أيها البعيد...ا

أيها البعيد القريب ..!
----------------
تعال أيها البعيد من هناك وانتظر ، تعال وضمني وأضمك في لحظة لقاء أو فراق ، لنزرع الأمل القادم وننشر رائحة العشق الجميل، لتقوى دقات قلوبنا وتتحمل وطأة المعاناة والفراق ، تعال وعـبـّر عن كل المخاطر وما في الفؤاد من محن ، تعال ودعني أخاطب هواك بكل الكلمات ، فقد ضاق صدري بالورد المبعثر ، والشوق القليل ، تعال أوشوشك من حلمة أذنك واسمع وشوشاتي ولا تقاطعني بالقبلات ، تعال ودعني أهمس بقليل من الأشواق وأشكو هـم ّ قلبي وما فيه من حب كبير مبعثر، فرقه شعرك الحرير ، وشفتاك الناعمة الطرية ، وصدرك الواسع ، وعيونك الشاخصة ، وقدك الطويل ، ومداعبتك أناملي وشفتاي ، فاسمحي لي أن أعبر عما يشتهيه فؤادي منك ، وما تحن له عيني منك ، وما أتذوقه من طيب شفتيك ، دعيني أهمس من أشواقي في أذنيك حتى لا يسمعنا الحب ولا يغار من هوانا الغرام ، بعدها سافري على بساط صدري ولا تنظر عيناك إلا داخل قلبي وفي كل أطراف قسمات وجهي التي لا ترى في حاضرها غير عينيك والدموع والبسمة والشموع وتحس حرارة القبل بعد أن يفيض الوداع ويصير القريب بعيدا .
كلما طلع صباح جديد أتاني خبرك الجديد باليقين ، وكلما أقبل مسائي ،جاءني عشق جديد يناديني بحب جديد ،فبات حظي يحاورني في أمسياتي وكلام العشق من النساء ، يهمس في سمري أنت الجميل وينادي بالصوت العالي في موكب العذارى .، يا أيها الجميل المتعثر بأوراق الشوق وعيدان القصب المذهب تعال وعانق شفتي وكل أجزائي وإن لم تصلك شفتي ، بالكلمات من شفتيك حتما ستصلني وتصلني حرارة شوقك وعشقك لأديم شفتي ، وتصلك رائحة جسدي وهواي ، كما تصلني رائحتك ممزوجة بطيب الغرام الملتهب ، الواقف على طريق الانتظار والوصول بعد أيام . فكم يعاني حظي وحظك من تعب السهر والحيرة والتفكير وطول الانتظار لنطفئ جمرة الشوق في أول لحظات اللقاء وتشابك الأيدي وحر القبل .
فالانتظار الانتظار يا حب ،، وكم تربط عنقي من خطايا بلا زلات لو تجاهلت أثر وجودك مرة سأكون حاضرا يا زمن ...ويا غسق الليل ..كلما حل المساء * وإن كنت قاسيا * وتلألأت نجوم السماء واختفى القمر ، وكلما ودعتني نجمة في كبد السماء * عانقتني أختها على أديم أرضي في العراء ، لتبقيني طريحا في حضنها عاشقا بلا حراك . وتقام الأعراس في حضرة الصاحب الجميل ، ويصمد الجمال على صدري موضحا بالألوان ، ورائحته عطر الحياة ولباسه قميص العشق الشفاف ، ماذا تريدني أن أكون في تلك المساحة غير الحارس الأمين على كل عشق متدفق وعلى كل همس يحتضر ، وعلى كل جمال منهمر ، حل على وجودي من أعالي ومن قمة الهوى المغرور فيه رائحة الحب بخور ،، دعوني يا سادتي أفتح أبواب الهوى ليتفرق الهوى ويدخل العشق ويتنفس الغرام ويتيه في كل الاتجاهات يرمي نفسه غرورا ودلالا في حضن الشوق المسكين ، خلوا الغرام يتسلل من أبواب الحب والسلام إلى قلوب العذارى والصبايا البكر، لتعرف قيمة وحلاوة الحب ، وتعرف أثر الصّـد على قلب العاشق إن خالفه حظ العاشقة ، وتاه في رمل السراب ، واختفى عن عينه قمر الزمان ، وصار في وحدته وليله حب بلا أقمار ، وليل بلا شموع ، وعين بلا دموع ، وعشق بلا تعبير الكلمات وتكون ليلته لو كانت
ليلة حب بلا أحباب ، ولقاء بلا عاشقة ، ولحن بلا غناء
-----------
قلمي انا * محمود حامد
مع التحيات