منعاً لانفجار لغم الغضب

لاشك أن النقد الموضوعي هو السبيل الوحيد لتطوير أقلامنا ،
الجميع ظاهرياً يتحدث عن قبول فكرة النقد بل والترحيب بها ،
أما على أرض الواقع تظهر عبقرية الجملة التي تقول : الشيطان يكمن في التفاصيل . المسائلة شائكة و معقدة جداً لأنها متعلقة بمثلث الإبداع الكاتب و النص و الناقد و تفاوت درجة اتقانهم و مدى ثقافتهم .
الكاتب يرى في نصه دائماً المولود الحسن المظهر الفاتن الملامح
و تمثل لحظة ولادته اللحظة الأغلى عنده بل و كأنه يولد مع كل نص من جديد
و بهذا الوصف الدقيق هو مداد مقدس بالنسبة لصاحبه أو والده وبالتالي ليس من السهل أن يسمح لأي شخص ولو كان ناقداً أن يشوه ذلك المولود أو بمعنى أدق لن يسمح لأحد أن يوقظه من حلمه الجميل أو وجود من يكشف عورة النص .
أما الناقد فغالباً ما يتناول النص باعتباره مادة علمية تقبل عملية التشريح الفني و بالتالي لابد أن يجيد علوم التأويل والنقد أو على الأقل معرفة فنيات النمط الكتابي الذي يتصدى له ، والحقيقة أني أميل شخصياً لمقولة أن القارئ هو الناقد الأول للنص وبالتالي اتساع دائرة الابحار في النص وتأويله وتقديم النصح والارشاد حتى إن كان لدرجة البساطة و بالتالي خروج عملية النقد من كهنوت الدرجة العلمية أو التخصص لأن هذا الانفتاح ، و بلا ريب ، يخدم العملية الإبداعية بل ويحسن الأداء الفني والثقافي فيها. الشاهد من هذا..أن نتعلم ثقافة الاختلاف بشكل حقيقي و أن يقدم المنتج النقدي بكل مصداقية وموضوعية التفاصيل ، الاشارة إلى مواطن الجمال والضعف ، وبشكل مهذب و أنيق و مثقف. و بالتالي يصبح النص محطة لقاء ممتعة بين القلم و المتلقي .و بعيداً عن لغم الغضب.