قد نكون مناقين بل و أسوأ !


النفاق ذاك المرض القلبي الخبيث ، و كأنه السرطان بعينه بل و أبعد ، يتعشش في قلب صاحبه
يلقي أوراما خالية من حب الله هنا و هناك
و لكن مصيبة كبرى تلك ألا و هي أن يظن الانسان المسلم أنه ليس منافقا و قد اتخذ من صفاتهم
ما لا يؤخذ و هو غافل لا يبالي ، قد يهوى في أي لحظة في هاوية الموت المفاجئ
و حينها تنتهي أسطورة شخص قد عاش لا يحيا بحب الله


و لكن قد نكون نحن منافقين بل و أسوأ ، كيف !؟


حسنا ، هناك الكثير الكثير من الناس اذا سمعوا صوت الآذان يصدح ب الله أكبر ، تنهد تنهيدة " أوف " في جوفه متثاقلا
من أن يؤدي الصلاة و كأن الصلاة حمل ثقيل و كاهل يصعب تحقيقه ثم يقوم
ليؤدي تلك الفريضة الثقيلة ، هنا نكون منافقين بل و أسوأ
حيث قال : - سبحانه و تعالى - في شأن المنافقين في كتابه العزيز " و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى "
و لكم حرية الفهم المطلق في ذلك

أيضا قد نكون منافقين من منطلق " ذكر الله " حيث أن بعض المسلمين لا يتمتمون بذكر الله
أشهر طويلة و ربما يكون ذكر الله على شفاههم فقط في شهر رمضان بينما المنافقين يذكرون الله قليلا
حيث قال سبحانه في شأنهم " و لا يذكرون الله الا قليلا " و في ذلك إشارة لنا أن المسلم الذي يذكر الله قليلا
قد تساوى مع مرتبة المنافقين أي أنه أصبح منافقا و شتان بين مسلم قلبه يحيا بذكر الله
و مسلم قلبه خاو على عروشه ليس فيه حياة و أحببت أن أنوه ذكر الله لا يكون بالصلاة و الصيام
فحسب بل بالعقل و اللسان و الجوارح


و في نهاية حديثي البسيط أحببت أن أذكر حديث رسولنا الكريم حينما ذكر صفات المنافقين


حديث أبي هريرة رضي الله عنه , قال , قال رسول الله صل الله عليه و سلم :
( آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان )



لو تأملنا قليلا فقط في قوله " إذا حدث كذب " لأدركنا حجم الغفلة التي تمكنت من قلوبنا و عقولنا ،
حديث رسولنا مخيف مفزع و الهلاك الهلاك لمن حاز على خصلة من خصل النفاق تلك
عافانا الله و إياكم من أن يتمكن ذاك المرض من قلوبنا فنهوى في قعر النار كيف لا
و قد قال سبحانه " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار "

إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