لم يعُد لي رغبةٌ بالبقاء على هذا الحال ..
أدفع نفسي دائماً نحو الباب المُغلق منذ زمنٍ طويل .. منذ ذلك الزمن الذي قبلتُ فيه بأقل مما أستحق !
هذا القبو الذي أقبع فيه مظلمٌ جداً، القيود بدأت تنهش من لحم أحلامي التي كُنت أهذي بها باستمرار ...
كل هذه السنين التي مرّت كُنت أبحث فيها عن الإتجاه الصحيح، كل هذه السنين وأنا مثل عابدٍ زاهدٍ أضاع قِبلتهُ ونسي كيف يتوجهُ بقلبه لله، كُل ما فات من عُمري كُنت أحمقاً، واكتشفت ذلك مُتأخراً .. مُتأخراً جداً .
أنا الذي وضعتُ جسدي بسذاجةٍ على أول طريقٍ واجتهُ ظانّـاً أنهُ صحيح، قد أرداني حُسن ظني إلى مالا يُعرف عُقباه، ولا يُحمد !
أنا الذي أشعلت فتيل مشاعري أمام كُل الذين مرّوا في حياتي .. أحرقتُ نفسي ونجوا هُم بأعجوبة
أنا الذي أحرقت حواسي في سبيل إرضاء الذين عاهدتهم وعاهدوني .. أضعتُ ذاتي وأطفأتُ قلبي !
أنا مَن حطَمت نفسي بسوء اختياراتي، ويجب أن أصحو ..
يجب أن أصحو .
.
.
إن هذا الحديث الممتلئ بالجراح وبالتشكّي لن يضر ولن ينفع
إنما ما شعرتُ به في الفترة الأخيرة كان أقسى من أن أحملهُ وحدي، فاتخذتُ القرار .. أن أُلقي به إلى الورق، الورق الذي أُقسم أنهُ أقوى منّي .. وأكثر صلابةً من هشاشتي التي لا تخفى على أحد !