منتديات قلب فلسطين

منتديات قلب فلسطين (https://www.heartps.com/vb/index.php)
-   إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية (https://www.heartps.com/vb/forumdisplay.php?f=36)
-   -   نرجس .. قصة قصيرة (https://www.heartps.com/vb/showthread.php?t=47503)

عدي بلال 05-30-2020 09:59 PM

نرجس .. قصة قصيرة
 
أهدي هذ النص إلى الزميلة الجميلة .أ استثنائية .. مع التحية

نرجس
قصة قصيرة



مضى عام ونيف مُذّ أهدتني ( نرجس ) أول تحية عبر الهاتف، ولا تزال كلماتها لحناً أتوق لمسمعه كل صباح.
أقعد خلف مكتبي، ومع كل رنةٍ من جهازي المحمول، ينتفض قلبي كعصفور بللهُ الندى، في انتظار مكالمتها كما وعدتني ليلة البارحة.
ذات شجاعةٍ، أخبرتها بأنني أريد أن أراها، بعد أن عشقتها أذني كل هذه المدة، وأصررت على ذلك .. حتى أنني لوحت لها بالفراق بطريقة غير مباشرة، ووعدتني أن تفكر آناء الليل، وتخبرني بقرارها.
قالت: لا أنكر بأنني أسيرةٌ لسحر كلماتك معي، أرددها ونفسي سائر اليومِ، ومشاعري تضطرب في صدري كلما سمعت صوتك .. امهلني وسيأتيك ردي.
في كل مكالمة كان شعوري يزداد يقيناً، بأن شيئاً مّا يربط بيننا، ضحكاتها، تأتأتها أحياناً، وكنت أعشق تفاصيلها في كل مرة.
أمسكت جهازي، وهززته أمامي معاتباً، لمَ لا تريحني وتُسمعني رنينك ..!؟
فكأنما استجاب حين رأيت اسمها على شاشته، تنهدت ثم قلت بصوتٍ خافت.
- الو
- موافقة يا حبيبي .
- بما ناديتني ..؟ حبيبي ..؟!

كان صمتها كافٍ لأتيقن بأن درجة حرارتي في معدلها الطبيعي، رغم دقات قلبي المتسارعة.

- أريد رؤيتكِ الساعة يا نرجس .
- حسناً، سأوافيك في الحديقة العامة، قرب النافورة، بعد ساعة.
- رائع .. ولكن كيف سأعرفكِ ..؟

ضحكت وقالت: أنا سأعرفك، مع السلامة.

لوهلةٍ .. اعتقدتُ بأن ما حدث كان مجرد حلم يقظةٍ، سرعان ما ستغتاله الحقيقة.
بيد أنني أفقت من شرودي، وهرولت إلى بائع الورد، تراها .. أي نوع من الورود تحب ..؟
( سأهدي جوري قلبي إلى نرجسي في أول لقاء ) حدثت نفسي..

عند دخولي من باب الحديقة، عجلت بخطواتي إلى أقرب كرسي، حول النافورة، رتبت هندامي، وهدأت من روع نفسي.

عقارب الساعةِ تعاند الوقت، وترفض أن تكشف الستار عن وجه من أحببت صوتها، وتخيلها عقلي مراتِ ومرات.
( وصفت لي نفسها، طولها، ووزنها، ولون عينيها، وصفاء بشرتها .. )
( أحببت عقلها، ورومانسيتها، خوفها عليّ، ضحكتها .. إني أحبها بلا شك )
كانت الأحاديث تترى في نفسي، تأخذني إلى جنانٍ، تكون هي مليكتها، حتى رأيت من بعيدٍ فتاةٌ أعرفها .. وليتها لا تراني الساعة، بل لا تراني أبدا.

حاولت أن أشيح بوجهي عنها، وأنشغل بجهازي النقال .. لكن ..

- أهلاً كيف حالك يا جار .؟
- أهلا ً جارتي .. بخير والحمد لله

كل ما كان يشغل بالي هو ان تأتي " نرجس " فتراني معها، وعبثاً حاولت أن أجد طريقة لصرفها من هنا .

- كيف حالكِ يا جارتنا .؟
- اسمي " نرجس " يا جاري، وسعيدةُ بأنني أتحدث إليك.

