04-13-2019
|
|
|
أريد أن أحتل كِتفك حين يُهاجمني العالم ، وأن أتوسط حُضنك حين يأكل أطرافي البرد
أريد أن أحتل كِتفك حين يُهاجمني العالم ، وأن أتوسط حُضنك حين يأكل أطرافي البرد .

من جُورديف إلى إيلينا :
" يا مَلاذي الوحيد ، أنا غَارق في وحدتي تماماً ، وفي حنيني إليّك ، وجهك يفترس على قلبي ،
وينقض قلبي عليه يُقبله مرة تلو المَرة ، متَى سَنلتقي ، متى ستركضين نَحوي كما يركض طِفل ضَائع وجد أمهُ في ظِل زحمة هذا العالم البائس !
تعالي قَبلي لي وجهي ، وخذيني ، تحسسي لي شعر ذقني ، وابكيّني ، وخافي فُقدي !
أنني يا إيلينا ألعنّ المسافات ، ألعن خطوط الإتصال المُنقطعة بيينا ، وأكره كل أسباب البُعد التي تمر بنا !
البرد في قَلبي قَارص ، إنهُ برد الحنين ، ووحدك المِعطف !
أبكي يا إيلينا لأنني في البُعد عنك أفقدني ، ولأنني أصبح الطِفل الصغير الذي في قلبي !
أبكي لأنني لم أعد أحتمل برد الحنين الذي في قلبي أكثر فأكثر ! ولأنني أبدو شاحباً جداً ، ولا شيء يُعزيني ! ووحدك عزائِي يا إيلينا.

" كَيف إستَطعتي أن تفعلي كل هذا بي ! أن أشعر بالفقد في ضل وجودي بين الآف الأشخاص ، والحنين والهلع والخُوف !
لقد جعلتي مني شَخص لا يتوقف عن الإنتظار ! أنتظر صوتك ، رائحتك وصورة وجهك ،
أنني أقف طوال الوقت عند كابينة الهاتف أنتظر أن تتصلي بي ! أن تقولي لي : إفتقدتك جداً ، ماذا عساي أن أفعل بدونك !
أريد أن نبتلع الحُزن معاً ، أن نَرقص ، وأن نضحك على كُل ذكرياتنا الماضية ، أريد أن نتذكر معاً أول لقاء ، أول إعتراف وأول أحبك بيننا !
أريد أن أحتل كِتفك حين يُهاجمني العالم ، وأن أتوسط حُضنك حين يأكل أطرافي البرد .
كيف أقول لكِ يا إيلينا بطريقة أبسط من أن تحتاج للشرح أنني أكره بعدك ! أكره كل المسافات التي تفصلنا !
وأكره أن أمضي حياتي بلا وجودك إلى جانبي !

تعالي ،
تخيّلي أنا أبكي طوال الوقت ، أبكي وأنا أتذكر كل الذي مضى ، حتى أفضل ذكرياتنا معاً.
لا أدري إن كنت حقاً ممتناً للصدفة التي جمعتنا ، أو أنني أمقتها وبشدة ، تلك اللحظة التي حين ظَهرت في حياتي شعرت وكأن روحي قد أعادها الله إليّ بعد غياب طويل ، وموت مُريب.
أنا خائف يا إيلينا منكِ لا من الحب ، وخائف من كون شعوري تجاهك لا يمد للطمأنينة بصلة ، انا الذي أجاهد طويلاً لأجل ذرة سلام واحدة !
أريد وجهك أكثر ، ضحكتك ، بريق عيناك في أول مرة إلتقينا ، حضنك ، أمومتك كلها ، وحديثك الذي لا يتوقف !
|