لا تخف ، ادخل ، أنت الآن في أكثر بقاع الأرض أماناً ..

بيروت
الثلاثاء / 22 نوفمبر / 2016

* اكتشاف رغبتها في النوم *

الجميع يهتز طرباً من المشهد، افتتاح أول مقهى أدبي لها فِي لُبنان ، تُشبه لُبنان في كل الأشياء ،جبالها تحديداً ، تُرى كيف تظن المرأة التي تدّعي أنها جبل؟ مثقفة؟ طويلة؟ لون عينيها بني؟ رموشها كثيفة؟ لا أدري، لكني أعرف.. بطريقة ما، أنه خدّها وردي،
تُوصد الأبواب في المقاهي الأدبية حول بيروت أمام الجاهلين ، إلا المنصة التي تقف هي فيها لتقول، ما يُملى على خاطرها في لحظة ما، يحضر إليها، الجاهلون وفلاطحة اللغة العربية، جميعهم، رغم كل اختلافهم، يتشابهون، فقط ، في ، النشوة حين الاستماع إليها، الشغف حين رؤية عينيها، الجميع يحبها ..
عَلقّت سُبّورة على باب المقهى ، لم تطلب مساعدة خطاط ما، يقف في آخر المقهى يشعر بأنه يريد تخطيط جسدها أولاً ثم الغرق في كتابة كلمة أحبكِ الأولى لها، لم تطلب من أحد رفع شراعة الزينة على باب المقهى، اكتفت بالطباشير الذي أهداها إياه بائع أُمّيّ يستمع إلى أقاويلها خلف النوافذ، كتبت
" لا تخف، ادخل، أنت الآن في أكثر بقاع الأرض أماناً "
وحدها ، لا غيرها، تعرف أن قرآءة خواطرها على أذانهم تجعلهم أكثر دفئاً، أماناً وراحة، هم يشعرون بذلك لكنهم لا يستطيعون صياغته في جملة مفيدة، لا شيء مفيد عدى صوتها، صوتها وهي تقول السلام عليكم ..
الحسرة على، كل الذين مروّا على باب المقهى و فاتهم كيف يكون المرء مُطمئناً..
اسمُها لا يُشبه الأسماء، فيه شيءٌ من الأغنيات،تشعر وأن تتبع اسمها بكلمة الكاتبة كأنك تتلو قصيدة ما، الرجل لا يتعلم إلا بطريقتين : القرآءة و الوقوع في غرام فتاة مثقفة، كان هي مثقفة و تقرأ و يا ويل كل اللذين تعلموا على يديها!

**

بيروت / 10 مارس / 2018

* سَهر كل رجال الكوكب *

المقهى يكبر ، لكن الجدارن لا تشيخ به، كيف ينال الشيب من حجارة تتكئ عليها في الليل خمس مرات؟
تتسع دائرة الحضور، بالأمس كانت قادرة على قرآءة القصائد لسبع رجال، اليوم تدور في فستانها الأحمر، تحني قدميها على بعضهما، تركز يديها على خدها وتضحك فيتّبعها سبع وسبعون رجل!
ساحرة، جميلة، رائدة، رائعة ، وقوية، هذا كثير على المِنصة، كيف لخشبة واحدة أن تحمل غزارة امرأة بهذه الطريقة؟
تَلف بأكواب النبيذ بينهم، لكنتها العربية مُدهشة وحانية، مراوغة ومحتالة، بينما تقول أحبه بضمير الغائب، يظن كُل واحد منهم أن نال الهاء في ثغرها ، دارى أحدهم ولعه والآخر ما استطاع إلى ذلك سبيلا، لقد بُحّ صوت الرجال حولها إعلان بما حاول الواحد منهم إخفاؤه، الرجل الشرقي سَئم من صلابته، يود لو أنها تُعانقه، جميعهم، الواحد منهم يقول في سره " آه يا موهوبة لو أني أرفع يدي فتخلعين قلبي مني، تقبلينه وترجعيه، إلى دياره الأولى دون أي جرح من امرأة أخرى !"
تُوصي حاضريها " إن كان في عينيك جرح غافر يا مجنون لا تستمع إلى نصوصي لكن إن جازفت برغبتك تذكر أننا، نمتلك نفس العين "
جَمعوا لَها كُل شاش الدُنيا لكن أحداً نسيَ أنها خُلقت بخثرة في جلدها وتحت أوردتها، لا جرح يبقى معها، جَمعوا لها كُل حطب الدنيا لكن أحداً نَسي أنها خُلقت بِضلع سائل فيه ثقوب مُمرمة بالثلج، لا نار تلمسها ، جمعوا لها كُل أمنيات عشاق الدُنيا بالسهر لحبيباتهم لكن أحداً نسي أن عينيها نور تقول وهي تضيء أريد أن أنام..!

