![]() |
" ماما سلمى " صوتٌ مات منذ عامين !
" ماما سلمى " صوتٌ مات منذ عامين !
ملاحظة / ليس مهما أن تقرأ ..~ " ماما سلمى " ذاك الاسم الأكثر حضورا في قلبي ، الاسم الذي أبصرت به الحياة 17 عاما ، الاسم الذي علمني فأدبني و هذبني ثم أصلحني ، الاسم القابع في ذاكرتي لا يموت حتى و ان شخت و أصبحت عجوز ، الاسم الذي مات واقعا و لم يمت بروحي أبدا ..! نعم هي في حقيقة الأمر " جدتي " و ليست بأمي ، و لها من اسمها سر ،، ! عندما أرخى الليل سدوله و هدأ الكون عن الضجيج و بدأت مهمة القمر في الحياة بأن يضيء تماما هو ك جدتي يضيء مثلها و هي الحاضرة دوما تذكرتها و هي التي لا تغيب ، المتخفية بجسدها في تراب الأرض ، الفائضة بروحها في روحي تذكرتها و هي التي لا تشبه أحد ، لم يكن يشغلها في الحياة سوى التعليم حيث كانت معلمة للغة العربية و التدبير و الأشغال هكذا هي متعددة المواهب متمردة نوعا ما تكره عادات المجتمع العقيمة و لا تسلم بها ترفضها بشكل مفرط ، لا تحب الجلوس في البيت كثيرا ، و كانت قارئة عظيمة ، و لطالما أهدتني كتبا و في نهاية قراءتي للكتاب ، تحب أن تستنتج ثمرة قراءتي فتسألني عما يدور فيه ، هي ليست كباقي الجدات فالذي اعلمه أن الجدة تحب إطعام حفيدها بشكل مفرط اما هي فتجلسني و تلقي لي بكتاب ، زمن أنيق لن يعود ، قاسية الى حد ما و لكن تقسو عند الخطأ لا بد و انها تشربت قسوتها تلك من زوجة أبيها حيث لم تكن لها سوى وحش يمزق احلامها فكان لها بأن ترث من قسوتها شيء ، لينة مع الصواب تحب النجاح بشكل مبالغ فيه و كذلك الدين و بالدرجة الاولى ، ترفض التشدد و تحب الاعتدال و هكذا ربتني ، رغبتها اللحيحة بأن يخرج من بين يديها حفيد حافظ للقرآن و لقد تحقق لم تتماشى جدتي مع تراث شعبنا القديم سوى بتطريز الثوب الفلاحي للفتيات و غناء بعض الأناشيد القديمة ، جدتي لم تكن لاجئة و كانت تحب القدس بشغف ، كثيرا ما صلت تحت القبة الصفراء ، و كانت كثيرة السفر ، مشغولة غلى الدوام ، جدتي تجرعت علقم الموت منذ صغرها مرة بموت أمها و هي في الثانية من عمرها و مرة بموت زوجها و كان أطفالها صغارا الشيء الذي أكسبها بعضا من الشدة ، " ماما سلمى " الاسم الذي لقنتنا منذ الصغر بأن يكون ندائنا لها به الاسم الذي تحبه و لا يشعرها بالكبر و هي الشابة حينها ، كانت تفضل اللون الكموني و الأسود دائما فكانت كلما رآتها طالبات فصلها ترتدي ذاك اللون صاحوا عند دخولها للفصل " ماما سلمى يا عيوني يلي لابسة الكموني لما بتيجي على الصف زي الام الحنوني " حقا أحسدهم و يا ليتني كنت معهم ، كانت جدتي على قدر كبير من الجمال ، كنت أرى بملامحها وطن أرسم فيه أحلامي ، و بعينيها يسكن كل الأمل ، جدتي لوث در خديها صفعة يهودي نتن و هي تحاول أن تحمي بيتها لطالما أبغضتنا من الاحتلال لطالما روت لنا أفعاله لطالما أجهشت البكاء و تظاهرت بالقوة ..! و هي القوية بحق ، جدتي كانت منفتحة و جدا و لكن داخل ايطار الدين و لطالما أخبرتني فقالت : عزيزتي إن التقدم لا يعني أن نتبع الغرب أو نقلدهم انما هو التقدم في الدين فإذا أردت التحضر و التطور تمسكي بدينك و اقرأي كثيرا و أضافت ضاحكة ، و لا تنسي القهوة ! حسنا أشهد القهوة مرة و جدا الا معها كنت أحب أن أشاركها و لا اشعر بمرارة أبدا كيف لا و حلو الحياة كله أمام عيناي ، جدتي لطالما نقضها مجتمعي الغريب من كلمات قاسية و مريضة فتارة يقولون معلمة و تخرج من المنزل و زوجها ميت و لديها أطفال و تارة يقولون تسافر كثيرا ياللعار و تارة يقولون ترفع السدال عن