04-02-2017
|
|
|
ما بين القلب والعقل
كثيرا منا يعانون من مشكلة ، الا وهي تعارض القلب والعقل ، فانت وانا لا نعي ابدا كيف ننساق وراء قلوبنا في بعض المواقف ، رغم أن العقل يدرك اننا نذهب بانفسنا نحو هلاك ، فما السبب الذي يدفعنا لنوقع انفسنا في كوارث ، فقط لان القلب يريد !
كم قابلنا في حياتنا اشخاص كثر ، انا وانت وهم ، اشخاص كنا ندرك تماما انهم لا يليقون بنا ابدا ، ورغم ذلك ربطنا مصيرنا بهم ، بحجة أن القلب يريد وان القلب احب ، تبا لما نندفع بجنون نحو العذاب ! ، وكيف نقتحم الحزن بيدانا ثم بعد ذاك نبكي القدر ، اليس نحن من صنعنا هذا القدر ، البكاء والنواح ، الفقد والشوق ، هشاشة القلب وضياع العقل ، نحن وحدنا من نقرر حياتنا ، وحده الناجي من كتم قلبه واستمع لعقله .
مسكين ذاك الشخص ، ومساكين نحن ، حين نقنع انفسنا غصباً وقسراً ان هذا او ذاك ملائمين لنا ، رغم أن العقل قد صدأ وهو يكرر لنا لا والف لا ، ولكن نمضي مغيبين العقل ، نلجمه بسوط الصمت ، ونوقظ قلوبنا لتدير دفة حياتنا بكل تهور ، والأدهى كيف اننا نتغافل عن كل المحذرات ، عن كل الاشارات الالهية ، وننصاغ لقلبنا ذاك الاحمق صاحب الهوى والمجنون ، ما سماه الرب قلب الا لتقلبه ، فادعوه دوما ان يثبته على ذكره و طاعته ، ادعوه دوما ان يثبت قلبك في كل الاوقات ، الا يتعلق بغيره ، فالتعلق بالبشر مؤلم حد الشره ، والتعلق بالله مريح حد الشغف ، وشتان بين هذا وذاك ، شتان بين جحيم البشر وجنة الله ، ما بين التعب اللامتناهي والراحة الأبدية ، من يبيع راحته ليشتري العذاب ، ومن يخرج من الجنة للنار غير الضال الغافل ، فإياك أن تكون غافل عن كل ذاك ، كن عاقل لأسباب سعادتك ، باحثا دوما عن اسباب ضحكتك ، عش لنفسك ساعياً لرضا ربك ، ترفع عن كل ما يؤذي قلبك ولا توقعه في حروب الحب ، فما احد خرج منها غير مثقوب القلب ، احيا في نفسك ان لا راحة الا راحة نفسك ، وان لا احد يحبك كنفسك ، وان الحياة لن تدوم فتضيعها في كدر و شقاء وعناء ، لا تضع نفسك في حرب بين قلبك وعقلك ، اختر عقلك دوما واجعله الاساس ، اياك ثم اياك ثم اياك ان تتكأ على قلبك لتعيش ، وحده العقل من يأخذ بيدك لبر الامان والسلام ، كن صاحب فكر ولا تكن صاحب هوى ، فكل من اتبع هواه ضل ضلال غير مبين
|
|
|