| (صقر) |
05-22-2020 01:02 PM |
عازفة العود !
إلى السيدة التي أهدتني عندليباً ثم طار ، بين حلقي وحلقها ألف نغم وضريح ، مثل الموت وأداتني برائحتها ودفنتني في شعرها الكثيف ، وتحول قبري بين كتفيها إلى مزار وشعرها إلى جنه ، شعرها المسكوب برفق على ظهرها يحولني إلى ميت ويجعلني أنغمس في رائحتها أكثر ، رائحتها المعجونة بالجنة !
في كل مرة أبدأ بالتفكير الجدي يتحول عقلي إلى قمر إصطناعي فقد رواده السيطرة عليه وأصبح ضائعاً في الفضاء ، أنا التائه بين حبها وحبي لها ، كيف لهذه البنت التي تجلس على الكرسي الخشبي بين مجموعة كبيرة أن تسلبني إلى هذه الدرجة ، البنت التي تتوسد العود وتلبس نظارة تخبئ عينيها بشكل إرستقراطي ، كيف لي أن أقفز من الصف الأخير وأدس نفسي بين كل تلك الوجوده وأختارها هي بالتحديد ؟
فرقتها الموسيقية ليست محترفة لكنها موهوبة وعزفها على الوتر الذي يلف القلب يسلب الوجدان مباشرة ، أنا الذي أميل للعزلة عن الناس أجدني أزاحم الحشود في سبيل أن أكون في الصف الأمامي ليس من أجل أن تكون دقة السمع أكثر ، لكن من أجل أن أقتنص زاوية مشاهدة تكون مريحة بالنسبة لي ثم أسبل عيناي نحوها بشدة ، ترتاح عيناي منذ ان يسقط نظري على يديها وهما تمسكان العود والوجه المتورد بخجل يقتلني ثم لا يحييني ، النظرة الأولى التي لم تنتهي بعد كل هذه الأيام ولم أمل ولم أي أجد أي حرج في نفسي وأنا أسرق النظرة تلو النظرة حتى فستانها الذي يلف جسدها غزلته بنظري خيط خيط ، كيف يمكن أن أصل إلى حد الإرتواء منها وأنا في كل مرة أشيح بنظري عنها أجد عيناي تتنافسان على ذرف الدموع ، يالهذا الحب يامسكين الذي يحثك على البكاء والحزن ، أن تبكي من الحب هذا يعني أنك ضعيف وأن قلبك المتورم من الحب مريض وأن الحل الوحيد لتتماسك هو أن تتلو صلاة الشهيد على نحرها العاري ثم تموت !
|