لاتحمل الغد على صدرك
دع الأمر لمدبر الأمر |
في كل قَدَر ثمّة حكمة خَفِيّة، قد لا تُدرَك في حينها، وفي كل تجربة مؤلمة ثمّة دَرس ينسج منهجه في أعماق الروح، فلا تعود الرؤية بعده كما كانت سابِقًا، بل تُصبِح أكثر تبصُّرًا، وتعقُّلاً، ورَوِيّة، وهذا دَيْدَن الحياة، تأخذ ضريبتها من النفوس لتُقَدِّم أثمَن هِباتها.
|
|
- الطريق البعيد، هل له بيت يعُود إليه إذا تعب السّفر؟
- الجدار الواقف منذ زمن، كيف يستريح؟ - المسافات القصيّة، كيف تتلاقى؟ - تلك الصبّارة الشائكة، هل وجدت صديقًا؟ - الجُرح الغارق في أنينه، من ينصت له، ويُضمّد جراحه؟ - الدّمعة الوحيدة، هل تستحقّ عناء البُكاء؟ - الصّمت، هل يشعُر بثقل الكلمات مثلنا؟ |
غدًا تخضرُّ الأرض
وترى في مكان الشوك وردًا وخزامى. |
ياأمتي لاتخافوا من مراياكم
واللهِ ماقُتِلَ المقتولُ لولاكمْ فالآن أقبحُ ماتأتُونَهُ الأسَفُ |
ليس نصرا أن تعيش
وليس هزيمة أن تموت ! الفكرة في كيف تعيش وعلى أي شيء تموت ؟ |
يا ترى بماذا يشعر الآن، لو كان حيًا، وهو وسط المطر المنهمر ودخان طائرته التي تحترق؟
ربما تعكس تأملاته العميقة في مأساة الشعوب التي احترقت في نيران ميليشياته. ربما يستذكر العذاب الذي لحق بالناس في عراء التهجير، برد ومطر، وثياب رقيقة، دون وجود فرق إنقاذ أو إغاثة. هو الآن وسط الدخان والمطر في فيافي مقفرة، تتردد في أذنيه صرخات المعاناة والبرد. فرق الإنقاذ لا تستطيع الوصول إليه، تمامًا كما لم تستطع الوصول إلى الذين شردوا وهجروا من ديارهم . لعلها لحظة إدراك مريرة، حيث يجد نفسه في نفس الموقف الذي وضع فيه الكثيرين، وحيدًا في مواجهة الطبيعة القاسية، دون أدنى فرصة للنجاة حاليا. أتمنى أن تكون النهاية كما أتمنى أن تكون نهاية كل طاغية وجبار تجبر على المستضعفين الأبرياء ولم يرحم .. لم يرحم .. |
الساعة الآن 04:17 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.