كُل سَاقٍ سَيُسقى بِما سَقى .. - منتديات قلب فلسطين
 
آخر 10 مواضيع
ا المداومة على سورة البقرة لا تغيرك أنت فقط بل تغير حتى من حولك
الكاتـب : -
طالما نيّة الانسان نظيفة رأي أي حدا فيه حر .. 🌾🩷
الكاتـب : -
علاج_وجـ.ـع #الركبة
الكاتـب : -
المسح في الإسلام
الكاتـب : -
القضا فى الإسلام
الكاتـب : -
ثمرة التأخُّر
الكاتـب : -
أفتوا قتيلًا
الكاتـب : -
سبب ينهي العلا.قة مهما كانت قوية🥺💔
الكاتـب : -
مع أو ضد
الكاتـب : -
راح يجي يوم
الكاتـب : -


 
 
العودة   منتديات قلب فلسطين > الأقــســـام الــعـــامــة > حصريات الأعضاء
 
 

حصريات الأعضاء قسم خاص بالمواضيع الحصريه"الغير منقوله"

 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
#1  
قديم 07-31-2019
غُربة غير متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]
لًوُ أنْ ذَلكَ الجَوُآدُ هُنآ لمآ لَفتً نَظرِيْ حِمآر !
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 486
 تاريخ التسجيل : Jan 2017
 فترة الأقامة : 3260 يوم
 أخر زيارة : 09-03-2025 (03:41 AM)
 العمر : 25
 المشاركات : 7,715 [ + ]
 التقييم : 1738
 معدل التقييم : غُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant futureغُربة has a brilliant future
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كُل سَاقٍ سَيُسقى بِما سَقى ..



