أقبلَ وعيناه مكسورتان يخطو بخَطواتٍ مُتراجِعة . ولسانه يُتمتم مصحوباً برعشة كيانه كُلِّه ،هل أجد عملاً ولو يوماً بالأسبوع ؟!!..

غزة.. هذه المدينة الحزينة التي لم يعُد يليقُ بها مصطلح "عصيّةٌ على الكسر".. ألا تُكسرُ الأمُّ بكسرة أبنائها ؟
قد كُسرت الأم بأبنائها أيها الكاتب للتاريخ.. حتى الأحجار تهشّمت يا من تدّعي الصمود.

في صدر كل شِبرٍ من أشبارها ألمٌ يُذيبُ القلب.. القليل ما نسمعه والعظيم ما نجهله..

حتى القصص أصبحت روتين يتكرر.. وكأننا اعتدنا عليها وأصبح الألم سائغاً شرابه حتى الفناء رويداً رويدا .

وإن أشدّ ما يؤلم هو قسوة أهلها على بعضهم.. مناطحة المخرز لنفس اليد التي تحمله، الرحمة قلّ ما تجدها..

لا تزِد على أُمّك
ارحم تُرحم يا بني آدم.
ارحم تُرحم أيها الراحل.
غزة يا وجع القلب ..

إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