ثم إنها ابتسمت، وعلت حمرة الخجل على خديها.

- وأنا سعيدٌ بهذه الصدفة، هل تنتظرين أحداً ..؟
كنت أدعوا الله أن تقول ( نعم ) وتمضي، قبل وصول " نرجس "، لعلها أتت إلى الحديقة، وتراقبني الآن من بعيد ..!
- نعم .. ويبدو بانه موجود، ولكن لا يراني
قالت جملتها في اقتضابٍ، وعصبية، لم أجد لها تفسيرا
- لعله في مكان آخر، عليكِ ان تبحثي جيداً، فالحديقة كما ترين كبيرة وواسعة، متاكدٌ بأنكِ ستجدينه على الطرف الآخر من النافورة ..
- ربما .. وأنت؟ هل تنتظر أحدا ..؟

حسمت أمري، ووقفت قبالتها، وعبثاُ حاولت اخفاء ارتباكي أمامها، تنحنحت، وقلت:
- أجل .. أنتظر لقاء فتاة أحلامي، وهو موعدنا الاول، وأخشى ما أخشاه أن تأتي، ويتعكر صفو اللقاء ..! أرجوكِ أن تعذريني .

تبسمت، وقالت:
- لا عليك .. لا عليك .. وهل تراها الآن ؟

جُلت بنظري أرجاء الحديقة ثم قلت ..
- ليس بعد .. ولكنني سأشعر بها بمجرد وصولها .
- متاكدة من ذلك أنا .. متأكدة.
- أتظنين بأنها ستأتي ..؟

صمتت للحظةٍ، ثم قالت:
- لا أظن .. ليس من جديد ..!

قالت جملتها الأخير، ومضت في طريقها، وتركتني في حيرةٍ من ردها.. حتى غابت في الزحام.

قعدت على الكرسي، تنهدت، وتنفست الصعداء، وقلت في نفسي
- الحمد لله .. حقاً ليس كل " نرجس ) كنرجسي أنا ..
آآه أين أنتِ يا " نرجس " ..!

تمت

سارة المصرية 05-30-2020 10:07 PM

نرجسك ترها فقط ف الأحلام استاذ عدي
قصه حلوة كتير رغم نهايتها القاسيه

هنيئا لكي الاهداء استثنائيه

عذبة المشاعر 05-30-2020 10:27 PM

طبعا القصة رائعه وجدا ، لكن نهاية قاسية .
حزنت على نرجس ولم أحزن على الشاب .
ألا ترى معي أنها مظلومة بعدم إحساس الشاب بها😭؟
(نعم .. ويبدو بانه موجود، ولكن لا يراني
قالت جملتها في اقتضابٍ، وعصبية، لم أجد لها تفسيرا )
أكثر ما إستفزني بأنه لم يشعر بها بروحه ، معها حق أن تنفعل .
إنسجمت بالقصة جدا .
تحياتي أستاذ عدي

الصياد 05-31-2020 08:52 AM

\
القصة جميلة والنهاية حلوة وطبيعي ما يحس فيها ولا بوجودها
لمجرد انهم كانوا يحكوا بالتلفون
وواضح انه نرجس جارته بشعة لهيك ما خطر ع باله ابداً تكون هي نرجسه
يعطيك العافية ع القصة الجميلة وموفق بكل كتاباتك ..

مذهل . 05-31-2020 08:16 PM

وضعتنا امام تساؤل
لما الاشخاص من خلف الشاشات نحبهم وعندما نقابلهم بالواقع نحترمهم لكن الحب الذي اختزلناه لهم لا يبقى او يقل
لان كل شخص يرسم فتاة احلامه ولا يريد لذاك الحلم ان يتعكر بمجرد شكل لا يعجب به

لذلك على الانسان اذا اراد الزواج او التعارف ليس من خلف الشاشات
لان بعض الحقائق صادمة


سلمت للقصة الجميلة

شغف 06-01-2020 05:46 AM

قصه رائعه وسردها كثير جميل
دايما اسلوبك انيق وراقي استاذ
راقتني حروف قصتك من بدايتها لنهايتها
وتسلم لتلبية الطلب من طيبك استاذ عدي
ربي يسعدك

سمراء ! 06-01-2020 05:58 AM

نرجس .. #
هي قضية شائكة .. في العالم الافتراضي ..