الساعة الرابعة وأحد عشرة دقيقة ، أفقتُ من النوم لا أدري لِمَ ، ربما كان من المقدر لي يومها أن أعرف بأن ذنوب المرء تدور ثم تلقى في جوفه للأبد ، زوجتي الوجه الأجمل على الإطلاق نائمة ، تشبه الأميرات في نومها ، ذلك النوع من الأميرات الذي يكون من المدهش ارتباطهم برجل مثلي !
وقفتُ في " بلكون " غرفتي أنظر إلى اللاشيء ، الأشخاص الذين لم يمروا إلا في خاطري لحظتها، تُرى ما الخيار الأشد قسوة الذي يدفع أحدهم للسهر حتى الرابعة فجراً ؟ فِي كل الأحوال لا يكون الأمر مُلتصقاً بالفرح حتى إن كان عاشقاً ، العشاق يوماً ما سيلعنون أنفسهم ألف مرة على كل لحظة أهدروها في إرهاق هذه الجفون مقابل نحفة من الحب، كُنت أدخن سيجارتي وأنا في أشد حالاتي نشوة ، كأنني أقوم بالقذف لا التدخين ، أنفخ فيها كل اشمئزازي من الدنيا، أنا مؤمن تماماً بأن النساء يشبهن في طبعن السجائر ، السجائر التي تدفع المرء منا إلى الإدمان بعد قليلاً من الوقت لكنه ما إن قرر الانسحاب لا يعيبه أبداً أن يدوس عليها بقدمه ويرحل ، نحن معشر الرجال الآخذين دائماً للقرارات ، لا شيء يوقفنا حتى لو اشتعلت في وجهونا كل سجائر الأرض !
ألقيت بالسيجارة وأنا لم أنهيها بعد لكنني أحببت أن أعطيها فرصة الحياة لثوان وكأنها سيجارة حرة .. خرجت من غرفتي لغسل فمي من هذا الطعم المتعفن ، وهنا .. رأيتُ الأمر الذي دفعني للعبور في خاطر كاتب هذه القصة ليكتبني !
تبكي .. لا لم تكن تبكي ، كانت تنطفئ ، هل يمكن للنور الوحيد في حياة الإنسان أن يبهت دفعة واحدة ؟!
ابنتي واسمها " هديل " ، بالمناسبة هديل السيجارة الوحيدة التي لم تشتعل بعد والتي لم أتمنى يوماً أن أرى بخار رجل يتصاعد منها..!
كانت هديل جميلة بطريقة تجعل الحلاوة تغار منها ، كثيرة الضحك بطريقة مفرطة ، في ثغرها أمر لا يمكنني شرحه أبداً لكني أشعر به كما لم أشعر بأي شيء آخر من قبل، تضحك بطريقة لذيذة ومستفزة تدفعني كل مرة لتقبيلها ألف مرة ، ربما كنت الأب الوحيد الذي أحب أبنته حب الأمهات !
كان بكائها يركلني، يهزّ بيّ كل الأشياء النائمة من سنين ، يعز على المرء أن يرى أطهر أشيائه حزينة أحياناً ، وضعتُ يداي على الباب وأنا أرتعش ، جسدي يقشعر كل ما أشجهت باكية، " لِم تبكي يا حبيبتي ؟ " هل تدرك شعور المرأة كثيرة الضحك والشغب حينما تقرر أن تقضي ليلتها في البكاء ؟ هل يمكنك التخمين كم كان الحزن هائلاً وقتها ، أريد أن أدخل ، أن أكسر كل حوائط العالم كي لا تسقط قطرة واحد من وجنتيها ، أريد أن ألصقها في صدري المصاب بالذبحة لكثيرة تدخين السجائر ، لكني لا أستطيع، هناك شيء يمنعني، لا يمكنني النظر في عينيها ، أحياناً يفضل الأباء والأمهات ألا يفتحوا غرف أبنائهم كي لا يكونوا مضطرين لفتح كل الغرف الأخرى والوصول لأطفالهم ، الطريق مرهق جداً ، مرهق جداً على رجل في عمري !
أنا أشبه هديل بملامح الحزن ، نحن نبكي بنفس النهج والانكسار ، نتبع نفس الطريقة في الضياع، الفرق الوحيد مكان ممارسة هذا الحزن ، كنت أفعل هذا وأنا في أحضان العابثات بينما هديل تفعل هذا بين يدي الله !
فتحتُ الباب ، لا يمكنني الانتظار ، الصوت يأكل قلبي ، نظرتُ إليها ، رغم أن كاتبي مزق الورقة إلا أنني ظللتُ أذكر المشهد ، أكثر المشاهد سخافة وتعب في كل الكتب ، تنظر إلى ابنتك وهي في أكثر حالاتها ضعفاً ، هذه النطفة أنت من قرر الإتيان بها إلى هنا من البداية ، سألتها بطريقة لا تخلو منها الدهشة .. " شو فيه يا بابا ؟ "
ورغم أني توقعت ملايين من القصص التي يمكن أن تدور بين أب وابنته ، لكني لم أبلي بلاء حسناً في معرفة ردة فعل صغيرتي نحوي ، أني مبتلي بعينيها ، أعاني من خوفها ، تحزن هي فأبكي أنا ، لا أدري لِم فضّلت هديل حضني عن سجادة الصلاة، الأطفال كثيراً ما يتعاملون مع أبائهم على أنهم أطهر من الجنة ، وكانت هديل من نوع الإناث ذلك ، اللواتي يعشن طوال حياتهن ليقولن " فعل أبي كذا وكذا " ..
ارتمت كلها بين يداي وبكت بكاء الفاقدين ، نوع البكاء الذي يبكيه المرء حينما يظل طيلة عمره مُنتظراً لرسالة ما ثم يجد كاتبها قد مات منذ سنين، بكت كالأطفال، أطفال فلسطين تحديداً ، حينما يبكي المرء خوفاً فأنه أشد قسوة ألف مرة من بكائه حزناً ، تبكي كما لو أن صاروخ ما اخترق سطح غرفتها وقلبي ، لا يمكنني إيقافها ، تبكي بطريقة كافية لأن تكون في موازنة مع بكاء كل النساء اللواتي عبرن في حياتي ..!
ترتعش بين يداي ثم هبت بعيداً عني ، كانت ترتجف وتبتعد ، إحاول إحداث حب بيننا لكني لا أجيد فعل هذا ، حتى تكورت في زواية الغرفة وجلست ، لا تكف عن الارتعاش والبكاء وتسأل حتى لحظتي هذه لا أدري لمن كانت توجه السؤال لكنها ظلت تكرره لكل الرجال حولنا في الغرفة الذين لم يكن يراهم أحداً غيرها ..
" ليش هيك صار ؟! "
حاولت التبرير ، أنا أحاول أن أدافع عن شخص لا أعرفه ، لكنني مضطر لذلك ، لازال أثر كلماتها ترن في أذني ، حاولت أن أحفظ كل كلماتها كي أستطيع إخبارهم لكاتبي كي يوصلها لكم إن حدث وماتت هديل ..!
" أنا خايفة منك يا بابا .. خايفة منكم كلكم " !
كلنا ؟!
من نحن؟!
هل أنا حزين ؟ هل أنا خائف لأن ابنتي تخاف مني !
ظلت تبكي وظللتُ متكور عند حافة السرير لا أجيد فعل شيء سوى التحديق في عينيها ، أريد أن أحفظ هذه الملامح جيداً، هذه النظرة تحمل ملايين من الحكايات التي يجب أن ترى النور في الكتب ، تلك الكتب التي تُكتب لكيلا تصل إلى مراتب الأدب العالمي ، بل تُكتب مع أمنيات كتابها للوصول إلى الوجع العالمي ، أريد أن أبث هذه النظرة في كل دواوين الشعر وحكايات الأطفال ، ثمة أشياء يراها المرء مرة واحدة في حياته تستحق أن يبقى طيلة العمر مذهولاً منها، ثمة شخص خان هديل ، قال بأنها قلبه ورحل ، كما كُنت أحلف ألف مرة قبل ذاك لحبيبتي أنها قلبي ، هل كان يحلف بنفس نظرتي؟ أم أنه ابتكر مشهداً جديداً لم يُدرس في كتب التاريخ !
شخص ما قام بإشعال السيجارة الوحيدة الذي ظللتُ محتفظاً بها باردة، كُنت أشعر حينها بذات الشعر حينما يلقي بك المرء الذي حلفت للعالم أسره أنه يسندك ، هل لله يد في ذلك ؟ هل ستقوم ابنة هديل بخيانة رجل ما ، هل يجازي الله الناس بطريقة أسرع من عبورهم إلى الصراط المستقيم ؟ هل كنت طوال هذا الوقت لاشيء بالنسبة لله ؟!

خرجتُ من الغرفة ، أقفلتُ الباب ، كان نوم هديل يعني لي نوم الماضي في نفس المكان الذي ظل نائماً به ملايين من السنين، عُدت إلى سريري ، أقفلت عيناي في قلب زوجتي وبكيت بكاء النادمين ونسيت أن أقول بأن هذا النوع الثالث من البكاء هو الأشد حزناً على الإطلاق ّ!



 توقيع : غُربة

قَلبك أنكرنا ، نحنُ اللذين مَضينا أيامنا نتباهى كم كُنا نعرفه .

رد مع اقتباس
 
 
 



جديد مواضيع قسم حصريات الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:30 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.