أبكـم!

كانت تقف غير مهتمه بتلك الورقه التي مدتها اليها مديره مدرستها قائله باستحقار:"تفضلي يا انسه"
ألقت نظرة سريعه عليها ثم ابتسمت بسخريه قائله بتصنع عدم الفهم: "ما تلك الورقه ؟"
أجابتها قائله : " لقد مللنا من تمردك و شجارك المستمر مع طالبات فصلك .. لذلك سأضطر إلي ان استعدي ولي أمرك"
تنهدت قليلا وهي تُجيبها:"وإن لن يَحضُر ؟ "
رفعت كَتفيها بلا مبالاة قائله : "سنضظر إذن لعِقابك"
أشاحت بوجهها بعيداً عنها قائله :"أُفضِل العِقاب علي أن يَحضُر أبي إلي هنا!"
نظرت لها المديره بأستغراب قائله :" حسناً .. لكي حق الانصراف الان"
أنصرفت الفتاة من مكتب المديره وسارت بأتجاه بوابه المدرسه ثم خرجت منها عائده الي المنزل
بعد وقت ليس بالطويل كانت قد وصلت الي المنزل الذي تَقطن به مع والدِها
وقفت ثواني تَبحث عن مفاتيح الباب .. ابتسمت بعدم اندهاش عندما وجدته
ثم فتحته ودلفت بداخل منزلها .. نظرت الي أركان ذلك البيت التي لم تعِد تطيق العيش به .. وبعد دقائق لاحظت خروج والدها من غرفته مبتسماً لها فردتها أليه بسخريه ثم اشاحت بوجهها بعيداً عنه .. بالرغم من ابتسآمتها إلا ان والدِها لَمح غيمه آلحزن في عينهآ فأقترب منها و رفع ذقنها إليه وهز رأسه كأنه يُخبرها :"مابكِ؟"
أبعدت يداه عنها قائله بعصبيه :"ابتعد عني"
كادت تنصرف إلا أنه امسكها من ذرآعها يحاول إيقافها فأفلتت ذراعها بقسوة من قبضته قائله :"قُلت لكَ ابتعد عنى .. لم أعُد اتحمل العيش معك"
انصرفت إلي غرفتها وأغلقت الباب خلفها بعنف ثم جلست علي أطراف فراشِها واحتضنت وجهها بكَفيها قائله :"أكرهكَ أبي .. أكرهك أيها الغبي! فبسببك أصبحتُ أُهان يومياً"
أستلقت علي ظهرها ثم أكملت :" أُفضل الموت علي أن اعيش مع ذلك الرجل ألذي يُسبب ألاحراج لي دائماً لِمُجرد أنه أبكم لآ يتحدث!"
كَان وآلدِها المِسكين يقف خلف باب غُرفتِها يَستمع إلي حديثها عنه ،شَعر بألم بداخله لآ يدري ما سببه ، فهو يحاول بكل الطرق أن يُكفي أحتياجات صَغيرته كي لآ تشعر بأي نقص .. والان النقص الذي تَشعر به لن يُكتمل ابداً
مَر يَوم كامل وصَغيرته لم تخرج من غُرفتِها حتى إنها لم تَذهب إلي مدرستها ، كان يريد أن يَطُرق الباب ليَطمئن أنها بخير ولكن أبعده تَذكُره لحديثهآ عَنهِ يَوم أمس ، أحس بالراحه قليلاً لِسماع صوتِها وهي تتحَدث مع صديقتها
أنصرف مسرعاَ من أمام باب غرفتِها حين شَعر بخِروجها منه
نظر أليها بحنان وقد كَانت ترتدي ملابس أنيقه جداً كأنها ذاهبه بالاحتفال بمناسبةٍ ما ، تَعمدت إن تُلقي بنظرهِا علي أموالها الموضوعه علي الطآوله لتَجتنب النظر أليه ، سَحبت تلك الاموال ثُم وضَعتها في جَيبها واستدارت ألي المرآه التي خَلفها لتتأكد من اناقه ملابسها وشكلها وهي تقول لوآلدِها :"أحتاج مالاً اضافياً اليوم"
نظر لها متَعجباً من طلَبها فالمال ألذي يَترُكهُ يُكفيها وأكثر!
أشار لها بيده كأنه يخبرها :"لماذا؟"
أجابته قائله:"اليوم عيدَ ميلآدي وأريد أن أحتفل مع صديقآتى.. لذلك لن يُكفيني ذَلك المبلغ"
أومأ لها برأسه ثُم أخرج من جيبه مالاً اضافياً ، مَدت يداها لتناوله ولَكنه سَحب يده مسرعاً وأشار له محذراً :"أياكي أن تُنفقيه في شئ مُضر لصحتكِ"
أبتسمت بسُخريه ثم خًطفت المال من يده قائله :" لا تقلق.. لم أَعُد صغيره كي أنفقه بطريقه خاطئه "
ثم أرتدت حذائها و أنصرفت ، كان يُريد إيقافها فكان قلبه مُضطرب فهو يَشعُر بأن هُناكَ أذي ينتظرها بالخارج!
مرت ساعات طويله آزداد فيها قلقه علي أبنته ونعآسه آيضآ!
كان يجلس علي كُرسيه المفضل ينتظرها وهو يُغالب الُنعاس ، قفذت في عقلِه فكره فأحضرَ ورقه وقلم وبدأ في كتَابة..
" عزيزتى .. أعلم اننى لَست الاب المثالي الذي تتمناه كُل فتاة!
لَقد وُلدت أبكم .. وانا اسف لذلك
ولا استطيع ان اتكلم متل باقي الاباء ولكن!
أريدك إن تعرفي أننى احبك من اعماق قلبي!"
وبعد ثوانى ظهرت ابتسامته حين سمع صوت طرقات ضعيفه علي الباب
فتح الباب ليجد أبنته يظهر عليها الأرهاق كأنها ثمله
شَعر كأنه قد تجمد عندما رأها تَسقط مخشياً عليها من امامه
لم يَدرِ بنفسه إلا وهو يَحملُها ويَعدو بها كالمَجنون بالشَوارِع يَبحث عن أي مُسشفي قَريبه
تَعثر نَظره بإحدي المراَكز الطبيه القريبه ، رَكضَ بأتجاهه ثم دفعَ الباب بقدمِه وأتجه ناحيه الطبيب
آلذي يَقف يدون أحد حالات مرضاه بأجنده صغير ، جَذبهُ من سُطرته البيضاء فأستدار له ولَفت إنتباهه فتآته فاقدةً الوعي
فنَادي بِلهجه مُسرعه عَلي إحدي المُمرضات وطلب منها أحضار تُرول ليَضع عليه الفتاه
نَظر إلي والِدها قائلاً :"مالذي حَدِث ؟"
كان التشتت يَظهر عليه وهو يُشير بيدِه إليه قائلاً:" لا أدري لقد كانت خارِج المنزل وعندما عادت طَرقت الباب ولم تَلبُث حتى هوت فاقدة الوعي .. سَاعِدها من فَضلِك .. لدي مال كَثير خُذه كُله ،ولدي مَنزل بإحدي ألاحياء الراقيه خُذه أيضاً ، إن أردت حياتى حتى خُذها.. ولكن أرجوك سَاعدها"
لحسن حَظِه أن الطبيب يُتقن مخاطبه الصُم ، فنظر لَهُ قائلاً بتنهيده:"حسناً"
..
بَعد مرور سَاعات طَويله ، أفاقت الفتاه من غِيبوبتهَِا ،وَضعِت يدَاها علي رأسِها نَتيجه لما تَشعر من أللام بها
ألقت نظره سَريعه علي المكانِ حَولِها ، تَعثر نظرها بوالدها آلمُستَلقي علِي التَخت المُجاور لَها
صرخت قائله بقلق :"أبـي!"
بِالرغم من كُل أللام التي كَانت تَشعُر بِها حَاولت النِهوض وسَارت ناحيته وهي تبكي ، حاولت المُمرضه منعها قائله:" أهدي يا أبنتي .. سَيكون بِخير .. لَقد تَبرع فَقط لَكي ببعض من دمائه"
ظَلت تَبكي كأنها لم تَسمع أي كَلِمه مِن كِلمات المُمرضه .. بل كأنها لم تُلاحظ وجُدها بالغُرفه!
دَفنت رأسها بِصدره قائله بِندم :"أسفه يا أبي .. أسفه لِجرح مشاعرك بكَلِماتى .. أسفه لكل مَره تَمنيت فِيها وفَاتك!
..سَامحنى!"
لَم تَشعر إلا بِيده تُداعِب خُصلات شَعرِها فَرفعت رأسها بلهفه قائله بسعَاده :" أبي.. أنت بخير "
أبتَسِم له وهَوم برأسه فأكمَلت:" بَعد كُل أهاناتى لَك ضحيت بحياتك من أجلي !! .. لماذا يأ أبي؟"
أبتسمَ ثُم أشارَ لها :" الحياه عيناَكِ يا أبنتِي!"

