12-24-2016
|
|
|
يوميآتي .. ، فتآة عَرجت نَحو الهَآويةة ..، /
انظروا دون فلسفة كثيرة انتم تقرأون لشخصية معتوهة ، بمعني لا تمتلك من اتزان الامور شيئا ، وبمعنى اكبر لا تفقه كيف تتصرف بشكل صحيح في المواقف التي قابلتها في حياتها والتي سوف تقابلها !
انتم تقرأون لشخصية مزاجية تمر بألف حال خلال ثانية ، تصنع شخصيات خيالية ، تحاكيها وتقص عليها الحكايات ، والادهى من ذاك ألجا اليها بكل مساء وأعتبرها بئري العميق الذي اخفي فيه الاسرار .
ويا ليتكم تفقهون ايضا امرا ، انا شخصية معجونة بالجنون كثيرا ، بمعنى رغم سنوات عمري الخمس والعشرون الا ان تصرفاتي تبدو تصرفات طفلة في الخامسة من عمرها ، ولست اعي هل حين ابلغ السبعين سأكون بذات الحال !، على العموم لست استغرب ان كان كذلك الحال !
بين جميع من يعرفني عرفت دوما بالطفلة العنيدة ذات الألف مزاج ، لربما الجميع حولي كان يهاب الاقتراب مني ، حتى انا كنت ولا زلت اعاني الملل في العلاقات ، اي انني لا اقوى ان ابقى مع ذات البشر لفترة طويلة ، وكم اكره الحب والاهتمام ، اشعر بإني بلهاء حين يقل لي احد احبك سواء أكان ذكر او أنثى ، اني اكره الامتداد في العلاقات ، اني شخصية يخنقها الارتباط ، ولست ادرك كيف اني حتى الان احيا وسط اهلي ، ربما هي رهبة العادات لا اكثر !
لا اشعر ابدا اني قادرة على ان اشكل اسرة ، او اكون شخص مسؤول عن غيره ، انا بالكاد مسؤولة عن ذاتي ، فكيف بأخرون ! حتى لو بلغت الستون ، سأبقى اكره الارتباط بالاشخاص والاماكن !
ولربما سيدهشكم اكثر لو علمتم اني لو شعرت بشغف تجاه شخص او شيء ادرك تماما حينها اني سوف اكرهه تماما بعد حين !
كنت اقولها دوما ولا زلت اقول : " انا غير صالحة للأرتباط لا الان ولا ابدا ! "
أستغرب كيف يظنون ان احد كأنا بتكويني الفسيولوجي المعقد قادر على التواصل والاتصال ! انا اعي جيدا اني اتخذ الرحيل دوما ابسط واسهل الطرق حين تضيق بي الحياة ، وكيف حين ارتبط وانجب ارحل عن جزء مني ! ، انا لست مستعدة ان اجبر في موقف ما ان ابقى لأجل شيء وكل ما بي يرفض البقاء ، انا لست ضعيفة ابدا ككل النساء اللواتي اجبرن ، انا اقوى من ان يجبرني شيء ان اتنازل !
ارفض دوما ان اتحمل المسؤولية ودوما اهرب منها ، تتساءل امي دوما عن سبب عزلتي ،عن جلوسي الدائم في سريري ، وتنسى دوما اني حين اتكلم تقل لي كل مرة : " أصبتني بالصداع كفى " ، دوما كانت تقتل الروح بي ، لا انكر انها عانت كثيرا لاجلي ولإجل اخوتي ، انها كانت معي بأشد المواقف صعوبة ، لكنها للأسف لم تفهمني يوما ، كغيرها ممن حولي لم يفهمني احد ابدا ، كيف اوجع نفسي اكثر ، انا اعي جيدا اني حين اختلط بالبشر سأبكي سأجرح ، لانه ببساطة انا اتعامل بسجيتي التي خلقني الله عليها ، لا اجيد التمثيل ، ولا ارتداء قناع لا يمثلني ، اقول كل شي يجول بفكري دون ان افكر ، اقحم نفسي بمواقف لا احسد عليها ، ولكم تمنيت لو تشق الارض فتبتلعني ، فلا اكن واكن نسيا منسيا !
