08-22-2022
|
|
|
أفضل الأساليب التربوية ! بقلمي
يجتهد الآباء والأمهات في البحث عن أفضل أساليب وطرق التربية؛ لتقويم سلوك أبنائهم، فتجدهم يبحثون في طيات صفحات الكتب التعليمية التثقيفية أو بالبحث في الانترنت أو الحرص على مشاهدة البرامج التلفزيونية التربوية لعلهم يجدون كنزهم الضائع في النصائح التربوية لكنهم يغفلون جانباً مهماً وركناً متيناً وأساساً لا غنى عنه في هذا الجانب.
وعندما نقول أفضل الأساليب التربوية فإننا هنا نختصر الكثير من الأشياء والكم الهائل من الأبحاث ونغلق الطريق أمام خوف وقلق أولياء الأمور على عدم وصول أبنائهم إلى درجة عالية من التربية، وخلال هذا المقال سأتطرق بالحديث عن واحد من أهم الأساليب بل هو بمثابة الروح للمواعظ والكلمات، وبدونه تتولد أزمة تربية كبيرة.
أكثرنا الكلمات والعبارات ولم نذكر حتى اللحظة ذلك الأسلوب، فما هو ذلك ؟!
مما لاشك فيه ولا جدال ولا يختلف عليه العقلاء فإن أفضل أسلوب تربوي هو التربية بالقدوة!
فمهما أكثرنا من النصائح الشفوية ونمقنا الكلمات وزينا العبارات إلا أن التأثر بالأفعال أكبر وأكثر وأقوى تأثيراً على الأبناء، فكم من أب - على سبيل المثال لا الحصر - تجده من المدخنين إلا أنه يقوم بنصح ابنه بأن لا يقوم بالتدخين ويستخدم القوة إن تطلب الأمر ولكن للأسف تجد أن ذلك الأمر لم يفي بالغرض ويلتحق الابن مع مرور الوقت في صفوف المدخنين.
ويتم القياس على مثال التدخين الكثير من التصرفات الخاطئة التي قد يقوم بها أولياء الأمور أمام أبنائهم، فإذا أردت أن تربي أبنائك فإن أفضل ما تقدمه لهم هو القيام بالأفعال والتصرفات الحميدة.
وتأكيداً على ما سبق فنلاحظ أن الأبناء يقومون بتقليد والديهم تقليداً حرفياً، فيفعلون كما يفعلون، ولا يقتصر ذلك الأمر على الأبناء فنجد أن عامة الناس يقومون بتقليد بعضهم البعض في بعض التصرفات والعادات.
ونجد أن نسبة كبيرة من الذين يقعون في الأخطاء يبررون قبح مواقفهم بأن فلان من المعروفين بالصلاح قام بهذا الفعل، وفلان من أهل الالتزام يدخن، وفلان تعامل في الربا، وفلان فعل كذا، فبالرغم من الاستماع للكثير من النواهي والتحذيرات إلا أن التأثر بالقدوة والتصرفات لها أثر كبير وكبير جداً في التربية وفي توجيه تصرفات الناس.
ونشير إلى أن المصطفى ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا أمر بشيء عمل به قبل الجميع، وإذا نهى عن شيء كان أول المنتهين عنه، فكان - صلى الله عليه وسلم - هو القدوةَ والأسوة العملية التي تترجم الإسلام إلى حقيقة وواقع، وفي الآية الكريمة 27 من سورة الأحزاب، قال الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً"، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: " الآية أصل كبير في التأسي برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أقواله وأفعاله وأحواله ".
وكان " صلى الله عليه وسلم" خير القدوة وأشرفها وأكثر من طبقها، والأمثلة في سيرته النبوية المشرفة كثيرة لا عد لها ولا احصاء، فالقدوة في عفوه " صلى الله عليه وسلم " عندما قام بالعفو عن مشركين قريش يوم فتح مكة، بالرغم من أنهم أخرجوه سابقاً منها.
وعندما أمر صحابته في تعليمهم الصلاة فقال لهم في الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري، رحمه الله:" صلوا كما رأيتموني أصلي "، والأمثلة عن تربيته " صلى الله عليه وسلم" للصحابة وعامة المسلمين من بعدهم كثيرة وكثيرة جداً، والحديث عنها يطول وقد لا ينتهي.
فالأجدر بنا أن نقتدي بنبينا عليه أفضل الصلاة، فالقدوة والتعليم بها مهم ومهم جداً خاصة في الجانب الأسري، فكم من مشكلة في عالمنا بسبب انشغال الأب أو الأم عن أبنائهم إما في العمل أو كثرة السفر أو الالتهاء بالساعات الطوال أمام شاشة الهواتف والحواسيب والتلفاز دون مراعاة الأبناء، فتغيب القدوة من البيت فيبحث الأبناء عن أي قدوة ليقتدوا بها ويسيروا على خطاها، سواء كانت سيئة أو جيدة.
ومن المهم أيضاً أن نعلم الأبناء سير العظماء من علماء المسلمين ليقتدوا بهم وبتصرفاتهم، ولا نغفل أن نعلمهم السيرة النبوية الشريفة ليقتدوا بالذي كان بين الرجال بطلاً.
|