رغم يقيني بأن الوصول اليك
محال
محالٌ
محال

ألا تجلسين قليلاً .. ألا تجلسين ؟
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني .. كما تعلمين
وما كان بيني وبينك ، لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً .. كبيراً .. كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعف نريد اغتيال السماء ؟

تمهل قليلا..
ودعني أسافر في مقلتيها
وأمحو عن القلب بعض الذنوب
لقد عشت عمرا ثقيل الخطايا
وجئت بعشي وخوفي أتوب

شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب
ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام
قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام
قد كان لي عقل يفجر
في صخور الأرض أنهار الضياء
لم يبق في الدنيا حياء
قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني
المجنونُ .. بين العقلاء
قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء

أدمنتُ حبكِ مثلما ادمنتُ في البحر الدُوار فلقاؤنا قدرُ ..
وهل يجدي مع القدرِ الفرارْ ؟

“عشقتُ بعينيكِ نهراً صغيراً
سرى في عروقي
تلاشيت فيه
حملتُ إليه جميع الخطايا
وبين ذنوبي
تطهرتُ فيه

فإن أجدب العمرُ في راحتيَّ
فحبك عندي ظلالٌ ونيل

وأملأ عيني منها ضياءا
فتبحث عمري.. وتحيي صبايا
هي البدء عندي لخلق الحياة
ومهما رحلنا لها منتهايا

فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر
وشدوتُ لحناً في الوفاءِ .. لعله
ما زال يؤنسني بأيامِ السهر
وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ
وكلمامضت السنينُ أراهُ دوماً .. يزدهر
وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي
يوماً ودعتُ المتاعبَ والسفر
وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ
وغفرتُ للدنيا .. وسامحتُ البشر

أتراك تذكرها و تعرف صوتها
قد كان أعذب ما سمعت من الحياة..
قد كان أول خيط صبح أشرقت
في عمرك الحيران دنيا من ضياه