انا لا اجيد الحب تماما كما لا اجيد الكره، انا سهلة الكسر هشة جدا ، تبعثرني اتفه الامور وتلم شتاتي ابسطها ، أليس هذا بتناقض !
ادركت مع الايام اني شخصية لا تستحق الحب ، لاني حقا لا اجيده ، ولأني اؤمن بان لا احد يقترب مني سيصمم على البقاء معي ، كنت ادرك ان كل من سيقترب مني سيبتعد من تلقاء ذاته ، فمن يرمي بنفسه نحو الجحيم ، ومن يبيع راحته مقابل وجع ! نعم انا وجع لكل شخص يقترب مني ، لا احد يستطع ان يحتمل قربي ، بجنوني ومزاجيتي ، ان كنت انا اكره نفسي فمن ذا الذي سيحبني بكل حالاتي !
ان تدرك ذاتك وان تقف على نقاط ضعفك امر تستحق ان تحسد عليه ، ثم اياك ان تنتظر ان يتقبلك احد بكل ما فيك ، كلنا عيوب نعم لكن اكثرنا لا يرى الا عيوب غيره متغافلا عن عيوبه هذه هي الحقيقة !
أؤمن جدا بأن لحظات الغضب تقال فيها الحقيقة خالصة ، ولكم اوجعتني حقيقة الكثير حولي ، اذكر جيدا ولا انسى كم ان لحظات غضبي كشفت لي الكثير مما حولي ، يا الله كم سقطت اقنعة كان يرتديها أناس ظننتها الاقرب لي ، بعدها لم أثق كثيرا بإي شخص وان ضحكت بوجه الكثيرين !
تمر عليك لحظات تحتاج فيها ان تكون وحدك ، تراجع نفسك وتضبط شعورك حتى لا تندفع نحو هاوية تسقطك في مكان لن تستطيع ان تنهض منه ابدا ، وعلينا ان نعي امرا ان ليس كل شيء يبدو لنا جميل سيكن كذلك !
حين اذكر سنين حياتي الخمس والعشرين تنتابني الاف الاحاسيس معجونة مع بعضها لا ادرك إيها الذي يتملكني حقا !
اتصفحها بهدوء ، بدمع متناثر واهات مكتومة ، اشياء كثيرة سقطت مني وانا في طريقي لأن أكبر ، اشياء لم تتشبث بي جيدا ، وتخلت عني رويدا رويدا ، بداية خسرت حقي ان امشي حافية القدمان دون عقاب ، ان العب في شارع الحارة ، وان تضمني امي حين ابكي ، انا حقا لا اذكر اخر مرة ضمتني فيها امي ! أكانت قبل اثنان وعشرين سنة او اكثر ! ،دعوني من ذاك اني اتذكر اكثر حين ضمتني خالتي في احد ايام الحرب حين سقطت في موجة بكاء ، يا الله كم اتمنى ان تعود الحرب فاشعر ذات الشعور حين ضمتني .
اذكر كيف كبرت بعيدة عن الجميع منعزلة ، ابقيت الطفلة ذات الاعوام الخمس بي ، عاهدتها بالله الا تكبر وكم كانت وفية معي ولم تخلف العهد على الهامش احبها كثيرا .، طفولتي لا تحوي اشياء كثيرة اتذكرها ، سواء غيرتي من اخي الذي جاء بعدي أكان يجب ان يأتي ! كنت أريد ان اكون وحدي طفلة والدي ، لربما حينها فرغت لي امي وضمتني بكل مساء ، أليس كذلك !