بقـلمي !

يا الله ما اعظم الاب في حنيته و عطفه و حبه

قصة مؤثرة و جميلة جداً

انتقاء مميز للكلمات

حقاً أبدعتِ

شكراً لكِ

ما اجملهـآ من قصةة
ما احلاه من احسآس
الأب يفني عمره كله من اجل اسعآد اولاده
و عشان يشوفهم احسن منه
وكما انذكر ف القرآن كيف سيدنا نوح حكى لأبنه ف وقت عصيب و كل شيء يغرق و ابنه كآفر ( يا بني اركب معنا )
و بع هيك بس غرقو حكي لربه ( إن ابني من أهلي )
كيف يستشفع لأبنه و هو كآفر
الله يخلي جميع اباء المسلمين و يحفظهم و يرحم الموتى منهم

كل شي كآن رآئع هنا ابتسآمه
يعطيكي الف عافية

القصة كثير جميلة .. والاب لا يعوض ابداً
ومهما كان وكي فما كان وجوده بحد ذاته حياةة وامان
واله دور وجزء كبير في حياتنا بنقدرش نستغنى عنه ...
حبيت القصة وشدتني للنهاية
لكن ما حبيتش نهايتها لانها مش واضحة ومش قوية
موفقة دائماً ..

بجد قصة كثير رائعة
استمتعت في قرائتها
تقييمي+نجومي الك يا مبدعة

قصة رائعةة

من محتوى ل سرد ل اسلوب

ما شاء الله عنكك سما

ان شاء الله شوفك كاتبةة مشهورة

الف عافيةة ل الكك

مبدعه سما
طريقة سردكك تجذب القارئ
وتجبره على المتابعه لاخر حرف

كميه مشارعر لا حدود لها بين سطورك

فعلا ابدعتي بصياغه الحروف
وترتيب وتسلسل الافكاار

تقييمي المتواضع ^^

الأجمل مروركم
شكرا لمروركم العطر
دمتم بخير