غربة روح تعيش في خيال منعزل يأبى النزوح

تسير مع الجميع .. بل تبحر في بحر الحياة .. جسدٌ بلا روح !
لم تستطع التأقلم مع واقعها الجديد ..
فقد أصبح الماضي مخيماً على عقلها وروحها ،
تعيش تفاصيله في كل لحظة ..
تغيّر العالم وتغيّر معه من يعيشون فيه إلا هي ..!
فغدت لا تفهمهم ولم يفهموها !
وكيف يفهمون من يعيش بمخيلته محاطاً بأسوار ماضٍ قد ذهب؟ ..
لم تستوعب بعد سباق الزمن كيف أخذها عنوةً من أحضان الأمان ..
إلى زمنٍ لم تستطع التآلف معه !!
تشعر فيه بالغربة في كل حين !
نعم لقد كبُرتْ ..
وتغيّرت ملامحها ..
لكن لم تزل بداخلها تلك الطفلة المرعوبة
التي تبحث عن مخبأ ينسيها ذلك الماضي اللعين !!
ستمضي في حياتها .. لكن لن يفهمها أحد !
وستعيش مجهولة الملامح تبحث عن سراب ٍ لاوجود له ..
وستعيش وحيدة كما كانت دائماً ..
فقط في خيالٍ منعزل ..
يأبى النزوح !