معلمة الرياضيات التي درستني بالاعدادية ، قابلتها بالمدرسة التي اصبحت احدى معلماتها بعد تلك السنين ، كانت مثلما تركتها رقيقة الحس ، عذبة اللسان ، كم أحبها رغم كرهي للرياضيات ، حين رأتني قالت للجميع : " هذه طالبتي الخجولة الهادئة التي تحمر من ابسط الكلمات " ، حينها حقا احمرت وجنتاي ، اعادتني لإيام المدرسة ، حقا كنت طالبة خجولة هادئة قليلة التواصل ، لم أكن تلك العبقرية لكني كنت مجتهدة ومثابرة و ذات تحصيل جميل ، أبكي حين تضيع مني درجة ، على الهامش تضحكني تلك الايام جدا ، كم اتمنى لو اعود لها فيكن اكبر همي اني انقصت درجة بإختبار ، او لم اجيب بشكل مثالي على سؤال .
تمر الايام بنا مسرعة لدرجة اننا لا ندرك من نحن ، تراك تتغير دون ان تشعر ، كل ما تمر به يغير بك شيء دون ان تعي ، ان الحياة تضعنا احيانا في مواقف نجبر فيها ان نختار ، وفي اكثر الاحيان يكون الاختيار شديد القسوة ، اذكر جيدا ذاك اليوم ، لا اعي ابدا حتى الان كيف تخليت ، كيف مضيت دون ان التفت ! ، ولكني اعاني حتى الان كيف ان سمحت لعقلي ان ينتصر على قلبي .
لست تدرك حجم خسارتك الا بمرور الايام ، تمضي بك وتصفعك بالحنين ، وتبقى تحوم حولك اشباح الماضي ، ولو نظرت لجسدك لرأيته قد تورد من كثر الاوجاع ، غرباء نحن حين نعشق الوجع ونتعمق فيه ، ونقسم ان ننسى رغم اليقين بداخلنا اننا لن ننسى ، كأننا نعاهد انفسنا على الذكرى ، وكأنها العنقاء تنهض كلما ماتت .
ان اغرب شعور ينتابك حين تقذفك الحياة في صدفة حمقاء ، حينها لا تعلم هل تقل لهم مرحبا ام تقل لنفسك انهم غرباء وتمضي ، عموما ارتكبت الخيار الثاني حين تورطت بتلك الصدفة ، مضيت مسروعة متغافلة عن اسمي الذي تكرر لمرات ! ، كيف تغلب الكبرياء على شوق الليالي ، وكيف منعت ماء العينان ، أكنت قوية ام أدعيت القوة ، على كل حال أظن ان الاصح أنني ادعيت ، فقد غرقت وسادتي ليلا بدموع الندم !
يقولون ان الانسان حين ينام يحلم دوما بما يشغل باله ، فلما احلامي فقيرة بك ! ، ولما انت شح الحضور ، ما ابخلك حلما وواقعا ، وما اشد حماقتي حين ابكي انك لم تزر منامي ، استغرب نفسي كيف احبك وامنعك ان تقترب ، كيف اشتاقك واهرب منك ، يقولون الحب معركة يا عزيزي وانا خسرتها منذ اول جولة ، منذ اول كلمة نطقتها شفتاك ، ورغم ذاك خبئت خسارتي ، اخبرتك بكل كذب صريح انني لا احبك وانك لا تعنيني ، جعلتك ترحل رغم بعثرة احساسي ، فعذرا منك انت لا تناسب عائلتي !
عائلتي يا انتم ! تلك المتلفحة برداء من كبرياء ، ترفض كل شيء يمسها ، بمعنى ليس كل البشر بنظرها سواء ، ويا ليت الحكم يطلق حسب الاخلاق ، بل حسب الجاه والمال والنسب ، وكل ما دون ذاك بنظرهم لا يستحق ، اوجعونا كثيرا بتلك المعتقدات ، جعلوني اهاب الاقتراب ، ارفض العلاقات ، اسال عن الاسم ثلاثي قبل التعارف ، ان تولد وسط اسرة معتدة بنسبها عبء يضاف لاعباء الحياة ، فذاك مهاجر لا يلاءم وذاك فلاح وذاك ليس من اهل الجاه ، فحصرت علاقاتي ببضعة اشخاص لا اتلائم معهم ، اكره التعقيد والغرور رغم ان البعض يقول عني مغرورة ! ربما هي انعكاس اسم العائلة العريق !
|