أجيبيني أين أرسو من بعد مرساكِ
من لي في البحر دون موانيكِ
دعيني فأنا أغرق
زورقي يغرق
مركبي يغرق
إني أغرق
خذلني البحُر كما أنتِ خذلتيني

مضى وقت العتاب ونحن في حضن الغياب مسيرين
مستسلمين خذلتنا أحلامنا
ووعودٌ صدقناها حد اليقين
ونكثنا العهود فنكثتنا
فأصبحنا في شرع الحب مذنبين

ويبدو أننا خطان متوازيان لا يمكنهما التلاقي
وإن قطعوا أباعد المدى
إني أعتذر جداً عما خلفتهُ فيكِ
من أسى ووجعٍ وأذى
سامحيني فلربما بعد هذا الوقت الطويل والعبث الطويل
على يديكِ اُهتدى
لربما يتوبُ اللهُ عليَّ
لربما اُصبح ولياً أو شيخاً بي يُقتدى
لربما أفنى ولا يبقى لي صوتٌ أو صدى

ما لكِ تنظُرين يميناً ويساراً
وبعين المكر تترقبين
وتبحثين

لا يوجد شئ يبقى على حاله ..
إما أن تُغيرهم ، أو يُغيرونك

ومرت السنة الثانية
وتلاشت الفصول
وتناثرت أحاسيسي تسقط كأوراق الخريف
وبدا النسيانُ بردٌ قارصٌ
وضَحِكَ عليَّ الصيفُ
وشكوتُ الربيعَ أشواقي
وتناسيتُ
وكابرتُ
انتصرتُ وفشلتُ
وعدتُ حيث كُنتُ
أتساقطُ أول أيام الخريف

إني لا أعرفُ تاريخَ الحضاراتِ سيدتي
لا أُجيدُ الوقوفَ على الأطلال
لا أعرفُ حماسةً أبي تمام
عرفتُ الشعرِ أغنية
قوميةٌ أنتِ
وأنا خارجٌ عن النصْ
لقيطٌ بين الأوطان
شعبيةٌ أنتِ
وأنا هناكَ منفيٌ
أصارعُ كل الحدودَ لأجلِ عينيكِ

ولا زلتُ أتساءل ..
إلى متى سأظلُ أٌصارعُ الحبَ
والجميلاتُ من حولي كُثر

بدويٌ صهدُ الأنواءِ شكّلني ، لا الحُبُ يُرضي غروري ولا أنتِ

كيف أحبكِ أكثر
ومن أين أأتيكِ بالأشواقِ
وكيف أمنحكِ اللجوءُ إليَّ أكثر
وكيف لي بعد هذا العمر يا آنستي
أن أعطيكِ مالا أقوى ولا أقدر
فأنتِ إمرأةُ إستثنائية
شرقيةٌ من عصر ليلى العامرية
وأنا ما كنتُ في الحٌبِ قيس
ولا بعد هذا الوقتُ عنتر
لستُ بفارسٍ في العشقِ
وامرأة استثنائية مثلكِ
تريد من يصنع أقداره بيديه
وانا لست في الهوى الأمهر
لا أستطيعُ أن أعزلِ لكِ
من كلماتِ الشعرِ طوقاً
تلبسينه في ليلة قمريةٍ
وتمارسين طقوس العشقِ معي
فأنا لستُ إسثنائيٌ كعينيكِ
لستُ إستثنائيٌ
كبساتين الزهورِ على وجنتيكِ
همجيٌ أنا
يملأني التخبطُ والترنحُ والضياع
ولستُ في الهوى الأطهر
فدعيني جانباً
وابحثي من بعدي عن قيسِ الملوح
وابحثي بعيداً هناكَ عن عنتر