منتديات قلب فلسطين - كل الأحداث والبلايا هذه، بعضنا لم يفق من غفلته ويرجع إلى ربه؟

ليش مع كل الأحداث والبلايا هذه، بعضنا لم يفق من غفلته ويرجع إلى ربه؟

ج / تنقطع عن كلام الله تلاوةً ، استماعا ، وتدبرا ، وتطول الجفوة بينك وبين كتابه ، تهجره ...

يضعف تركيزك مع الأذكار المعتادة في يومك وليلتك، فيقل ترديدك لها ، ثم يضعف التزامك بها شيئا فشيئا حتى تُضيّعها كلها أو تكاد ...

تفرط في تحصيل الخشوع في صلواتك وحضور قلبك فيها، حتى تعتاد السجود والركوع شاردًا ، وأنت ما تدري ما قلت ، فتحرم تذوق حلاوة الاطمئنان فيها ، وذهنك عالق فيما كان قبلها وفي ما سيأتي بعدها ...
تؤخرها لآخر أوقاتها كسلا أو انشغالا بغيرها ، مرارا ، ولا تتدارك ...

يطول الأمد وانت على ذا الحال فيقسو القلب، وتخبو حرارة روحك في جوفك، يخفت نورها، وقد ضعف ارتباطها بالسماء ...
يصير الايمان في صدرك كما الثوب البالي ...

حتى تحل بك حاجة تحمل همها ، أو يأتي وقت استجابة تريد أن تستغلّه ، فتقف على باب الدعاء فيه طمعا أن تلجه فلا تستطيع ..
قد انعقد لسانك وتاه قلبك وتزاحمت دعواتك ، وتشوشت أفكارك ، ولم تعرف كيف ولا من اين تبدأ ، لتصوغ ما في صدرك كلمات تبثها الى ربك ، لتثني عليه بما يليق به ، تسأله من فضله ورحمته ، تشكو اليه حالك وفقرك وتطرح بين يديه حاجتك وهمك ... لكنك تبقى واقفا هناك كالأبكم الأعجم ، عييّ اللسان لا تكاد تبين !

حينئذ تنتبه، وتعلم أنك ما حُرِمت التوفيق في هذه العبادة العظيمة إلا بتفريطك في كل ما سبق .. وأنك ما هيّأت قلبك ، وما حرصت على إبقائه حيّا ، لتجده حين تحتاجه !

° ° °
قال ابن القيم رحمه الله :
" لابد من سنة الغفلة ورقاد الهوى ,ولكن كن خفيف النوم فحراس البلد يصيحون : دنا الصباح ."
الفوائد

معاذ مخلوفي