المقابلة بين الواقع والخيال ...
نرجس .. الشخصية الذكية والتي لعبت دور الحبيبة التي عرفت وتعرف هدفها حتى من خلف الشاشة ..
وتقول جااري ...!!!
إذن تعرفه ...
هي شجاعة ..وصادقة مع مشاعرها على الأقل .. ومدركة تماما هدفها في الحب ... يعني بعبارة أخرى ..
هي عرفت من أحبت وما ينتظرها في الحديقة !

السؤال ...#
هو . الجار . الحبيب . المترقب لكل بادرة حب من نرجس ...
أكان بقلبه حبا صادقا فعلا .. أم فضولا .. للتعرف على نرجسه ..
لم يكن متوقعا أن ما ينتظره هو حب ابنة الجيران ..!!!
وبالطبع هو يبحث عن واقع مجهول لغيره .. عن نفسه
يعني .. شخص بالكرتونة .. لا تعرفه نرجس
لكن هو يعرف نفسه تماما !!
هي أحبته .. وجاءته !
هو أمامها .. ولم تصارحه أنها هي ... !
هو يبحث عن غيرها بتفاصيلها .. !
كم شعوره خذله ..!!
وكم أبدى تعلّقه بالوهم ...
أنا ..
حزنت على قلبه أكثر من حزني على نرجس
لأنه فقد بوصلته حتى في العشق مع نفسه ولغيره !

/
الصورة هنا تجلّت .. وسمت ..
السرد حدّ الدهشة مثير ..
أدق التفاصيل في تصوير الشعور مبهرة ..
أنت سارد بمهارة ..
كل التقدير .. لأدبك وقلمك !

متابعة بشغف .... ��

عدي بلال 06-03-2020 01:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المصرية (المشاركة 2613632)
نرجسك ترها فقط ف الأحلام استاذ عدي
قصه حلوة كتير رغم نهايتها القاسيه

هنيئا لكي الاهداء استثنائيه

القديرة سارة المصرية

سرني تفاعلكِ مع النص، الذي يطرح إشكالية في طريقة التواصل، وحجم توقعات كل طرف .

لكِ من الود وافره..

عدي بلال 06-03-2020 02:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذبة المشاعر (المشاركة 2613636)
طبعا القصة رائعه وجدا ، لكن نهاية قاسية .
حزنت على نرجس ولم أحزن على الشاب .
ألا ترى معي أنها مظلومة بعدم إحساس الشاب بها😭؟
(نعم .. ويبدو بانه موجود، ولكن لا يراني
قالت جملتها في اقتضابٍ، وعصبية، لم أجد لها تفسيرا )
أكثر ما إستفزني بأنه لم يشعر بها بروحه ، معها حق أن تنفعل .
إنسجمت بالقصة جدا .
تحياتي أستاذ عدي

أ. عذبة

سعيدٌ بتفاعلكِ مع النص، وشعرت به من خلال سطوركِ .

الإشكالية هنا بين شخصيتين

( نرجس ) التي كان ينقصها الثقة في نفسها ( شكلاً ) ، فقررت أن تُظهر جوهرها، لعلها تظفر بمن أحبت حين اللقاء .
وبطلنا الذي أحب جوهرها، ووصفها لنفسها ، لكنه أضاع بوصلته ( اللقاء ) .

لنقل بأن نرجس أصيبت بخيبة أمل ، وكذلك هو .. وكلٌ له أسبابه.

شكري وامتناني

عدي بلال 06-03-2020 02:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصياد (المشاركة 2613781)
\
القصة جميلة والنهاية حلوة وطبيعي ما يحس فيها ولا بوجودها
لمجرد انهم كانوا يحكوا بالتلفون
وواضح انه نرجس جارته بشعة لهيك ما خطر ع باله ابداً تكون هي نرجسه
يعطيك العافية ع القصة الجميلة وموفق بكل كتاباتك ..

القدير الصياد

سرني تفاعلك مع النص ، والجمال نسبي/ فلا توجد أنثى بشعة من وجهة نظري .( القلب وما يهوى )

حصدنا أول مدافع عن بطلنا هههه

ممتنٌ لك تواجدك وتعقيبك وكلماتك الطيبة أخي محمود

كل التحية


الساعة الآن 04:54 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.