**

بيروت / 1 أكتوبر / 2020

يجلس في المقهى، يعد الأيام التي ترمي بهِ بعيداً عنها، يعلم أنه توّرط بها، يُضحي بِأذنه لأمانها، تقترب تسأله بعد رد السلام
- بتحب تسمع لي ؟
= لا
- لم ؟
= لا أحب الأدب، أنا هنا لأستريح من التعب
- إن نصوصي وسادات يستخدمها المرء للنوم
= والله؟
- هل أزيدك من الشعرِ وسادةً؟
= لا رغبة لدي لكني أوافق
- أحبكَ ولستُ وحدي
الكونُ كله يحبك معي
أهديك الكون يا كوني
إن كان في الكون ما يستحق الإهداء
لا طوعاً لي في نفسي ،
ما الذي تحسبه يُسكتني؟
* كانت تقول الشعر وهي تضع يديها على وجهه*

اهتدى، وقع الهوى فيه وانتصف، لقد كان هواها بسببٍ، جاهدت معه أن تفعل، كانت تقصد إيقاعه، ليس مثلهم، إنه هوى عُذري عفيف، ما مقصدها من غرامه سِوى عُشبة في حين أنهم أصحاب المزارع والورود شعرت أن الصداع يُصيب قلبها، يضرب بقوته فِي الضلع المائي منها، المكان الذي خبأتُ حبيبها به من فترة لا بأس بها، في قلبها شخص ، يحبها ، بالقدر الذي ، أحبته به ، كلاهما يعرف ذلك، يُغلق باب قلبها للمرة الأخيرة كما كان فتحهُ معها للمرة الأولى ، تريد أن تبكي، تقول بأن لا هواء في رئتيها حينما يُغلق عليها باب المقهى و يرحل، تراقبه من بعيد، لِم تتبدل ملامح الذين نحبهم حينما يقع فراق الطرقات بيننا وبينهم؟
ما كانا يلتقيان، حتى تقع مقلتيها على عينيه، تحبها، تُشبه التوت في الصغر، آه لو يدري كم كانت تعبث تحت الشجر، ينفجران ضاحكين حينما يتبادلا الشعريُ الخفية بينهما ، ذاك الذي ما أحب الأدب يوماً، اليوم يقف معاها شاعراً كاتباً أديباً قلماً في يدها، لو كان يدري كم يروقها الشغف إليك، تقول و هي في قمة تعبها و حلاوتها منه :
- أميري، هلا حَررتَ الأسير من قيدي؟
- ماِ لي بقدرة على ذلك يا عُمري ..

" أحبكِ، قُوليها، في اللحظة ألف مرة" تفعل ، تجلس بجانبه، تسكب في وجهه صفاء الشعور كله، تنفجر ضاحكة، تقول بصوت يشبه صوت الأطفال " يا عمري" لا تدري لم كان وصف عُمري يشبه شعورها به، ربما لأن، في لحظة ما، شعرت بأن اللحظة معه بالعمر كله، بأن المقهى لم يكن مكاناً قبل اللهو بقدميه على بلاط المكان ، أحبت الاتكال في الحدث، أحبت ارتخاهما في مساحة لا تكاد تكون بحجم قبضة اليد، مساحة لا تتجاوز القفص الصدري، لها القدرة الآن على كشف كل خبايا موهبتها، وإن تباعدا، ظلا يتشاركا الجسد نفسه في كل المواعيد، لكنهما، كما تمنت تماماً، جسداً واحداً، بقلبين وعين واحدة .. وقعا للتو بنفس درجة الشوق، يغوص في الحب معها، كان حبه فَظْ على أكثر النساء هَشاشة ، كانت تريد، بلا أي مبالغة أن يبقى قلبه عالقاً بها للأبد .

