وعد بلفور اتفاق استعماري
 

قليلون هم اللذين تحدثوا عن حقيقة وعد بلفور كأتفاق استعماري استكمالي للقرار الذي تمخض عن مؤتمر بترمان الذي عقد في لندن سنة 1905 بدعوه من حزب المحافظين البريطاني . والذي شاركت فيه معظم الدول الاوروبيه والذي دعا لإقامة كيان غريب موال لأوروبا . يكون بمثابة قاعده عسكريه اقتصاديه استراتيجيه متقدمه في المنطقه العربيه الممتده من الخليج العربي الى الشواطئ الغربيه لآسيا على البحر الأبيض المتوسط فوعد بلفور لم يكن مجرد رساله أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومه البريطانيه لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين . انما كان رسالة تطمين وتأكيد على قبول بريطانيا والدول الاوروبيه لعرض الحركه الصهيونيه . لتكون الجسم الذي قرر مؤتمر بترمان اقامته في المنطقه العربيه لتأمين السيطره على الوطن العربي وتمزيقه لتسهيل عملية السيطره على ثرواته الطبيعيه . فقد كانت اوروبا مهددة بأنهيار اقتصادي رهيب ما لم تسيطر على المنطقه العربيه غرب آسيا . والتي تزخر بالثروات الطبيعيه وعلى رأسها البترول الذي يشكل العصب الرئيسي للأقتصاد الأوروبي . لم تكن موافقة بريطانيا عامه وأوروبا خاصه على اقامة الكيان الصهيوني في فلسطين حباً في اليهود بل رغبه في التخلص منهم كقذاره كانت تزكم انوف الاوروبيون وكانت تثير الكثير من المشاكل لهم على امتدد عقود طويله بسبب سيطرة اليهود على نسبه كبيره من راس المال الأوروبي وكان زعماء اليهود يتطلعون لإقامة كيان مستقل لهم يمارسون من خلاله السيطره على العالم وقد اوضح ذلك مؤتمر بازل في سوسرا حيث طرح فيه ثلاث مناطق لاقامة الكيان اليهودي المستقل كانت فلسطين احداها . وقد قرر المؤتمر اعتماد اطروحة ثيودور هرتزل لإقامة ذلك الكيان في فلسطين لما لها من صله روحيه بالديانه اليهوديه يمكن استغلالها لإقناع اليهود بالهجره اليها خصوصاً أن هناك الكثير من قادة اليهود كانوا معارضين لفكرة الكيان المستقل او ما اسموه بالوطن القومي لليهود . وقد عرض هرتزل على قادة مؤتمر بترمان فكرته التي تتماشى مع قرار المؤتمر . اقامة كيان في وسط العالم العربي يكون بمثابة قاعده عسكريه واقتصاديه لأوروبا تمكنهم من السيطره على ثروات المنطقه .. مما سبق نجد أن وعد بلفور لم يكن مجرد رساله أنما كان ابلاغ للحركه الصهيونيه بموافقة بريطانيا ومعها دول اوروبا على اعتماد الحركه الصهيونيه كمنفذ لفكرة وقرار قادة مؤتمر بترمان . ولم يكن احتلال بريطانيا لفلسطين وفق اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916بين بريطانيا وفرنسا الا تمهيداً لتنفيذ قرار مؤتمر بتر مان .. أن اوروبا مجتمعه مشاركه في الجريمه الكبرى التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني والتي تمثلت بإقامة الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينيه بعد طرد سكانها الاصليين . فقرار اقامة الكيان الصهيوني هو قرار اوروبي مشترك . كانت بريطانيا المنفذ المباشر له . أن القول أن بريطانيا يجب أن تعتذر عن جريمتها بحق الشعب الفلسطيني ما هو إلا مجرد كلام للاستهلاك المحلي او لجهل بالتاريخ فالتاريخ واضح صريح ولا يقبل أي تزييف له . والتاريخ يقول أن الكيان الصهيوني هو قاعده متقدمه في الشرق الأوسط تخدم الأغراض الأستعماريه وقد شارك وما زال يشارك في بقائها حكومات المجتمع الأوروبي كامله وأن أي عمل سياسي يهدف لعمل سلام يأخذ بعين الأعتبار تفوق الكيان الصهيوني العسكري والاقتصادي . على الكيانات السياسيه الموجودة في المنطقه . ولن يحصل الشعب الفلسطيني على أكثر مما حصل عليه لغاية الآن . ألا وهو سلطه تقوم على ادارة شؤون السكان الفلسطينيين دون أي سلطه حقيقيه لا على الحدود ولا على السماء ولا حتى على الثروات الطبيعيه . وأن القول بأن اسرائيل تريد صنع سلام مع الفلسطينيين ليست إلا اضاعه للوقت وذر للرماد في أعين العالم وأن المفاوضات وقت تستغله اسرائيل لإحكام سيطرتها على الأرض الفلسطينيه وإكمال سلسلة المستوطنات . التي يسير العمل فيها بوتيره عاليه ومخالفه للقرارات الدوليه التي لا تساوي الورق الذي كتبت عليه . حول المدن الفلسطينيه كنوع من خلق الوقائع على الأرض ولاستحالة قيام دوله فلسطينيه ذات حدود جغرافيه وسلطه فعليه على الأرض والسماء والثروات الطبيعيه

الله يلعنه هالوعد ويلعن صاحبه

شكراً يا انيق
علي الجلب

من أبشع ما خلفه التاريخ لنا , ذكرى وعد بلفور المشؤوم جريمة بحق الحياة , بحق الوطن , بحق كل شيء
حروفك متعبة و حزينة ..
أكتفي بشكرك ..!

وعد الله أقوى من وعد بلفور

أنرت يا صديقي

شكراً لحسن قرأتك