وجهها لقد شوهت ما بقي في العائلة من حياء ! أقاويلهم العقيمة لم تزدها سوى إصرار و ثبات و عزيمة فكلهم ندموا و خسروا و وحدها الفائزة ! دائما ما رددت " كلا إن معي ربي سيهدين " ،، و في أخر ما تبقى لها من أنفاس في الحياة هدأت قواها و تيبست مع المرض أوجعها قلبها كثيرا فقضى عليها كثيرا ما تحمل ذاك القلب من أوجاع و هموم فأراد الله أن يرحمها ففارقتني منذ عامين ، لقد خلعت كل الألوان و انفردت بالأبيض اكتفت عيناي بالغرغرة و دفنوا قلبي معها ، النعش , ذاك الهيكل المرعب كاد يبكي لبكائنا ، مرارة الفقد هي الأصعب على الإطلاق و لكن كلما اشتعل قلبي اشتياقا وجدتها في أول المنام تنتظرني مر عامين و هي تعلم أخباري ! أتعلمون ، كنت قد رسمتها مرة ثم جاءتني في المنام فقالت عيناي ليست هكذا ثم أمسكت بالقلم و قامت بتعديلهما ثم جاءتني مرة اخرى فقالت ان دعائك يرفرف على قلبي كالطير ، حقا ما أصعب التعلق بغائب لا يعود ، الأيام التي توالت بعد فقدها هي الأصعب آهٍ , كيف لهذا القلب أن يتحمل ! فـ كل عام و هي في أعلى مراتب الجنان و كل عام و أنا الحزينة لفقدها أحبها و ليتها تعود ..! |
وهل يوجد أصعب من فقد غالٍ حرمتنا اياه الحياة
لاأوجع الله قلبكِ على غالٍ عزيزتي راقتني سطوركِ وأجدتِ تطويع الحروف سلم نبضكِ وفكركِ كوني بخير |
اقتباس:
أنرتِ المكان ..~ |
حقا ما أصعب التعلق بغائب لا يعود ، الأيام التي توالت بعد فقدها هي الأصعب
آهٍ , كيف لهذا القلب أن يتحمل ! فـ كل عام و هي في أعلى مراتب الجنان و كل عام و أنا الحزينة لفقدها أحبها و ليتها تعود ..! غاليتي وتر انتي مبدعه بالعزف ع وتر الاحساس ! كلمات فعلا مؤثرة اكتفي بهذا القدر من الرد مع تقييمي وليته يكفي ^^ |
كلنا مررنا وسنمر بتلك اللحظات العصيبة
في فراق الاحباب هذا هي الحياة المبدعة وتر صدقاً لم أجد قلماً ك قلمك تبدعي في انتقاء الكلمات بشكرك جداً لطرحك الرائع رغم ما به من حزن تحياتي |
اقتباس:
ما ننحرم تشجيعك الدائم |
بعض الكلمات بقائها فِ القلب أجمل . .
كيف تمنعينا من قراءة الكلام هاد يا ريت كل حدا يقرأ هالحكي .. لانه هيستفيد كثير زي ما استفدت حبيت حكايتك عن جدتك من بدايه الكلام و حتى نهايته فأنتي محظوظه بهذه الجده التى رأت من الحياة ما لم يقوى عليه احد و لكنها احبت انا تكون مختلفه .. تحدت و صمدت و لم تضعف لشيء قوتها و ارادتها كانتا حصن منيع لها يحميها من قساوة الحياه و لم ارى حفيدة مثلك بهذه الروح النقيه الجميلةة و جمال قلبك الذي لا يحظى اي احد الحزن ف القلب لا بد منه و لكن ليس بيدنا سوا الدعاء لاحبابنا و يجب ان تكوني وريثتها ف القوة و الحكمة و الفكر و الحلم و الأمل فهي لا تنتظر منك حزنا ولا دموعا . و لكنها تنتظر منك دعاء لها و سعادة لكي بالنسبه لقلمك .. فكان اسلوبك اكثر من رائع حبيت طريقة سردك للموضوع كاني بقرأ لكاتب كبير و مش بجامل والله ارجو انا تكوني بخيرر و انا يجمعكي ربي بها ف الجنان ان شاء الله كل الشكر لكي و لقلمك |
وصفتيها بشكل جداًَ ابداعي وجميل ..
حبيت كل الحكي الموجود بدل ع شخصية راقية ومذهلة .. وكلماتك كانت قوية وموثرة بقوة .. موفقة دائماً في كل شيء |
اقتباس:
|
اقتباس:
و لكن ليس لي بذلك حول و لا قوة .. يا ريت لو أكن بربع شخصيتها حبيت ردك جداً شكراً لانو قلمي أعجبك و اما قصة كاتب كبير فهاي كبيرة عليا هههه ربنا يسعدك يا رب |
| الساعة الآن 01:46 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
![]()
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.