الدنيا كلها / بلا تاريخ / الأبد

المقهى ركيك ، الطباشير بَهت، نام الحضور، ظلت ساهرة، وحده الحُب في قلبها كغيمة لم تتمالك نفسها واستمرت بالهطول، تكتب إليه، يكتب لها، لازالا يحبان بعضهما ، لازالت تسقط على صحرائه، فتعيد كُل الرمال إلى بيوتها ، لازالت تَمر ليختفي قلقه ، يقول " لا تملأي المقهى بورق الحائط يا حبيبتي ، لا تفتحي بابكِ للرجال المُتعطشون نحو القصائد ، فثمة طُفلاً يا أمي، سافر لأجل الخبز يا صديقتي، يقرأ القصائد لأجل التشجيع يا أختي ، يعود بعد كل محاولة فاشلة في الابتعاد إليكِ، ثمة طفل حينما قال إلى الأبد فهو عنى ذلك من أجلكِ يا حبيبتي
يا حبيبتي
يا حبيبتي "

انتهت

الصصبح بققرأهاا
+ ششبهه نااايمهه
+ اولل تععليقق
وردهه

رهيبة انتى وقلمك محترف
اكتر حدا بستمتع بقراءة شو بيكتب
رغم انى ما بحب هيك نوع من الكتابات
بس ابدعتى بطريقة الكتابة
وكانى بشاهد مشاهد مش كلمات
كتير حبيت الحكى
والنهاية حلوة كتير رغم انه ٢٠٢٠ من بدايته كانت كوارث

ابدعتى
بانتظار جديدك دائما وابدا
نجومى وتقييمي الك
ولو معى ختم لختمت الك
كل الود

اسلوبك مميز كثير وجميلة كلماتك بتاخدنا من اول حرف إلى النهاية
بدون توقف وبدون ملل
والنهاية كانت جميلة كماا البداية
موفقة بكُل كتاباتك الرائعة ..

على طول مبدعة بنسج الحرف

حبيت أسلوبك والنمط يلي كتبتي فيه

ربي يوفقك ونشوفك كاتبة بالمستقبل

تحياتي

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة s t e l l a الصصبح بققرأهاا + ششبهه نااايمهه + اولل تععليقق وردهه

بتنوري بأي وقت❤

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خَمْر أيلول رهيبة انتى وقلمك محترف اكتر حدا بستمتع بقراءة شو بيكتب رغم انى ما بحب هيك نوع من الكتابات بس ابدعتى بطريقة الكتابة وكانى بشاهد مشاهد مش كلمات كتير حبيت الحكى والنهاية حلوة كتير رغم انه ٢٠٢٠ من بدايته كانت كوارث ابدعتى بانتظار جديدك دائما وابدا نجومى وتقييمي الك ولو معى ختم لختمت الك كل الود

قلبي ي خمر
والله انتي حبيبتي كتير ❤

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصياد اسلوبك مميز كثير وجميلة كلماتك بتاخدنا من اول حرف إلى النهاية بدون توقف وبدون ملل والنهاية كانت جميلة كماا البداية موفقة بكُل كتاباتك الرائعة ..

يسعدلي ياك محمود❤

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبض على طول مبدعة بنسج الحرف حبيت أسلوبك والنمط يلي كتبتي فيه ربي يوفقك ونشوفك كاتبة بالمستقبل تحياتي

شكراً ويوفقك

رووعه ماشاءالله تبارك الله

احسنتي عالطرح النقي .

قلمك راقي ينزف ابداع جميل ~

يعطيك العافيه وبانتظار جديدك


تحياتيُ واشواقيٍ .. |