كن ناصحًا أميناً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تروي صاحبة المقالة:



-قالت محدثتي:

هاتفتني إحداهنّ تشكو سوء خُلق زوجها وبذاءة لسانه، وشدة بخله وتقتيره عليها وعلى أولادها رغم أنه ميسور الحال ، فأشرتُ عليها بالصبر واحتساب الأجر لأجل أبنائها،وبعد أن تثبّتُ من صدق شكواها أجريتُ لها مرتبًا شهريًّا
-ومرت أيام وشهور...

ثم اتصلت علي مرة أخرى تطلب المشورة والنصح في فراق هذا الزوج أو البقاء معه!!
فأعدتُ عليه النصيحة بالبقاء في عصمته؛ فوجوده كزوج يُبقي للبيت هيبة عند الأولاد والجيران والأباعد والأقارب، فأخذت بنصيحتي ومشورتي ..وأكملت حياتها معه

-ومرت أعوام ...

وكبُر أولادها وتخرجوا من الجامعات،والتحقوا بوظائف حكومية،فما كان منها إلا أن طلبتْ مني إيقاف المرتب الشهري الذي أجريته لها فقد أغناها الله عنه بعد عمل أبنائها ولم أستغرب ذلك لما عرفته فيها من دين وأمانة ونزاهة وعِفّة وصدق، بل إنها أعادت جزءًا متبقيًّا من صدقة

-بل إنها أعادت جزءًا متبقيًّا من صدقة أعطيتها إياها، وقالت:"إنها لم تعُد تحِلُّ لي". وشَكَرتني على نصيحتي الثمينة-على حسب قولها-التي نسيتُها،ولم تنساها؛ وهي أن تصبر على زوجها حيث كان لهيبته ووجوده في البيت أثر كبير -بعد فضل الله- في استقامتهم وصلاحهم

-استقامتهم وصلاحهم؛ فكانوا لا يخرجون من البيت إلا للمدرسة أوالمسجد أو لزيارة قريب أو لـمتطلبات الحياة المعتادة ؛ فلا سهر مع رفقاء سوء، ولا مايقع فيه بعض الشباب-هداهم الله- من المنكرات!

-تأمل أخي القارىء: كم كان لتلك النصيحة
الصادقة المخلصة من أثر على صلاح الأسرة ،واستمرار تلك الحياة الزوجية ،ولمِّ شمل الأبناء تحت سقف واحد !!

-وهكذا المؤمن الصادق الناصح :كلماته مؤثرة، لأنهاتنبع من قلب مُحبّ مُشفق رحيم،يحب الخير لإخوانه كمايحبه لنفسه، قال عليه الصلاة والسلام: "المؤمن مرآة أخيه"

-وقال تعالى عن مؤمن آل ياسين أنه لما قيل لهادْخُلِ الجَنّة)( قال يَا ليتَ قومِي يعلَمون بما غفرَ لي رَبّي وجعَلَني منَ الْمُكرمين)، قال قتادة: لاتجد المؤمن غاشّا ،لاتجده إلا ناصحًا،لما عاين من كرامة الله(قال ياليت قومي يعلمون..) تمنى على الله أن يعلم قومه ماعاين من كرامة الله

-أخي الموفق:قديلقي عليك أحدهم بموقف تحيرفيه،يتلمس عندك نصحا وإرشادا،فاحذرأن تأخذك العاطفة فتميل إلى جانبه خاصةإن كان هو المخطئ،أوتشيرعليه بأمريمليه عليك هواك،وليس عقلك
فقدقالصلّ الله عليه وسلم(المستشار مؤتمن)

قال ابن عباس:لايزال الرجل يزدادفي صحةرأيه مانصح لمستشيره،فإذاغشه سلبه الله نصحه ورأيه

-وقد تتساءل-أيها القارئ-:

هل من قاعدة أسيرُ عليها إذا طُلب مني مشورة أو نصيحة؟
-نعم، هاك هذه القاعدة الذهبية:

[إذا أردتَ أن تنصح ؛ فانظر إلى مايقربك إلى الله]
عندئذ تغنم وتؤجر على رأيك الرشيد،

ونصحك السديد.

جعلنا الله وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر،إنّه مجيب قريب..

دمتم بعافية