سيكتبُ التاريخ !

سيكتب_التاريخ
:
في وطني فقط خريج لا يجد عملا ولا مهرا ولا عروسا ولا اسرة ولا راتبا ولا بديلا ولا تطوعا ولا بطالة ولا سفرا ولا هجرة ولا تهريبا ولا معبرا ولا تنسيقا ولا طلقة حتى ينتحر فيها بسرعة الا شنقا او حرقا عذابا دنيويا واخرويا فيا حسرتاه

في وطني فقط ابن قيادي يركب الجيب ويولي هاربا من شوارع الفقراء..
محدث نعمة مغتني فجأة لا يشبع يحاول رواء ظمئه السابق فيزداد جوعا على جوع لا يهنأ ولا يفتك..

في وطني فقط تربى جيلا كاملا لا يعرف الكهرباء الا مقطوعة.. جيل بطاريات وليدات وشواحن محمولة.. ومحلات ومتاجر ذات مواتير كواتم ومزعجة وابخرة مكلفة ووقود لها يأكل الربح اولا بأول..

في وطني مشاريع وشقق ووظائف ومناقصات وواسطات واعمال واموال وقوافل وابتسامات ومساعدات وكابونات للبيع في الاسواق مكتوب عليها ليس للبيع ..

في وطني تستأجر الثلاجات لجمعيات أضاحي الاضحى ثم تتلف فترمى فلا يأكلها لا قط ولا حتى كلب ولا يقربها طير جارح ولا قارض يفتك بها دود الارض الذي سيأكل لحم وجوه سارقيها..

في وطني بحر ممنوع السباحة ملوث بعوادم سيفونات القادة وجندهم وشعبهم يبكي على سيمفونية البحر المحروم من معانقة السابحين المعتادين ومحروم من استراحات بسبب غلاء اجرة وانفضاض الناس وانقضاض البعوض وروائح محرمة ومكروهة

في وطني فقط بسطات شتى الانواع بسطات للمحامين والمهندسين والمدرسين والجغرافيين تباع فيها القهوة والذرة مسلوقة ومشوية ومحشية داخل ورق عقد طابو مزور او درس خصوصي قديم لم يقبض ثمنه مدرس يتيم ...

في وطني كل شيء للبيع مبدأ وحزب وشرف وذمم
ومركز شرطة ودين ودم .. وتل السكن وتل الموت وتل الحضر وتلال الرمل بيعت بثمن بخس ..

في وطني خان الزيت والخان الاحمر والخان أخضر وخان يونس قلعتها باتت مكان بيع لكل مستعمل وموقف لركبة الثكالى والارامل واليتامى والمرضى لأن رفح بلا مستشفى ..