كم يطربني عند خوضي لحديث ما أن أجعل المرور على مكامن النفس هو بداية الحديث كيف لا ؟! و
هي الداء لمن أخرجها عن دائرة المحاسبة وأظهرها بصورة البريئة من كل ما ينتاب الإنسان من اضطراب في حركات وسكنات ذلك الإنسان ،
ولو تبحرنا وعشنا تلك اللحظات التي عاشها خير البرية _ عليه السلام _ لوجدنا تلك السنوات الطويلة التي قضاها وهو يتعبد في غار حراء ،
لوجدنا مدى أهمية صياغة وترويض النفس والذات ، لينطلق بعدها لنشر ما كلف به من رسالة يبلغها للثقلين ، وقد روض نفسه على مواطن البلاء ،
لتكون طيعة ، لينة ، سهلة الإنقياد ، ولا يقال بأن ذلك رسول الله المؤيد بوحي الله فلا يقاس بسائر الناس !
فأقول :
بأن الناس تشترك في تلك النفس البشرية مع فارق الرقي الذي يفصل بين إنسان
و إنسان مدى الإيمان ، فترويض النفس يجعل لمن يقوم بذلك سهولة التعاطي مع الأحداث وتمييز المواقف ،
وما قد يتسور سياج تلك النفس ليحدث بذلك إشكالات في التفريق بين الأمور هل هي من همهمات النفس وافرازاتها ؟!
أم أنها من قنوات تباين حالاتها ؟!
أما فيما يخص الثقة بالنفس ؛
فمن يضمخ بشرف ذلك الرقي وقد تقبل ذاته و أنزلها منزلة التقدير ، فهو بذلك يبني ذاته لبنة لبنة ،
يتعاهد ذلك البنيان حتى يقوم على ساس صلب قويم لا يحرك صلابته رياح التقزيم أو الاستفزاز من بني جنسه ،
فقد شغل نفسه بذاته ولم يشتغل بمن جاوره من رفاقه ومن عامة الناس ، فهو يسري في الأرض وتلك الثقة تنبعث من آثاره وما يقدمه كما ينبعث الطيب ،
جعل له ميزان به يزن الأمور ، فقد علم بأن بين الثقة بالنفس والغرور " شعرة " يشكل على الغر التمييز بينهما ، فكان المعيار اذا وجد بأن المعرفة ،
وما ينهله من علم يزرع في قلبه التعالي علم حينها بأنها نزعات ونفث من الغرور حينها ردها
_ أي النفس _ لحقيقة أمرها .
تقبلوا أختي الكريمة مروري المتواضع .
دمتم بخير ...