02-28-2018
|
|
|
بكاء الأصابع .!
| من كتاب بكاء الأصابع |
انتهي من كتابة النص ، فيشيخ الزمن مجددا وتعود الحياة الى رتابتها. لم أعد أعرف ما الجدوى مما أكتب ، و إن كان تدوين أفكاري الغربية بهذا الشكل ضربا من الحماقة أو محاولة للنجاة .. إنما أدرك جيدا أنني لولا الكتابة لكنت مجنونة أو خرقاء تقوم كل صباح بالبحث عن نفسها و لا تجد سوى انعكاس لملامح أنثى في المرآة.
أنا مجبرة الآن على الشعور باللامبالاة تجاه الأشخاص و الأشياء من حولي لأنها جميعا مكررة. لا شيء يثير الاهتمام ، الوقت يلتهم ما يمر به بطريقة سيئة تخلّف الكثير من الفُتات. و أنا ، أحاول بشكل جدي جمع هذه الأجزاء الناجية من جشع الزمن لأشكّل منها المكان الخيالي الذي يظهر فقط حين أشرد ، أكتب ، و أقرأ ليلا على أريكتي المتهالكة. الحقيقة الوحيدة الجديرة بالتصديق ، هي أن كل شيء في هذا العالم يؤول الى البؤس ، أننا نتمسك بالتفاصيل الصغيرة و نحن مغمضي الأعين كي لا نلمح الهاوية التي تقترب يوما بعد يوم. نحن نقنع أنفسنا عبثا أننا مرتاحون و سعداء ، و أن العمى الذي نتظاهر به أفضل بكثير من رؤية وجه الواقع الدميم.
/ يشبهني
.{ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين }
|