع ماء تختاره بكسل وعزلة
وفي ‏سلام مبتكر مع النفس والأشياء،
والقهوة هي مفتاح النهار وأوله:‏
هي أن تصنعها بيديك لا أن تأتيك على طبق
لأن حامل الطبق هو حامل الكلام
والقهوة الأولى يفسدها الكلام ‏الأول
لأنها عذراء الصباح الصامت المتناهي
للقهوةِ مفعولُ السحرِ في أصلاح الذاكرة
القهوة كالحب قليلٌ منه لا يَروي وكثيرٌ منه لا يُشبِع
والقهوةُ ذكريات ..
ذكرياتِ من شربوها معنا في مكانِ ما مشبعٍ بالحنين.
#محمود_درويش

لم ينتظر أَحداً،
ولم يشعر بنقصٍ في الوجودِ،
أمامه نَهْرٌ رماديٌّ كمعطفه،
ونُورُ الشمس يملأ قلبَهُ بالصَّحْوِ
والأشجارُ عاليةٌ /
ولم يشعر بنقصٍ في المكانِ،
المقعدُ الخشبيٌّ، قهوتُهُ، وكأسُ الماءِ
والغرباءُ، والأشياءُ في المقهى
كما هِيَ،
والجرائدُ ذاتُها: أَخبارُ أمسِ، وعالمٌ
يطفو على القتلى كعادتِهِ /
ولم يَشْعُرْ بحاجتِهِ إلى أَملٍ ليؤنَسهُ
كأنْ يخضوضرَ المجهول في الصحراءِ
أو يشتاقَ ذئبٌ ما إلى جيتارةٍ،
لم ينتظر شيئاً، ولا حتى مفاجأةً،
فلن يَقْوَى على التكرار... أعرفُ
آخر المشوار مُنْذُ الخطوة الأولى -
يقول لنفسه - لم أَبتعِدْ عن عالمٍ،
لم أقتربْ من عالمٍ
لم ينتظر أَحداً.. ولم يشعر بنقصٍ
في مشاعره. فما زال الخريفُ مضيفَهُ الملكيَّ،
يُغْريهِ بموسيقى تعيد إليه عصر النهضة
الذهبي ... والشعرَ المُقَفى بالكواكب والمدى

لم ينتظر أَحداً أمام النهر /
في اللا إنتظار أُصاهر الدوريَّ
في اللا إنتظار أكون نهراً - قال -
لا أَقسو على نفسي، ولا
أَقسو على أحدٍ،
وأنجو من سؤال فادحٍ:
ماذا تريد
ماذا تريد؟
#محمود_درويش