سكنات الروح
 

هنا سأتواجد ...
عندما تجبرني مشاعري على التهامس بصمت مع نفسي
وهنا سأمطر حروفي ..
وكل ما يعبر عني من خواطر وشعر وما يروق لي
فليس كل ما أكتبه سيكون من كتاباتي
لكنه مرآه لما أشعر به من ألم .. وحزن .. وشوق.. وحنين .. وذكريات ...الخ
فالتقطوا حروفي لعلها تجسدكم كما تجسدني ...

..
..

19/6/2019

عليك دائماً ان تتقن فن اللعب بالمسافات ...
متى تبتعد و متى تقترب ... متى تتوفر و متى تمتنع ...
متى تتواجد ومتى تختفي ...
عليك أن تجيد معرفة المواقف التي يجدر بك الوقوف بها في الصف الاول فيكون لحضورك بهجة
والمواقف التي تتوسط بها الحشد فيكون لوجودك قيمة ...
والمواقف التي لا يجدر بك ان تقف فيها في الطابور منذ البداية فيكون لغيابك معنى ...
عليك أن تعلم جيداً متى يكون لاقترابك تقدير و متى يكون لبعدك تأثير ...
ان لا تكون قريباً فيعتادونك .... ولا بعيداً فتُنسى ...
متى تقترب خطواتك من القلب ... ومتى تقترب من العقل ...
ومتى تبتعد بكليهما ...
حين تتقن اللعب بالمسافات في كافة علاقاتك بأصدقائك بأقربائك بزواجك بعائلتك ..
ستنعم حقاً بالراحة و ستتعلم كيف تُقدر ذاتك و تُحافظ على نفسك من ان ترهقها بعطاءٍ يستنزفها او تَشُح بعطاء آخر فتشعرها بالندم ...
اللعب بالمسافات حسب الشخص و حسب الموقف وحسب التوقيت
هو معادلة قد تصعب قليلاً لكن حتماً سيتقنها من تألم كثيراً وهو يقترب و عانى كثيراً في الابتعاد ...

أحيانا نحب أن ننفرد مع أنفسنا
نسرح بفكرنا بعيدا عن ضوضاء هذا العالم حتى وإن كان عالمنا لا يشكل لنا عناء
لكن نرغب بأن نستمع لأحاديث قلوبنا واسترخاء نفوسنا ونضج عقولنا ...

أعتقد أن على الإنسان أن يجلس على هامش الحياة بهدوء وسكينة ولو لساعة واحدة فقط..
وبعيدا عن أي حسابات آنيّة.. ليسأل نفسه بصدق.. إلى أين هو ذاهب فعلا؟؟

غصاتٍ نحملها يا رب وحدك تعلمها نحملها على أكتافنا شاقين معها الابتسامات و الضحكات ...
ننتزع من رحم الحياة فرحة و الغصة التي تعرفها لا تكاد تنتهي مع نهاية المخاض ...
خلف هذه الابتسامات و الوجوه الضاحكة خيباتٍ لا يبوح بها القلب الا لمالك القلوب ...
خلف الرقصات و خطوط الضحك خطوط دموع تُخط في نهاية كل يومٍ على الوسائد ...
خلف كل إنسان تعرفه انسانٌ آخر لا تعرفه يتدارى خلف أعمدة الجسد لعلى وعسى أن يبقى قائماً
قل للهموم أن تنجلي وحدك الجبار القادر يا الله ...
وحدك تعرف ما تخفيه القلوب وما تخبئه النفوس و ما يتوارى خلف الكلمات
وحدك ترى الانسان الذي يخبأه كلّ منا داخله
ترى الحزن الذي نخفيه خلف الفرح
وترى الضعف الذي نخفيه خلف القوة
وترى الحنين الذي نخفيه خلف الكبرياء
وترى القلوب التي لا تخفيك شيء ...
قل لها أن تنجلي ليتجلى الأمان في نفوسنا... قل كن فيكون يا رب العباد

هي كما قالت الأساطير ... سقطت من الجنة فجأة وأتى أبي بها الى منزلنا ...
لا أعلم سبب برودة المنزل في غيابها حتى وان كان الفصل صيفاً ...
لماذا يفقد ألوانه عند خروجها ... ولماذا هي لهذا الجدران نورٌ و ماءٌ و حياة..
أول كلمة عند دخول المنزل " وين ماما " حتى الوالد فور دخوله " وين امكم "
وحين يجيب أحدهم في غرفتها او في المطبخ يمضي الجميع الى غرفهم دون ان يروها
احيانا مكتفيين بمعرفة تواجدها في البيت ليثلجوا صدورهم طمأنينة ..
ان خرجت لأي مكان يعم الصمت في المنزل حتى وان تواجد الجميع ...
لا يتكلمون سوياً يذهب كلٌ الى سريره او يشغل نفسه بالتلفاز او بنفسه ...حتى تعود لتعود الحياة و الصخب والأصوات و الضحكات ...
الأم هي النجاح الذي حققته أياً كان ...هي الأمان الذي يسكنك حتى في غربتك ... حتى في ابتعادك ...
هي أول مُتكأ أسندت نفسك عليه وانت تحاول المشي ...
اول كلمة نطقتها ... اول حضن تهرول اليه في الفرح و الحزن ... أول صديقة وأول حبيبة ...
أول المُصفقين لأبسط انجازاتك ... وآخر جمهورك مغادرة...
هي التي لا تحدد وقت لك فتهبك الزمن بفصوله و تقلباته و ساعاته ستجدها في أي وقت دفء و سنداً و ملجأ ..
هي من تهبك من جسدها أولاً ثم من عمرها ثانياً ثم كل حياتها بكاملها وحتى النهاية ... هي دُنياك و هي الجنة

مـن لا يرى فـي يـومه مـا يـستحق الـتبسم
فـليغلق عـينيه عـشرة دقـائق لـيعلم أن رؤيـة الـنور وحـدها
تـستحق الابـتسامة !!

‏عندما تتذوق الصعوبات في حياتك سيصبح عقلك أكبر من عمرك بكثير
فكل أَذى هو مستوى جديد من النضج
‏من لا يتألم لا يتعلم

لتعيش سعيداً
أفرغ رأسك من تفاهات الحياة
‏كن بسيطاً لا تتعمق و تجاهل لترتاح
‏أفعل الخير ولا تندم على ذلك

فى يوم من الأيام ستصل إلى قناعة أن كل ما مر بك قد أخذ منك ومضى لكنه علمك واعطاك شىء يفيدك ...
فالحياة لن تعلمك كيف تمسك بالأشياء
لكنها ستعلمك أيضا كيف تسقط أشياء مهمة من يدك لتستطيع ان تمسك بأشياء أهم